ملخص
يواجه النظام الإيراني تهديد "داعش" من أفغانستان وباكستان وبما أنه لا يملك السيطرة الكاملة على الحدود مع أفغانستان فإن تجار البشر والمخدرات يستخدمون هذه الثغرات ويدخلون إلى الأراضي الإيرانية.
ينشط تنظيم "داعش- خراسان" في الأراضي الأفغانية والباكستانية، لكنه يوجد على طول الحدود الشرقية الإيرانية، وتبنى مسؤوليته عن بعض الهجمات المسلحة والعمليات التفجيرية داخل الأراضي الإيرانية. واتساع رقعة أنشطة "داعش" يعد تهديداً لمصالح النظام الإيراني في أفغانستان تحت حكم نظام "طالبان"، إلا أن الحركة تدعي أنها تقاتل التنظيم في هذا البلد.
وادعى المتحدث لنظام "طالبان" ذبيح الله مجاهد في الـ20 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أن مجموعة تابعة لتنظيم "داعش- خراسان" استهدفت في محافظة غور، إذ كانت تعمل تحت الإشراف المباشر لـ"داعش" في إقليم بلوشستان الباكستاني. وأضاف مجاهد أن هذه المجموعة مسؤولة عن قتل 14 شخصاً من سكان محافظة دايكندي الباكستانية في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وفي أوائل أكتوبر الجاري، زعم ذبيح الله مجاهد أيضاً أنه بعد أن كثفت القوات الخاصة التابعة لنظام "طالبان" عملياتها ضد تنظيم "داعش"، تم نقل قادة وأعضاء هذه المجموعة إلى ولايتي بلوشستان وخيبر باختنونخوا في باكستان بمساعدة أجهزة الاستخبارات ولديهم مراكز تدريب ومعسكرات هناك. وادعى أن "داعش" يستخدم مراكزه الجديدة في باكستان لإدارة العمليات الإرهابية في أفغانستان ودول أخرى.
وتقع محافظة غور الأفغانية على الحدود مع محافظتي هرات وفراه (على الحدود مع إيران)، ويمثل تزايد وجود "داعش" في تلك المحافظة تهديداً أمنياً خطراً للنظام الإيراني. كما نفذ نظام "طالبان" هجمات ضد الدواعش في إقليم هرات ونيمروز على الحدود الإيرانية، إلا أن نمو التنظيم الإرهابي في باكستان، بخاصة في إقليم بلوشستان المتاخم للأراضي الإيرانية، يزيد من القلق بأن "داعش" وصل إلى ما هو أبعد من الحدود الإيرانية.
وتجاوزت هجمات التنظيم الحدود الأفغانية، إذ أعلن فرع "داعش- خراسان"، مسؤوليته عن انفجار قنبلة في منطقة "كوجلك" القريبة من مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان الباكستاني. وأدى هذا الهجوم إلى مقتل ضابط شرطة وجرح عدد آخر. وسبق أن زعم تنظيم "داعش" أنه استهدف السيارة التي كانت تقل عناصر من الشرطة.
ما بين هذا وذاك تبدو الحكومة الباكستانية عالقة في أزماتها السياسية والمالية الحادة ولا تستطيع في الوقت الحالي صد تهديد الهجمات الإرهابية، بخاصة من قبل "داعش"، إذ يواصل التنظيم هجماته الإرهابية في باكستان.
ودعم الجيش الباكستاني ووكالة الاستخبارات المركزية في إسلام آباد عدداً من الجماعات الإرهابية الأصولية، ومنها حركة "طالبان" الأفغانية خلال العقود الأربعة الماضية. وسمحوا لهذه الجماعات بتجنيد العناصر من خلال المدارس الدينية، كما أن بعض عناصر "داعش" هم طلاب في هذه المدارس الدينية، إذ تعززت عندهم الأفكار المتطرفة والآن يحلمون بإقامة "دولة الخلافة".
وإضافة إلى بلوشستان باكستان، أعلن "داعش" أيضاً مسؤوليته عن بعض العمليات والهجمات القاتلة في محافظة خيبر باختنونخوا الواقعة على الحدود مع أفغانستان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويواجه النظام الإيراني تهديد "داعش" من أفغانستان وباكستان. وبما أنه لا يملك السيطرة الكاملة على الحدود مع أفغانستان فإن تجار البشر والمخدرات يستخدمون هذه الثغرات ويدخلون إلى الأراضي الإيرانية، ومن المحتمل أيضاً أن يستخدم مسلحو "داعش" نفس طرق تجار البشر والمخدرات للدخول إلى الأراضي الإيرانية.
يعد النظام الإيراني أحد الأنظمة المقربة من نظام "طالبان" ولهذا يتوقع أن تتمكن الحركة من احتواء "داعش" وغيره من المجموعات الأخرى على الحدود الشرقية، إذ سلمت طهران السفارة والقنصليات الأفغانية لنظام "طالبان"، واستضافت وفوداً مختلفة من الحركة.
هذا وبسبب المخاوف الأمنية من أفغانستان، بخاصة من "داعش"، عينت طهران حسن كاظمي قمي وحسن مرتضوي، وكلاهما من قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري، سفيراً ونائباً للسفير الإيراني لدى أفغانستان. ويتولى هذان الشخصان مسؤولية توسيع وتعزيز العلاقات مع حركة "طالبان"، عدا عن جمع المعلومات الأمنية الميدانية عن الجماعات التي تهدد المصالح الإيرانية في أفغانستان.
وعلى هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عقد في نيويورك اجتماع رباعي حول أفغانستان بين وزراء خارجية إيران عباس عراقجي والصين وانغ يي وروسيا سيرغي لافروف وباكستان خواجة محمد أصف، بناءً على اقتراح طهران وترأسه عراقجي، وأظهر قلق بلاده من تزايد أنشطة الجماعات الإرهابية في أفغانستان.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الإيرانية بأن عباس عراقجي حذر نظراءه من وجود الجماعات الإرهابية على الأراضي الأفغانية، بخاصة فروع "داعش"، لأنها تستغل الوضع الحالي لمزيد من النفوذ، مضيفاً أن الجماعات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة" لا تهدد الشعب الأفغاني وحسب، بل تهدد أمن المنطقة برمتها أيضاً.
وفي ظل حكم نظام "طالبان"، أصبحت أفغانستان مرة أخرى مكاناً آمناً لنشاط الإرهابيين، بما في ذلك تنظيما "داعش- خراسان" و"القاعدة". وتتوقع دول المنطقة أن يتعامل نظام "طالبان" مع الجماعات الإرهابية التي تهدد مصالحها، لكن خلال هذه الفترة ادعى أنه قاتل الدواعش ولم يتخذ أي إجراء آخر ضد الجماعات الإرهابية الأخرى الموجودة على الأراضي الأفغانية.
وفي المقابل طالبت حركة "طالبان" دعم دول المنطقة حتى تتمكن من قتال الجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم "داعش".
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"