ملخص
رفعت "سيتي" للأبحاث توقعاتها للذهب إلى 2800 دولار خلال 3 أشهر
يواصل المعدن النفيس تحقيق مزيد من المكاسب والمستويات القياسية الجديدة، بدعم هرولة المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مع استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وخفض أسعار الفائدة الأميركية، إضافة إلى حال عدم اليقين في شأن نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة.
في التعاملات الأخيرة، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.51 في المئة أو 13.9 دولار إلى 2734.5 دولار للأونصة، كما صعدت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.36 في المئة أو 9.9 دولار إلى 2748.7 دولار للأونصة، وهي دون المستوى القياسي المسجل الإثنين عند 2755.39 دولار.
واستمدت أسعار المعدن النفيس دعماً من تزايد فرص خفض الفائدة من قبل "الفيدرالي" في الاجتماع المقبل، الذي يتوقع فيه المستثمرون فرصة بنسبة 88.5 في المئة لخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، مقابل 11.5 في المئة للتثبيت، بحسب أداة "فيد وتش".
وفي مذكرة بحثية حديثة رفعت مؤسسة "سيتي" للأبحاث توقعاتها لأسعار المعدن الأصفر للأشهر الثلاثة المقبلة، مشيرة إلى احتمال حدوث مزيد من التباطؤ في سوق العمل الأميركية، ومزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل "الفيدرالي"، إضافة إلى ارتفاع إقبال المستثمرين على صناديق الاستثمار المتداولة. ورفعت المؤسسة توقعاتها لأسعار الذهب للأشهر الثلاثة المقبلة إلى 2800 دولار للأونصة من 2700 دولار في السابق، متوقعة وصول الأسعار إلى 3 آلاف دولار للأونصة في الفترة المتراوحة بين ستة و12 شهراً.
5 جلسات متتالية من المكاسب والمستويات القياسية
شهدت أسعار الذهب ارتفاعات متسارعة بعد بداية تداولات الأسبوع ليسجل المعدن النفيس مستوى تاريخياً جديداً، ويستكمل سلسلة الارتفاع الأخيرة التي بدأها الأسبوع الماضي، إذ يتزايد الطلب خلال أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، على الذهب كملاذ آمن في ظل توسع التوترات في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى اقتراب الانتخابات الأميركية.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعاً خلال تداولات جلسة الإثنين بنسبة 0.4 في المئة، ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2736 دولاراً للأونصة بعدما افتتح تداولات هذا الأسبوع عند 2723 دولاراً للأونصة، ليتداول حالياً عند المستوى 2734 دولاراً للأونصة.
ووفق التحليل الفني لشركة "غولد بيليون"، استمر ارتفاع أسعار الذهب العالمية لخمس جلسات متتالية، إذ سجل ارتفاعاً خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.4 في المئة، ليتخطى المستوى 2700 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه، ويعود ارتفاع أسعار الذهب وتسجيلها لمستويات تاريخية هذا الشهر بصورة كبيرة إلى تزايد الطلب على الملاذ الآمن، بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وعدم اليقين في شأن الانتخابات الأميركية.
ويعد الذهب استثماراً آمناً خلال أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، إذ تعمل أسعار الفائدة المنخفضة على تقليل كلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائداً لحائزيه.
المعدن النفيس يتجاهل مكاسب الدولار
التقرير أشار إلى أن الدولار الأميركي يستمر في التداول قرب أعلى مستوياته منذ شهرين ونصف الشهر، التي سجلها خلال الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن الأسواق تتعامل حالياً مع الدولار على أنه استثمار جيد وأحد أدوات الملاذات الآمنة، وهو ما يدفع كلاً من الذهب والدولار إلى الارتفاع في التوقيت نفسه.
وتترقب الأسواق هذا الأسبوع صدور عدد من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأميركي، التي تسهم في توضيح مستقبل أسعار الفائدة والسياسة النقدية الأميركية، وهو ما يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر في تحركات أسعار العملات والسلع في الأسواق المالية.
ومن جهة أخرى خفضت الصين أسعار الفائدة على القروض إضافة إلى تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة على سياسات مالية لها خلال الشهر الماضي، ضمن حزمة التحفيز التي أعلنت عنها لدعم الاقتصاد الصيني. وتؤثر الأخبار المتعلقة بالاقتصاد الصيني في تحركات الذهب لأنها تعد المستهلك الأكبر للذهب في العالم، والأخبار المتعلقة بتعافي الاقتصاد والحزم التحفيزية من شأنها أن ترفع من أسعار الذهب لأنها تدل على توجه الاقتصاد إلى التحسن، ومن ثم يعود الطلب على الذهب إلى الارتفاع.
أما بالنسبة إلى الهند التي تعد ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم، فزاد البنك المركزي الهندي حيازاته من الذهب بصورة استراتيجية، وحتى الآن في عام 2024 أجرى البنك المركزي الهندي عمليات شراء كبيرة، ليضيف 54.7 طن من الذهب إلى احتياطاته منذ نهاية عام 2023 وهو أعلى عمليات شراء في ثلاث سنوات. وتعكس هذه الزيادة ارتفاعاً بنسبة ستة في المئة في الاحتياطات منذ بداية العام حتى الآن، مما يرفع إجمالي حيازات البنك المركزي الهندي من الذهب إلى مستوى قياسي بلغ 858.3 طن، مما يجعله أحد المشترين الرئيسين للذهب هذا العام.
10 في المئة
وقبل أيام، توقع مندوبو الاجتماع السنوي لجمعية سوق السبائك في لندن، أن ترتفع أسعار الذهب إلى مستويات 2917 دولاراً للأونصة بحلول أكتوبر من العام المقبل، أي بارتفاع 10 في المئة فوق المستويات الحالية.
وكانت أسعار الذهب وصلت الشهر الماضي إلى مستويات قياسية عند 2685 دولاراً للأونصة، ورفع بنك "غولدمان ساكس" أخيراً من توقعاته للأسعار إلى مستوى 2900 دولار من 2700 دولار للأونصة في أوائل 2025، مشيراً إلى انخفاضات أسرع في أسعار الفائدة قصيرة الأجل في الغرب والصين وعمليات شراء قوية من البنوك المركزية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويزيد الاستثمار في الذهب كملاذ آمن خلال انخفاض أسعار الفائدة وفي أثناء الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية. وفي مذكرة حديثة، قالت محللة السلع الأولية في "أي أن زد" سوني كوماري، "سيدعم الغموض المحيط بالانتخابات الأميركية والتوترات الجيوسياسية أيضاً الذهب". وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى في أكثر من أسبوع، مما يزيد من جاذبية الاستثمار في الذهب.
وقبل اتجاه البنك المركزي الأميركي إلى خفض الفائدة كانت التوقعات تشير إلى اتجاه المعدن النفيس إلى النزول، لكن عدداً كبيراً من المحللين كانوا يتوقعون أن يواصل الذهب الصعود إلى مستويات تراوح ما بين 2600 و2700 دولار خلال الربع الأخير من العام الحالي.
وفي حين أن خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يكون له تأثير فوري في مسار سعر الذهب، إلا أن عديداً من المحللين يعتقدون أنه لا يزال هناك مجال كبير لارتفاع أسعار الذهب في الأشهر المقبلة. وتوقع بنك "غولدمان ساكس" أن يتداول سعر الذهب عند مستوى الـ2700 دولار للأونصة في أوائل عام 2025، بينما يتوقع آخرون زيادات أكبر في أسعاره خلال عام 2025.