ملخص
قالت الولايات المتحدة إن إسرائيل "لا تقوم بما يكفي" للرد على المخاوف الأميركية غداة ضربة في قطاع غزة أفادت السلطات فيه وشهود بأنها أسفرت عن مقتل عدد كبير من الأطفال.
أكد البيت الأبيض اليوم الأربعاء أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ويليام بيرنز سيزور العاصمة المصرية القاهرة غداً الخميس في إطار محاولات البحث عن هدنة في قطاع غزة.
ويتزامن ذلك مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن مسؤولين أميركيين كبيرين في طريقهما اليوم إلى إسرائيل للدفع قدماً بمقترحات لإنهاء الحرب في قطاع غزة ولبنان.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر لصحافيين أن "المسؤولين في البيت الأبيض آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك في طريقهما إلى إسرائيل للبحث في قضايا تشمل حلاً دبلوماسياً في لبنان، فضلاً عن التوصل إلى إنهاء النزاع في غزة".
وقال ميلر "نريد في نهاية المطاف وقفاً لإطلاق النار، نريد حلاً دبلوماسياً يسمح للمدنيين في لبنان وإسرائيل بالعودة لمنازلهم".
وتابع أن الولايات المتحدة تحث إسرائيل على تجنب "أضرار واسعة النطاق" في لبنان بعد أن أصدرت أوامر إخلاء لمدينة بعلبك الأثرية، قائلاً "لقد أوضحنا أن الحملة التي ينفذونها في لبنان لا ينبغي ولا يمكن ولا يجب أن تشبه تلك التي شنوها في غزة".
وتسعى الولايات المتحدة منذ أشهر إلى التوصل لاتفاق ينهي حرب غزة التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم حركة "حماس" على إسرائيل، ودعت واشنطن تل أبيب التي تعتمد على الدعم الدبلوماسي والعسكري الأميركي، إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان حيث تقصف معاقل لـ"حزب الله".
مصير "أونروا"
من ناحية أخرى، أوضح البيت الأبيض أن الإدارة الأميركية تتشاور مع الحكومة الإسرائيلية في شأن التصويت الخاص بـ"أونروا"، معرباً عن انزعاجه إزاء "أي تشريع قد يفضي إلى إغلاق الوكالة الأممية".
وقالت الولايات المتحدة إن حليفتها إسرائيل "لا تقوم بما يكفي" للرد على المخاوف الأميركية غداة ضربة في قطاع غزة أفادت السلطات فيه وشهود بأنها أسفرت عن مقتل عدد كبير من الأطفال.
وأوضح ميلر أنهم "لا يقومون (الإسرائيليون) بما يكفي ليعطونا الأجوبة التي طلبناها".
قلق مجلس الأمن
عبّر مجلس الأمن الدولي عن "قلقه العميق" بعد اعتماد إسرائيل تشريعاً يحظّر عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تقدم خدمات في غزة والضفة الغربية. وحضّ المجلس تلّ أبيب على "احترام التزاماتها الدولية" و"الامتيازات" التي تتمتع بها "الأونروا" التي تتعرض لانتقادات إسرائيلية شديدة تزايدت بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ودعا المجلس في بيان "جميع الأطراف إلى السماح للأونروا بالقيام بمهامها كما اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في كل مناطق عملياتها"، قائلاً إن الوكالة تمثل "العمود الفقري" للإغاثة الإنسانية في قطاع غزة الذي مزقته الحرب. وأضاف "لا يمكن لأي منظمة أن تحل محل أو تعوض قدرة الأونروا وتفويضها لخدمة اللاجئين والمدنيين الفلسطينيين الذين هم في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة".
وتابع أن "أي انقطاع أو تعليق لعمل الوكالة ستكون له عواقب إنسانية وخيمة على ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون على خدماتها، كما ستكون له تداعيات على المنطقة". وأشار المجلس إلى فصل تسعة موظفين من "الأونروا" في أعقاب هجمات "حماس"، مؤكدا على أهمية ضمان "المساءلة عن أي انتهاكات لسياسات الوكالة المتعلقة بمبدأ الحياد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبينما يسعى المجلس منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023، جاهداً للخروج بموقف موحد بسبب الفيتو الأميركي لدعم إسرائيل، فإن الإعلان الذي نشر اليوم يدعو "جميع الأطراف إلى السماح للأونروا بالقيام بمهامها كما اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في كل مناطق عملياتها".
"ضغط عسكري"
إسرائيلياً، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارة تفقدية لقواته في رفح جنوب قطاع غزة، اليوم الأربعاء، إنه يتعيّن عليهم ممارسة "ضغط عسكري" لضمان عودة الرهائن المحتجزين في الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من عام. ونقل عنه مكتبه، في بيان، قوله إن "القضية المركزية هنا هي مواصلة ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على حماس، من أجل توفير الظروف اللازمة لضمان عودة الرهائن. واجبكم هو ممارسة الضغط العسكري، والقضاء على الإرهابيين وسجنهم".
