ملخص
قال مكتب نتنياهو في بيان إنه عقب المحادثات التي جرت في القاهرة بين وفد "حماس" والمسؤولين المصريين، أمر رئيس الوزراء رئيس الاستخبارات العسكرية الخارجية ديفيد برنياع بالتوجه إلى الدوحة لمناقشة "سلسلة مبادرات" تهدف إلى استئناف المفاوضات للإفراج عن الرهائن.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الجمعة أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، واحتجز مئات بينهم مرضى والطاقم الطبي ونازحون.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة "إكس"، "منذ ورود تقارير هذا الصباح عن اقتحام مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، فقدنا الاتصال بالموظفين هناك، هذا التطور مقلق للغاية بالنظر إلى عدد المرضى الذين يتم تقديم الخدمات إليهم والأشخاص الذين لجأوا إليه" طلباً للحماية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن "قوات الاحتلال اقتحمت (صباح اليوم) مستشفى كمال عدوان، وتحتجز مئات المرضى والطواقم الطبية وبعض النازحين الذين لجأوا للاحتماء به".
وأضافت أن "الوضع كارثي" إذ لا يوجد لدى المحتجزين منذ الصباح لا طعام ولا أدوية ولا المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى بالمستشفى.
أبشع إبادة جماعية
وتساءلت الوزارة في بيان آخر "كيف يسمح العالم لنفسه أن يقف متفرجاً على أبشع إبادة جماعية وأوسع عملية ممنهجة لتدمير النظام الصحي وقتل المرضى والطواقم الطبية واعتقالهم من دون أن يحرك ساكناً؟".
من جهته أكد مدير مستشفى كمال، الطبيب حسام أبو صفية "وجود إصابات في صفوف الطاقم الطبي جراء قصف الدبابات المتواصل للمستشفى" من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بأن "أكثر من 150 مريضاً وموظفاً بينهم طواقم طبية وممرضون داخل مستشفى كمال عدوان يقوم الجيش الإسرائيلي باحتجازهم والتحقيق معهم".
وقالت هيئة مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية اليوم إنها سمحت بنقل 23 مريضاً خارج المستشفى الليلة الماضية بواسطة سيارات إسعاف فلسطينية ومركبات تابعة للأمم المتحدة.
ويعتبر مستشفى كمال عدوان آخر مستشفى يعمل جزئياً في شمال القطاع.
ومنذ بداية الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 يعاني المستشفى نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية، والوقود المشغل لمولد الكهرباء، وتفاقمت الأزمة بصورة متزايدة مع بدء العملية الإسرائيلية البرية في شمال القطاع في وقت سابق من أكتوبر الجاري.
وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في بيانه إنه سمح بنقل شاحنة وقود واحدة و"180 وحدة دم وشاحنة محملة بالمعدات الطبية" تبرعت بها منظمات الأمم المتحدة.
"جريمة حرب"
ووصفت "حماس" اقتحام المستشفى بأنه "جريمة حرب وانتهاك صارخ للقوانين الدولية".
ويتعرض مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا وأجزاء أخرى من شمال القطاع لعملية عسكرية مكثفة منذ السادس من أكتوبر الجاري أسفرت عن مقتل 770 شخصاً، بحسب ما أفاد الدفاع المدني.
وشن سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات جوية، وأجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح مرة أخرى بما في ذلك عدد من مراكز الإيواء، وهدم أمس الخميس أجزاء كبيرة من مدرسة كانت تؤوي آلاف النازحين في منطقة الشيخ زايد القريبة من بيت لاهيا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "منذ بدء العمليات في جباليا تم إجلاء نحو 45 ألف مدني فلسطيني، كما تمكنت قوات جيش الدفاع من القضاء على مئات الإرهابيين".
مقتل ثلاثة جنود
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل ثلاثة جنود في مواجهات بشمال قطاع غزة، إذ كثف منذ بداية أكتوبر الجاري عملياته البرية في مواجهة حركة "حماس".
وأفاد الجيش في بيان بأن العسكريين الذين تناهز أعمارهم 20 سنة المنتمين إلى الكتيبة نفسها ضمن لواء مدرع، "قتلوا في المعارك في شمال قطاع غزة"، ما يرفع عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء العملية العسكرية البرية ضد "حماس" في الـ27 من أكتوبر 2023 إلى 361.
وقتل 20 فلسطينيا في غارتين نفذهما، صباح اليوم الجمعة، سلاح الجو الإسرائيلي باستهداف منزلين في خان يونس في جنوب قطاع غزة، على ما أفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل.
وقال بصل "قتل عشرون مواطنا كلهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء في خان يونس على إثر غارتين شنهما الاحتلال باستهداف منزلين لعائلتي الفرا وعابدين في خان يونس".
