Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نقص الدم يهدد حياة جرحى حرب السودان

هناك أيضاً نقص في الضمادات ومواد التخدير والمستهلكات التي تستخدم لمرة واحدة

ناشدت غرفة طوارئ جنوب الحزام بالخرطوم المواطنين بالتبرع لإنقاذ حياة المرضى (اندبندنت عربية- حسن حامد)

ملخص

"بعض المواطنين تعرضوا لإطلاق نار في حادثة نهب مسلح، ونزف الجرحى كميات كبيرة من دمائهم قبل وصولهم إلى المستشفى ليتفاجأوا بعدم وجود وحدات كافية، وتمت معالجة الأزمة عبر تبرع الجيران بالدم من فصائل مختلفة".

تواجه بنوك الدم في السودان خطر نفاد مخزونها وعدم قدرتها على تزويد المستشفيات والمراكز الصحية بمتطلباتها الحيوية، وبخاصة في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، مما يفاقم معاناة المرضى الذين يحتاجون لعمليات جراحية وضحايا الحوادث المرورية ويجعلهم عرضة للوفاة في أية لحظة.

وفي ظل تصاعد وتيرة المعارك بالعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، وكذلك ولايات كردفان ومدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، تتزايد أعداد الجرحى، فضلاً عن معدلات العمليات القيصرية في وقت تعاني خلاله المستشفيات والمراكز الطبية من نقص حاد في الضمادات ومواد التخدير والمستهلكات التي تستخدم لمرة واحدة في بنوك الدم.

أزمات ومناشدات

إلى ذلك، أعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بالخرطوم استمرار توقف قسم النساء والتوليد بمستشفى بشائر عن العمل جراء انتهاء مخزون بنك الدم، وأشارت إلى أن المستشفى أطلق حملة تبرع بالدم لمدة 10 أيام.

وناشدت الغرفة سكان جنوب الخرطوم بالذهاب والتبرع لإنقاذ حياة المرضى، وبخاصة بعد ارتفاع عدد الجرحى جراء القصف العشوائي المستمر داخل المنطقة.

وفي هذا الصدد يقول مبارك السناري أحد الموجودين في منطقة الإنقاذ إن "شظايا قذيفة انفجرت قرب منزلهم وتسببت بإصابات بالغة لوالده، ونتيجة النزف فقد كمية كبيرة من دمه قبل الوصول إلى المستشفى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف "بعد الفحوص الطبية تبين أن منسوب الدم منخفض إذ وصل إلى أربع درجات ويحتاج إلى عملية نقل دم لكن ذلك غير متاح حالياً، وعلى رغم أخطار القصف ظللنا نتنقل في رحلة البحث عن مستشفى لتلقي العلاج، إلا أن جهودنا لم تثمر شيئاً حتى في المراكز الطبية بالمنطقة".

وأوضح السناري أنهم "بعد جهود مضنية تمكنوا من إنقاذ حياة والدهم عبر عملية تبرع بالدم من بعض سكان الحي"، لافتاً إلى أن "أوضاع المصابين خطرة ومهددون بالموت نظراً إلى انتهاء مخزون بنك الدم".

تزايد الإصابات

ومن جهته، قال محمد عصام أحد النازحين من منطقة تمبول بولاية الجزيرة إن "والدته تعرضت لحادثة مرورية أثناء الهرب من المدينة عقب اجتياحها من قبل قوات ’الدعم السريع‘وبعد معاناة نُقلت إلى مدينة حلفا شرق الخرطوم، وخلال الرحلة كانت تنزف".

وأضاف أن "حالتها تدهورت نتيجة طول الرحلة التي استغرقت 12 ساعة، فضلاً عن عدم توافر رصيد وحدات الدم من فصيلة (O-)، وقد فارقت الحياة بعد أقل من ساعتين على وصولها إلى المستشفى".

وأوضح عصام أن "غالبية المراكز الصحية والمستشفيات داخل ولاية الجزيرة تعاني نقصاً حاداً في وحدات الدم بسبب نفاد مخزونها، خلال وقت تتزايد فيه أعداد الإصابات نتيجة تصاعد وتيرة المعارك بين الجيش وقوات ’الدعم السريع‘ في الإقليم".

