Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أين تمكنت روسيا من تحقيق تقدم على الجبهة الأوكرانية؟

الجيش الأوكراني يؤكد أن المعارك الأكثر ضراوة على طول الجبهة الممتدة تجري عند أطراف مدينة سيليدوفي الشرقية

اللواء الميكانيكي الأوكراني الـ24 (أ ب)

ملخص

تحقق القوات الروسية تقدماً ملحوظاً نحو مدينة سيليدوفي في شرق أوكرانيا، لكنها تواجه خسائر كبيرة قد تعوق تقدمها نحو بوكروفسك

يفيد مراقبون للوضع الميداني بأن القوات الروسية تحرز "اختراقاً تكتيكياً لافتاً" وتتقدم بوتيرة متسارعة باتجاه مدينة سيليدوفي، في شرق أوكرانيا.

ومع أن أوكرانيا تمكنت من السيطرة على جزء من منطقة كورسك الروسية، أظهرت بيانات مفتوحة المصدر أن القوات الروسية حققت في سبتمبر (أيلول) الماضي، تقدماً يُعتبر الأسرع لها منذ مارس (آذار) 2022.

ووتيرة التقدم المتسارعة هذه تواصلت طوال الأسبوع الماضي، إذ زحفت القوات الروسية باتجاه سيليدوفي – حتى إنها اقتحمت، على ما يبدو، أجزاء من هذه المدينة - الواقعة على مسافة أقل من 10 أميال (نحو 16 كيلومتراً) من هدفها الرئيس، أي مدينة بوكروفسك الأكبر حجماً التي تمثل واحداً من أهم أركان الدفاعات في منطقة دونيتسك الكبرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا السياق، كتب مركز الأبحاث الأميركي المعروف باسم "معهد دراسة الحرب" Institute for the Study of War، أن "تقدم الجيش الروسي نحو سيليدوفي، مصحوباً بالنجاحات الميدانية التي حققتها روسيا في جنوب المدينة وشمالها، قد يؤدي عما قريب إلى انسحاب الجيش الأوكراني من المنطقة، في موازاة جهود أوكرانية مكثفة لتفادي الوقوع في فخ التورط في منطقة تشهد انهياراً".

استطراداً، تظهر خرائط مشروع "ديب ستيت" DeepState الأوكراني المتخصص في تحديد خرائط الجبهة الأمامية والمعروف بعلاقته الوطيدة مع الجيش، أن القوات الروسية تسيطر على الضواحي الشرقية لمدينة سيليدوفي، في حين أن جزءاً كبيراً من وسط المدينة أمسى، بحسب التقييمات، بمثابة "منطقة رمادية" متنازع عليها.

وفي سياق متصل، كشف يوري بودولياكا الأوكراني الأصل الذي يدير مدوّنة عسكرية مشهورة ومؤيدة لروسيا، عن أن "دفاعات العدو انهارت فجأة"، علماً أن مدونين آخرين موالين للروس أصدروا تقارير مماثلة، مؤكدين أن روسيا تسيطر اليوم على جزء من مدينة سيليدوفي.

ومن جهتها، تواصل روسيا منذ أشهر هجومها باتجاه بوكروفسك، مما أتاح لها السيطرة على نحو 300 ميل مربع (نحو 480 كيلومتراً مربعاً) من الأراضي منذ استيلاء قواتها على مدينة أفدييفكا في فبراير (شباط) الماضي.

بيد أن هذا التقدم جاء مقابل ثمن باهظ، فيفيد مسؤولو الاستخبارات الغربيون بأن روسيا تكبدت، خلال الأشهر الأخيرة، أعلى معدل خسائر بشرية في صفوف قواتها منذ انطلاق غزوها الشامل، وبأن عدد قتلاها يتراوح ما بين 1000 و1200 جندي شهرياً.

ومع ذلك، تبرز بوضوح مؤشرات تقدم كبير من الجبهة الروسية باتجاه الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في منطقة دونيتسك.

وللتذكير، تشكل هذه المنطقة نصف منطقة دونباس – في حين يُعرف النصف الآخر منها باسم لوهانسك الخاضعة بصورة شبه كلّية للسيطرة الروسية – وهي ساحة مستمرة للمعارك بين روسيا وأوكرانيا منذ عام 2014.

وفي هذا الإطار، يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يخفِ يوماً رغبته الواضحة في بسط سيطرته على كامل منطقة دونباس.

لكن مع تعثر جهود التقدم على الجبهة الرئيسة للهجوم في بوكروفسك، وسعت [القوات الروسية] نطاق عملياتها لتشمل مواقع متعددة، فاتجهت شمالاً نحو توريتكس ونيو-يورك، الواقعتين عند أقرب نقطة مواجهة وتقدم، وكذلك نحو كوراخوفي جنوباً.

ويُذكر أن مدينة سيليدوفي، الواقعة بين كوراخوفي وبوكروفسك، أصبحت تشكل اليوم المحور الرئيس للهجمات الروسية المتجهة جنوباً.

ومن جهتها، أعلنت قيادة الأركان الأوكرانية أن أعنف الهجمات الروسية على طول خطوط المواجهة حصلت عند أطراف مدينة سيليدوفي، ولفتت إلى استخدام القوات الروسية للطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل لدعم هجومها في المكان.

بيد أن قيادة الأركان لم تحدد بعد ما إذا كان الروس تمكنوا من دخول المدينة، أو ما إذا انسحبت القوات الأوكرانية منها.

ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة حول التأثير المحتمل الكبير لهجوم سيليدوفي في عملية السيطرة على بوكروفسك.

وفي هذا الصدد، لفت "معهد دراسة الحرب" إلى أن "روسيا قد تنجح في السيطرة على مدينة سيليدوفي خلال الأيام المقبلة. لكن هذا الاستيلاء لا يعني بالضرورة أن القوات الروسية ستتمكن من السيطرة على بوكروفسك. وفي الواقع، من المحتمل أن ينعكس استيلاء روسيا على سيليدوفي بصورة سلبية على قدراتها العسكرية، فيُضعف قواتها ويستنزف قدراتها القتالية، معرقلاً بالتالي فاعلية عملياتها العسكرية، في حال تلقي أوامر بتغيير اتجاه الهجوم نحو بوكروفسك".

© The Independent

المزيد من تحلیل