هجوم جديد
وفيما تشن إسرائيل هجوماً جديداً على شمال قطاع غزة خلف 770 قتيلاً خلال 19 يوماً، بحسب الدفاع المدني، قال الجيش الإسرائيلي الخميس إنه قتل قائداً في حركة "حماس" شارك في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل، وكان يعمل أيضاً بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وتتهم إسرائيل الوكالة قائلة إن عديداً من الموظفين الذين يعملون بها هم أعضاء في "حماس" وفصائل مسلحة أخرى. وقالت الأمم المتحدة في أغسطس (آب) الماضي إن من المحتمل أن يكون تسعة من موظفي الأونروا شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر 2023 وفصلتهم.
ولم يصدر تعليق فوري من الأونروا في شأن أحدث المزاعم الإسرائيلية. وفي سياق منفصل قالت الوكالة الأربعاء إن أحد موظفيها قُتل في ضربة إسرائيلية بوسط قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن محمد أبو عطيوي قُتل الأربعاء. وأضاف أنه كان قائداً في قوات نخبة تابعة لـ"حماس" وشارك في قتل وخطف مدنيين إسرائيليين. وذكر أيضاً أنه كان يعمل لدى الأونروا منذ يوليو (تموز) 2022 وأن اسمه ظهر في قائمة موظفي الوكالة.
وتوفر الأونروا خدمات التعليم والصحة وتقدم المساعدات لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا. ويشوب التوتر علاقاتها مع إسرائيل منذ فترة طويلة، لكن العلاقات تدهورت بصورة حادة منذ بدء الحرب في غزة، ودعت إسرائيل مراراً إلى إنهاء تفويض الوكالة.
اقتراحات لوقف النار
أعلن مسؤول في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية أن وفداً من الحركة ناقش في القاهرة الخميس مع مسؤولين مصريين اقتراحات لوقف النار، مؤكداً "جاهزية" الحركة لوقف القتال إذا التزمت إسرائيل وقف النار والانسحاب من القطاع وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل.
وقال المسؤول في الحركة طالباً عدم نشر اسمه إن "وفداً قيادياً من الحركة وصل إلى القاهرة حيث اجتمع مع المسؤولين المصريين، ونوقشت أفكار واقتراحات تتعلق باستئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى".
وأضاف أن الوفد يترأسه القيادي في الحركة خليل الحية. وشدد المسؤول في "حماس" على أن الحركة "أبدت جاهزية لوقف النار، لكن المطلوب التزام إسرائيل وقف النار والانسحاب من القطاع وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته، صرح مصدر مصري مسؤول أن "قيادات أمنية مصرية رفيعة المستوى ناقشت الأوضاع الجارية في قطاع غزة وسبل تذليل العقبات التي تواجه الجهود المبذولة لوقف التصعيد في القطاع".
وأضاف أن "اللقاء جاء في إطار مساعي وجهود مصر الحثيثة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، بما يعزز فرص استقرار الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة".
وشدد المصدر على "التزام مصر زيادة إدخال المساعدات الإنسانية لإغاثة أهالي قطاع غزة"، مؤكداً أن "القاهرة مستمرة في تقديم الدعم والمساندة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الحالية".
نتنياهو يرحب بالمساعي المصرية
وفي القدس، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمساعي التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق يتيح وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع، حيث قتل 770 فلسطينياً خلال أقل من ثلاثة أسابيع في العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد "حماس"، بحسب الدفاع المدني في القطاع.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إنه عقب المحادثات التي جرت في القاهرة بين وفد "حماس" والمسؤولين المصريين، أمر رئيس الوزراء رئيس الاستخبارات العسكرية الخارجية (الموساد) ديفيد برنياع بالتوجه إلى الدوحة لمناقشة "سلسلة مبادرات" تهدف إلى استئناف المفاوضات للإفراج عن الرهائن.
ومن بين 251 شخصاً خطفوا من جنوب إسرائيل واحتجزوا في غزة، لا يزال 97 منهم في القطاع، بينهم 34 أعلن الجيش أنهم في عداد الموتى.
وبعد أكثر من عام على بدء الحرب، يشن الجيش الإسرائيلي منذ السادس من أكتوبر الجاري هجوماً جديداً على شمال قطاع غزة خلف 770 قتيلاً خلال 19 يوماً، بحسب الدفاع المدني في القطاع.
وخلال قمة مجموعة "بريكس" المنعقدة في مدينة قازان الروسية، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إسرائيل بالتخطيط "لإفراغ" قطاع غزة من سكانه و"بخاصة الآن في شمال قطاع غزة".
في وسط القطاع، قُتل 17 شخصاً في الأقل في غارة إسرائيلية على مدرسة حُولت إلى ملجأ للنازحين في مخيم النصيرات، حسبما أعلن الدفاع المدني الخميس.