جهود حكومية

وعلى صعيد متصل، اعتبر مدير الإدارة العامة لخدمات نقل الدم بوزارة الصحة السودانية عصام الدين حسن أن "إعادة مشروع حملات التبرع بالدم بالتنسيق مع منظمات العمل الطوعي يسهم في تغطية الحاجات، خصوصاً بعد التزام وزارة المالية بكلفة 10 عربات جوالة، إلى جانب توفير الإدارة لمعينات عمل نقل الدم عبر البنوك المركزية بكل الولايات لضمان تحقيق برنامج الاستخدام الأمثل".

وأضاف "تم توفير الدم للمصابين والجرحى والمرضى في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، إذ أرسلت وحدات إلى السلاح الطبي في مدينة أم درمان بجهود من بنك الدم في الولاية الشمالية".

 

ولفت حسن إلى أنهم "أرسلوا إمداد وحدات الدم للمدن كافة، فضلاً عن تزويد مستشفيات ولايات دارفور، وتقديم معينات نقل الدم إلى مدينة الفاشر عبر الإسقاط الجوي".

ودعا مدير الإدارة العامة لخدمات نقل الدم بوزارة الصحة السودانية إلى "شحذ همم المواطنين بضرورة التبرع بالدم وجعله ثقافة صحية حتى يتوافر مخزون متكامل في بنوك المشافي، وبخاصة أن خدمات نقل الدم جاهزة لاستقبال المتبرعين، علاوة على الدعم المقدر الذي قدمته منظمة الصحة العالمية ودولة قطر".

توقف الإمداد

تعاني مستشفيات ولاية جنوب كردفان نقصاً حاداً في مخزون الدم ومشتقاته، مما فاقم من أوضاع المرضى وأدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص، كانوا في حاجة إلى نقل وحدات مستعجلة.

وفي السياق يقول الزبير طه أحد الموجودين في مدينة كادقلي إن "بعض المواطنين تعرضوا لإطلاق نار في حادثة نهب مسلح، ونزف الجرحى كميات كبيرة من دمائهم قبل وصولهم إلى المستشفى ليتفاجأوا بعدم وجود وحدات كافية، وتمت معالجة الأزمة عبر تبرع الجيران بالدم من فصائل مختلفة".

وأضاف أن "هناك نقصاً في الضمادات ومواد التخدير والمستهلكات التي تستخدم لمرة واحدة في بنوك الدم، وهي مؤشرات خطرة خصوصاً في ظل الحصار المفروض على الولاية منذ 18 شهراً".

 

ونبه طه إلى أن "الوضع بات أكثر صعوبة، إذ نفدت غالب كميات الدم التي كان يحتفظ بها بنك الدم، والمتوافر منها محدود جد، كما أن رصيد الوحدات من فصيلة (O-) صفر".

فصول مأسوية

المتخصص في أمراض الأوعية الدموية سالم عباس أوضح أن "مستشفيات السودان تحتاج إلى آلاف الوحدات من الدم بصورة يومية نظراً إلى تزايد أعداد المصابين جراء القصف المدفعي والجوي على الأحياء والمدن، إضافة إلى مرضى الفشل الكلوي وضحايا الحوادث المرورية".

وأضاف أن "الحرب ألقت بظلالها على القطاع الصحي وخرجت إثر ذلك 70 في المئة من مستشفيات العاصمة الخرطوم من الخدمة فضلاً عن بنوك الدم المركزية، مما خلف فصولاً مأسوية أبرزها ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة نفاد غالب كميات الدم، وكذلك عدم توافر رصيد بعض الفصائل".

وبيَّن عباس أن "نحو 30 في المئة من المصابين في حاجة إلى نقل دم من جميع أنواع الفصائل، وهناك 10 في المئة يحتاجون إلى وحدات أكثر من أربع مرات".

وأشار المتخصص في أمراض الأوعية الدموية إلى أن "مشروع التبرع في الظروف العادية يسهم في حلحلة الأزمات، لكن خلال فترة الحرب لن يكون فعالاً نتيجة صعوبة وصول المتبرعين إلى المستشفيات بسبب أخطار التنقل والوضع الأمني، فضلاً عن سوء التغذية الذي يعانيه آخرون، إذ أثبتت التجارب حدوث حالات إغماء لكثير من المتبرعين عندما سُحب الدم منهم".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير