Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب "المثير للسخرية" ليس أفضل من حزب العمال والحكمة مطلوبة

إن "الحرب الزائفة" التي يشنها دونالد ترمب في شأن التدخل المفترض في الانتخابات من قبل حزب كير ستارمر ليست أكثر من مجرد تهديد انتخابي، لكنها كشفت عن أمر خطر آخر كان مجهولاً إلى حد كبير

قدم دونالد ترمب شكوى قانونية من ست صفحات ضد فريق كير ستارمر، مشيراً إلى "التدخل الأجنبي الصارخ" (غيتي)

ملخص

اتهم دونالد ترمب حزب العمال البريطاني بـ"التدخل الأجنبي الصارخ" في الانتخابات الأميركية، مما يشير إلى محاولة لتحويل الأنظار عن مزاعم تمويله وتبرز ضعف حزب العمال في إدراك كيف تفسر أفعاله.

أثبت اتهام دونالد ترمب بـ"التدخل الأجنبي الصارخ" في الانتخابات الرئاسية الأميركية من قبل حزب العمال البريطاني أنه حيلة مفيدة وفعالة، ولم تؤد أخطاء الحزب [لجهة التعاطي مع الحملة الانتخابية الرئاسية] إلا إلى زيادة تأثير هذه الحيلة.

وبعد أن قدمت حملة ترمب الرئاسية شكوى قانونية من ست صفحات تزعم فيها أن فريق كير ستارمر تدخل في الانتخابات من خلال "إرسال" ما يقارب 100 مساعد لتقديم الدعم للديمقراطيين، أكد حزب العمال على مضض أنه دفع [من جيبه كلفة الرحلة] لمورغان ماكسويني كبير موظفي رئيس الوزراء من أجل حضور المؤتمر الوطني الديمقراطي خلال أغسطس (آب) الماضي. مما أدى إلى تقويض الخط الذي اعتمدته أنغيلا راينر [في إجاباتها عن الأسئلة] في جلسة مساءلة رئيس الوزراء [في مجلس العموم] يوم الأربعاء، وهو أن "الناس يذهبون ويقومون بحملاتهم، ويفعلون ما يريدون خلال وقتهم الخاص وبأموالهم الخاصة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالطبع ليس هناك أي شيء غير عادي في تطوع أعضاء حزب العمال للتعلم من حملات الأحزاب الشقيقة ولمساعدتها في بلدان أخرى، علماً أن أميركا كانت على الدوام هي عامل الجذب الأكبر.

وخلال الانتخابات الرئاسية خلال عام 1992 تطوعت إيفيت كوبر التي كانت آنذاك موظفة في حزب العمال تعمل لدى هارييت هارمان في فريق وزارة المالية الذي كان على رأسه غوردون براون، في المقر الرئيس لحملة كلينتون في ليتل روك بأركنساس. وكان مسؤول استطلاعات الرأي في حزب العمال فيليب غولد هناك أيضاً إلى جانب مجموعة من الموظفين الآخرين ونائب البرلمان في حينها.

وليس غريباً أن تقوم الأحزاب بإرسال زوار إلى مؤتمرات بعضها بعضاً واجتماعاتها العامة. بل إن كلينتون نفسه بعد أن أصبح رئيساً ألقى كلمة أمام المؤتمر السنوي لحزب العمال في بلاكبول عام 2002 [أي في أعقاب انتهاء ولايته الرئاسية الثانية بعام] ولا أعتقد أنه دفع كلف الرحلة بنفسه.

إن الرسالة القانونية لحملة ترمب جزء من الأذى المتعمد. وكما أفاد زملائي، تعترف مصادر قريبة من ترمب بأن هذه الادعاءات "لا تؤخذ على محمل الجد على الإطلاق" إلا أنها تمثل فعلياً محاولة لتحويل الأنظار عن المزاعم حول تلقي ترمب تمويلاً روسياً والتي لاحقته في الماضي. وهي تصرف الانتباه أيضاً عن التدخل الأكثر وضوحاً في السياسة الأميركية من جانب نايجل فاراج زعيم حزب ريفورم في المملكة المتحدة، الذي يحاول باستمرار الظهور على شاشة التلفزيون الأميركي من أجل دعم ترمب على رغم أن معظم الأميركيين ليس لديهم أية فكرة عن هويته.

لقد سمع عدد أقل من الأميركيين عن ماكسويني أو في الواقع حتى عن ستارمر، غير أن أحد الأذكياء الذين يضجون بالحيوية في حملة ترمب عثروا على لائحة لجنة الانتخابات الفيدرالية التي تنص على أنه "لا يجوز للمواطن الأجنبي أن يوجه أو يملي أو يسيطر أو يشارك، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في عملية صنع القرار لأي شخص، مثل شركة أو منظمة عمالية أو لجنة سياسية أو منظمة سياسية، في ما يتصل بالأنشطة الفيدرالية أو غير الفيدرالية المتعلقة بالأنشطة الانتخابية التي يقوم بها هذا الشخص".

إنها شكوى ذكية ولا ينبغي لي حقاً أن أقع في فخ تكريس أية تغطية إعلامية أخرى لها، سوى أنها تسلط الضوء على نقطة ضعف في حزب العمال، فالعديد من أنصاره يفترضون أنهم عندما يفعلون شيئاً ما فإن دوافعهم تكون شفافة وواضحة وتخدم الصالح العام. ولا يبدو أنه يخطر في بالهم أنهم سيغضبون إن فعل الجانب الآخر الشيء نفسه.

ولدينا مثال حديث على ذلك في الضجة التي أثيرت حول قبول ستارمر ووزرائه للهدايا، بيد أن الأمر كان يشكل على الدوام خطراً في التعامل مع السياسيين الأجانب.

وعندما قال باراك أوباما للشعب البريطاني كيف ينبغي أن يصوت في الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، هلل له مؤيدو البقاء [في الاتحاد الأوروبي] وقالوا كم كان على حق في الإشارة إلى أن بريطانيا ستكون في "مؤخرة الطابور" للتوصل إلى اتفاق تجاري أميركي إذا غادرنا الاتحاد الأوروبي. لقد كان على حق بطبيعة الحال إلا أن هذه ليست النقطة التي تستحق الاهتمام. إنه كان يحاول التدخل في سياسة دولة أخرى، وكان ذلك أسوأ من مجرد خطأ وكان لهذا التدخل نتائج عكسية. بل إن [حقيقة] أن الجميع من أوباما إلى البابا كانوا يقولون للبريطانيين كيف يصوتون، كانت [في حد ذاتها] سبباً في تعزيز عزيمة أنصار الخروج.

من الصعب التصديق أن حيلة حملة ترمب هذه سيكون لها أي تأثير في كيفية تصويت الناس في ولاية بنسلفانيا. وسيكون تأثيرها الرئيس هو إسعاد المحامي المبتدئ والموظف لدى ترمب اللذين من الواضح أنهما وجدا بعض المتعة في صياغة رسالة الشكوى.

ولكن من الأفضل بكثير لو يتعلم ستارمر وحزب العمال درساً حول الكيفية التي يُنظر بها إلى بعض تصرفاتهم في التعامل مع الأحزاب الأجنبية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء