ملخص
تبدو طموحات ألكساندر أرنولد أكبر بكثير من واقعه الحالي في ليفربول لذلك قد يمثل رحيله إلى ريال مدريد خطوة إذ يريد بيئة تتناسب مع طموحاته.
قدم ترينت ألكسندر أرنولد تمريرتين حاسمتين الأحد الماضي، وهما مثالين على قدرته الرائعة في التعامل مع الكرة، إذ أظهرت الأولى مهارته كمتخصص في تنفيذ الكرات الثابتة، في الركلة الركنية التي أدت إلى هدف التعادل الذي سجله فيرجيل فان دايك ضد أرسنال.
وكانت الثانية أكثر خصوصية، إذ دخل الظهير الأيمن كلاعب وسط، ومرر كرة بعيدة المدى سمحت لداروين نونيز بتمرير الكرة لمحمد صلاح ليحرز هدف ليفربول الثاني.
بالطبع هذه لم تكن مذهلة مثل التمريرة التي بلغت 70 ياردة في هدف صلاح ضد أرسنال في ملعب "أنفيلد" الموسم الماضي، ومع ذلك كانت دليلاً آخر على قدرة نادرة.
ومع ذلك، ربما لم يكن دوره في تعادل ليفربول (2-2) مع أرسنال هو العنصر الأكثر بروزاً بل كانت المقابلة التي تم بثها ملحوظة أكثر وكاشفة لطموحه غير العادي، إذ أعلن ألكسندر أرنولد أنه يريد أن يتذكره الجميع باعتباره "أسطورة اللعبة" و"أعظم ظهير أيمن لعب كرة القدم"، وقال إنه يريد أن يصبح أول ظهير يفوز بجائزة الكرة الذهبية.
أحد التفسيرات، مع اقتراب موعد انتهاء عقده الحالي مع ليفربول، يشير إلى رغبته في الانضمام إلى ريال مدريد الإسباني، فملعب "سانتياغو برنابيو" هو الموطن الروحي للطموحات العظيمة، وبالمثل، فإن أي انتقال إلى هناك يجب أن يأتي مع الاعتراف بأنهم يريدون توجيه تصويت الكرة الذهبية نحو المرشح الذي اختاروه، وفي المستقبل المنظور، من المرجح أن يكون ذلك إما لفينيسيوس جونيور أو كيليان مبابي، وكان جود بيلينغهام حريصاً على دعم البرازيلي للفوز بالجائزة هذا العام، وقد فاز الظهير الأيمن الحالي لريال مدريد داني كارباخال ببطولة "يورو 2024" وسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا، لكنه بالكاد شعر بترشيح النادي له للفوز بالجوائز الفردية.
ولكن مكانة ريال مدريد أو سمعته باعتباره أكبر نادٍ في العالم يمكن أن تعمل كأداة تسويقية، وإذا شعروا بأنهم النادي المقصود النهائي، وإذا أصبح ريال مدريد مرادفاً للعظمة، فيمكن أن يمنحهم ذلك جاذبية مغناطيسية.
وفي حالة ألكسندر أرنولد، يبدو الأمر وكأن نغمات مزاجه الشخصي قد تغيرت في الأشهر الـ12 الماضية، ومن بين الثلاثي الذي قد يكون متاحاً للتعاقد المجاني في الصيف المقبل، يشعر فان دايك بأنه الأكثر احتمالاً للبقاء، وربما يكون ألكسندر أرنولد الأكثر احتمالاً للرحيل، مع بقاء صلاح في مكان ما بينهما.
قبل عام كان من الأسهل تصور أن يكون لاعب نادي "ميرسيسايد" الحالي سيظل لاعباً في ليفربول مدى الحياة، وقد كان ذلك مدعوماً بمنحه منصب نائب القائد، مما جعله في وضع يجعله خليفة فان دايك في النهاية، إذا كانت صداقة ألكسندر أرنولد المزدهرة مع بيلينغهام قد غيرت المعادلة، جنباً إلى جنب مع رحيل يورغن كلوب، فهناك عوامل أخرى يجب مراعاتها.
أحد الأسباب هو أن ألكسندر أرنولد يحاول التحسن تحت وصاية المدير الفني الحالي آرني سلوت، ويطلب من المدرب الجديد انتقاده أمام زملائه في الفريق، ويبدو وكأنه شخص يسعى إلى الكمال.
وقال الشهر الماضي، مرة أخرى من دون خوف "أود أن أكون المدافع الذي لا يريد أحد مواجهته في أوروبا". وكان هذا الطموح واضحاً في الموسم الماضي إذا شعر الآخرون أن ليفربول في مرحلة انتقالية بعد احتلاله المركز الخامس في عام 2023 وخسارة الكثير من لاعبي خط الوسط لذلك فقد وضع نصب عينيه الفوز باللقب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن الجدير بالذكر التعليقات التي أدلى بها أثناء وجوده مع المنتخب الإنجليزي في فترة التوقف الدولية في وقت سابق من هذا الشهر، حين قال "دخلت ذروة مسيرتي الآن ولا أريد أن أكون اللاعب الذي فاز بالألقاب فقط عندما كان صغيراً"، فقد كان أصغر لاعب يظهر في نهائيات دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، وفاز بالمسابقة في سن الـ20، لكنه الآن بلغ من العمر 26 سنة قبل ثلاثة أسابيع، ومنذ عيد ميلاده الـ22 فاز فقط بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس "كاراباو" ودرع المجتمع.
كان هناك الكثير مما يعجبنا في نسخة "ليفربول 2.0" الذي يقوده كلوب وفي بداية السلسلة التي يقدمها سلوت، لكن أحد التفسيرات هو ببساطة أن الفريق جاء في المركز الثالث في الموسم الماضي وقد يفعل ذلك مرة أخرى، وفي حين تعني العقود أن عدم اليقين يحيط بليفربول، هناك شعور بأن ألكسندر أرنولد قد يعيش في "أنفيلد" قصة مشابهة لريكي بونتينغ الذي كان أصغر عضو في فريق عظيم وظل ينتظر ويتساءل عما سيحدث بعد ذلك بينما ترك زملاؤه المسرح خالياً في ضمان لتراجع جماعي.
والآن أصبح بقية فريق كلوب البطل - صلاح وفان دايك وأليسون وآندي روبرتسون - في الثلاثينيات من العمر، من جورج بيست إلى واين روني، هناك سوابق للاعبي كرة قدم فازوا بأكثر بكثير في النصف الأول من حياتهم المهنية مقارنة بالنصف الثاني.
هناك مثال ستيف ماكمانامان، الذي ترك ليفربول وانتقل إلى ريال مدريد في الـ26 من عمره وفاز بدوري أبطال أوروبا مرتين، وستيفن جيرارد، الذي بقي وأصبح بلا شك أفضل لاعب في تاريخ ليفربول، ويرجع هذا جزئياً إلى ولائه وطول عمره، وكانت هناك أوقات كان فيها جيرارد يتسم بالتضحية بالنفس، لكنه بقي من أجل مصلحة أعظم.
ربما تشير تعليقات ألكسندر أرنولد إلى أنه ينتمي إلى عصر أكثر فردانية، إذ يبحث عن البطولات والجوائز والأوسمة الشخصية وهو من كان بعض الأحيان الخيار الرابع لغاريث ساوثغيت في مركز الظهير الأيمن مع المنتخب الإنجليزي، لذا فأن يكون طموحك أن تكون أعظم لاعب على الإطلاق يُظهر طموحاً كبيراً ولكن أيضاً رفضاً للرضا عن كونك جيداً أو جيداً جداً، كما يعكس أيضاً خصوصيات هذا المركز الذي لعب فيه بعض أفضل الأظهرة اليمنى على الإطلاق مثل ليليان تورام وفيليب لام وجيانلوكا زامبروتا وخافيير زانيتي وجوزيبي بيرغومي، في فترات من حياتهم المهنية، أما آخرون مثل كافو وكارلوس ألبرتو، فقد تم تعريفهم أكثر من خلال كرة القدم الدولية وليس من خلال الأندية، ومع ذلك عندما اختار جيمي كاراغر أخيراً تشكيلته المفضلة من ليفربول، اختار فيل نيل بدلاً من ألكسندر أرنولد، مستشهداً بأربعة كؤوس أوروبية فاز بها الرجل الأكبر سناً.
إذا كان اللاعب البالغ من العمر 26 سنة يتطلع إلى ما هو أبعد من "أنفيلد"، فقد لا يغير أسلوب اللعب كما كان يأمل، لأن أسلوب لعبه لا يُضاهى، ومن الصعب على الظهير الأيمن استخدامه كنموذج يحتذى به عندما يفتقر إلى جودة تمريراته.
قد يأمل في أن يكون لمرة واحدة في فريق آخر، وأن يصبح الظهير الفائز بالكرة الذهبية، ولكن حتى لو كانت ملاحظة عابرة، فإنها تمهد الطريق لأكبر قرار في حياته المهنية إذ يريد ألكسندر أرنولد بيئة تتناسب مع طموحاته.
© The Independent