ملخص
يبدو أن الحرب الروسية المستمرة منذ عامين ونصف العام في أوكرانيا اتخذت منعطفاً جديداً مهماً، إذ عبر حلف شمال الأطلسي ودول عدة عن القلق من احتمال انضمام قوات من كوريا الشمالية قريباً إلى جانب موسكو.
قال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف إن عدة انفجارات هزت المدينة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء وإن حريقاً اندلع نتيجة هجوم روسي بطائرات مسيرة.
وأفاد رئيس البلدية فيتالي كليتشكو على قناته على تطبيق تيليغرام "تم إرسال خدمات الطوارئ إلى الموقع".
وأشار شهود إلى أنهم سمعوا سلسلة من الانفجارات يبدو أنها صادرة عن وحدات دفاع جوي أثناء تصديها للهجوم، وفق وكالة "رويترز".
مباحثات أميركية - أوكرانية
ناقش كبير مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدعم المقدم لأوكرانيا والتدخل الكوري الشمالي المزعوم في الحرب الروسية ضد كييف مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين.
وقال أندريه يرماك، رئيس مكتب زيلينسكي، على منصة "إكس" بعد اجتماعه مع سوليفان أمس الثلاثاء "ناقشنا خطة النصر الأوكرانية، وتنفيذ صيغة السلام، والخطوط الأمامية، والأسلحة، والجنود الكوريين الشماليين الذين تعدهم روسيا للحرب".
وأضاف "المساعدات العسكرية لأوكرانيا، والعقوبات ضد روسيا، وزيادة الضغوط على حلفاء موسكو أمور ضرورية".
ويبدو أن الحرب الروسية المستمرة منذ عامين ونصف العام في أوكرانيا اتخذت منعطفاً جديداً مهماً، إذ عبر حلف شمال الأطلسي وكوريا الجنوبية عن قلقهما من احتمال انضمام قوات من كوريا الشمالية قريباً إلى جانب موسكو.
وفي زيارة لواشنطن قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، تحدث يرماك أيضاً مع بلينكن عن المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية، وفقاً لبيان على موقع وزارة الخارجية الأميركية.
وأضاف البيان "الوزير أكد مجدداً دعم الولايات المتحدة الدائم لسيادة أوكرانيا وسط كفاحها ضد حرب العدوان الوحشية التي تشنها روسيا ودعمها للسلام العادل والدائم على أساس ميثاق الأمم المتحدة".
والولايات المتحدة حليف قوي لأوكرانيا في عهد الرئيس جو بايدن، وقدمت واشنطن أكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ عام 2022 عندما شنت روسيا هجوماً واسع النطاق على أوكرانيا.
"عدد صغير"
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الثلاثاء إن "عدداً صغيراً" من الجنود الكوريين الشماليين ينتشرون في منطقة كورسك الروسية عند الحدود مع أوكرانيا، معربة عن قلقها من احتمال استخدامهم في القتال ضد قوات كييف.
وهذا أول تأكيد أميركي بشأن نشر قوات كورية شمالية في المنطقة حيث تنفذ القوات الأوكرانية هجوماً برياً منذ أغسطس (آب) وتسيطر على مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي الروسية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر إن ثمة "مؤشرات على وجود عدد صغير بالفعل من القوات في منطقة كورسك، مع وجود بضعة آلاف آخرين إما أوشكوا على الوصول أو من المقرر أن يصلوا في القريب العاجل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع رايدر "نحن قلقون من أنهم يعتزمون استخدام هذه القوات في القتال ضد الأوكرانيين، أو على الأقل دعم العمليات القتالية ضد الأوكرانيين في منطقة كورسك"، مضيفاً أن واشنطن تتابع كيف سيتم استخدامهم.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته أعلن الإثنين وجود قوات كورية شمالية في كورسك. وتقول واشنطن إن إجمالي عدد القوات الكورية الشمالية حاليا في روسيا يناهز 10 آلاف جندي.
ورجح خبراء أن تحصل كوريا الشمالية في المقابل على تكنولوجيا عسكرية، تراوح بين أقمار مراقبة وغواصات، بالإضافة إلى ضمانات أمنية محتملة من موسكو.
عزّزت روسيا وكوريا الشمالية تحالفهما السياسي والعسكري في سياق الحرب في أوكرانيا. وكلاهما يخضع للعقوبات، بيونغ يانغ على خلفية برنامجها للأسلحة النووية، وموسكو بسبب حربها ضد كييف.
كندا تحذر كوريا الشمالية
من جانبه، قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم الأربعاء إن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أبلغه في مكالمة هاتفية أن نشر قوات كورية شمالية في الصراع في أوكرانيا سيؤدي على الأرجح إلى تصعيد الحرب التي تشنها روسيا.
ونقل مكتب يون عن ترودو قوله إن الحرب سيكون لها تأثير أكبر على المناخ الأمني في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادي.
أوكرانيا تنوي تجنيد 160 ألف شخص
تنوي أوكرانيا تجنيد 160 ألف شخص في قواتها المسلحة على ما أعلن الأمين العام لمجلس الدفاع الوطني أمام النواب وفق ما ظهر في مقطع مصور لخطابه نشره برلماني.
وقال أولكسندر ليتفينينكو أمام النواب إنه منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 "تم تجنيد ما مجموعه 1.05 مليون مواطن". وأضاف المسؤول "ننوي تجنيد أكثر من 160 ألف شخص"، ما سيسمح بتجديد صفوف الجيش بنسبة 85 في المئة.
وأوضح مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية أنه سيتم تنظيم هذه الموجة من التعبئة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة التي مدد فيها البرلمان الأوكراني للتو حالة الطوارئ والتجنيد.
لا تكشف السلطات الأوكرانية تقليدياً عن عديد القوات المسلحة أو خطط التعبئة، ولا تعلن سوى القليل عن الخسائر العسكرية.
وفي نهاية فبراير، قال زيلينسكي إن 31 ألف جندي أوكراني قتلوا. ولا يشمل هذا الرقم الجنود المفقودين الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف. ولم يتم الكشف قط عن عدد الجرحى، وهو في العادة أكبر من القتلى في النزاعات المسلحة.
يواجه الجيش الأوكراني صعوبات في تجديد صفوفه بعد نحو ثلاث سنوات من بدء الهجوم، فيما الوضع على الجبهة صعب للغاية ويتولى الجيش الروسي زمام المبادرة منذ نحو عام.
والتعبئة موضوع مثير للجدل في أوكرانيا، ويعتبر الكثير من الأوكرانيين نظام التجنيد غير عادل، وقد تكشف عدد من فضائح الفساد في مجال التجنيد.
في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، قدّرت الأمم المتحدة عدد سكان أوكرانيا بنحو 35 مليون نسمة، مقارنة بـ43 مليوناً عند بداية الحرب عام 2022، و45 مليوناً عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.