مقترح الهدنة
في الأثناء، يستعد الوسطاء لتقديم مقترح هدنة في قطاع غزة "لأقل من شهر"، بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب، بحسب ما أفاد مصدر مطلع الأربعاء، بينما تواصل إسرائيل شن غارات جوية على مواقع عدة في القطاع، وكذلك في جنوب لبنان.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته بسبب حساسية المحادثات، لوكالة والصحافة الفرنسية الأربعاء، إن الاجتماعات بين رئيس "الموساد" ديفيد برنيع ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، والتي انتهت الاثنين، ناقشت هدنة "لأقل من شهر" في غزة.
ولفت إلى أن الهدنة تشمل تبادلاً للرهائن مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وزيادة المساعدات لقطاع غزة.
وقال مسؤول أميركي إن مسؤولين من واشنطن سيزورون مصر وإسرائيل لبحث مجموعة من القضايا منها إطلاق سراح الرهائن والتهدئة في المنطقة.
وعلى مدى العام الماضي، انخرطت قطر والولايات المتحدة إلى جانب مصر، في وساطة لوقف الحرب الدائرة في غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين في القطاع وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. لكن كل المساعي للتوصل إلى اتفاق باءت بالفشل.
"حماس" جاهزة للتجاوب
من جانبها، قالت مصادر في "حماس" إن الحركة لم تستلم أية مقترحات في شأن وقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى، لكنها جاهزة للتجاوب مع ما يفضي إلى ذلك، بالإضافة إلى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
وقال قيادي في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية، "لم نتسلم رسمياً أي اقتراح متكامل، نحن جاهزون للتجاوب مع أية أفكار أو اقتراحات تقدم لنا على أن تفضي في المحصلة لوقف الحرب والانسحاب العسكري من القطاع".
وأضاف القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هو الذي يعطل التوصل لأي اتفاق لأنه يريد مواصلة تنفيذ مخططاته لحرب الإبادة والتطهير والتهجير، ولا يوجد أي ضغط أميركي لمنعه من حرب الإبادة".
وبيّن القيادي في "حماس" أن "كل ما يتم نقاشه والتشاور حوله مع الوسطاء هو عبارة عن جملة من الأفكار من أجل التوصل لاتفاق لوقف النار وإنهاء الحرب، لكن ليست اقتراحاً مبلوراً ومتكاملاً".
وأضاف "قلنا للوسطاء إن (حماس) جاهزة إذا وافق الاحتلال على اقتراح لوقف النار والانسحاب الكلي من قطاع غزة وعودة النازحين إلى بيوتهم في غزة وشمال قطاع غزة، وادخال المساعدات بشكل كاف لشعبنا والتوصل إلى صفقة جادة لتبادل الأسرى".
وأوضح أن الوسطاء المصريين والقطريين يواصلون المشاورات المكثفة، ويسعون للتوصل إلى اقتراح يفضي إلى اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى.
من جهته، قال القيادي في "حماس" سامي أبو زهري، إن الحركة استجابت لطلب الوسطاء في مصر وقطر للبحث في مقترحات جديدة في شأن اتفاق لوقف إطلاق النار من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وشدد أبو زهري على أن الحركة "منفتحة على أي اتفاق ينهي معاناة الشعب في غزة ويوقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من القطاع".
وكانت "حماس" أكدت في بيان مساء الثلاثاء، عقد بعض اللقاءات في شأن طلب الوسطاء للبحث في اقتراحات جديدة لوقف النار وتبادل الأسرى.
وشددت على أنها "منفتحة على أي اتفاق أو أفكار ترفع الحصار وتساعد في تقديم الإغاثة والدعم والإيواء لأهلنا، وإعادة الإعمار، وإنجاز صفقة جدية للأسرى".
جثث وأشلاء ومصابون
ويشن الجيش الاسرائيلي منذ السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عمليات في شمال غزة، مؤكداً أنه يريد منع مقاتلي "حماس" من تجميع صفوفهم، بينما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أنه تم الإبلاغ عن سبع عمليات في الأقل تسببت في عدد كبير من الضحايا خلال الأسبوع الماضي.
قتلى
وقال مسعفون فلسطينيون إن إسرائيل دكت قطاع غزة بقصف جديد أسفر عن مقتل 20 شخصاً على الأقل اليوم الأربعاء، بعد يوم من واحدة من أعنف الضربات الجوية المنفردة منذ بدء الحرب قبل عام، والتي قتل فيها العشرات في شمال القطاع أمس.
وفي شمال غزة، أكد الدفاع المدني في القطاع، الثلاثاء، مقتل 93 فلسطينياً في ضربة وقعت قبيل الفجر على "منزل عائلة أبو نصر"، وهو عبارة عن مبنى من خمسة طوابق في بيت لاهيا، مشيراً إلى أن نحو 40 شخصاً ما زالوا تحت الأنقاض.
ورداً على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يدقق في هذه المعلومات.