Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لم تطرح على "حماس"... ما خطة اليوم التالي لحرب غزة؟

ترفض "حماس" التدخل الدولي بينما تطالب السلطة الفلسطينية بصلاحيات أوسع

نقلت الولايات المتحدة خطة اليوم التالي لحرب القطاع إلى السلطة الفلسطينية من دون عرضها على "حماس" (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

-تمنح خطة اليوم التالي لحرب القطاع دوراً محدوداً للسلطة الفلسطينية لكن إسرائيل ترفض التعهد بحل الدولتين، وفي المقترح هناك قوات دولية ستدخل غزة لفرض القانون والنظام... فهل تنهي الخطة فعلاً "حقبة الحروب للأبد"؟

-علمت "اندبندنت عربية" أن السلطة الفلسطينية ترغب في إجراء سلسلة تعديلات، الأول منح أجهزة الأمن دوراً منذ بداية اليوم التالي للحرب، والثاني إعطاء المسؤولين الفلسطينيين دوراً حقيقياً في إدارة غزة وليس شرفياً، والثالث زيادة التواصل السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والرابع تعهد إسرائيل عدم إجهاض إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

في زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأخيرة إلى الشرق الأوسط، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً بدء نهاية حرب القطاع، ولكن قال بعد هذه الجملة "في اليوم التالي للحرب لن تحكم حركة ’حماس‘ غزة".

نقل الخطة إلى السلطة الفلسطينية

وحتى لا تحكم "حماس" غزة مجدداً، فإن نتنياهو يجهز خطة يرغب في تطبيقها بعد انتهاء القتال، ويطلق على هذه المرحلة مصطلح "اليوم التالي للحرب"، ولكن الزعيم الإسرائيلي يرفض الإفصاح عنها بنفسه، إذ كشف بلينكن أن مستقبل غزة جاهز وسيطرحه بنفسه وكشف عن ملامحه المعروفة أصلاً.

بحسب موقع "واللا" الإسرائيلي، فإن بلينكن زار إسرائيل في الفترة الأخيرة لهدف واحد فحسب، وهو مناقشة خطة "اليوم التالي لحرب القطاع" وجهاً لوجه مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

وعلمت "اندبندنت عربية" أنه في وقت التقى وزير الخارجية الأميركي نتنياهو، كانت مساعدته لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، تزور رام الله وتناقش مع السلطة الفلسطينية خطة اليوم التالي لحرب القطاع، لكن ماذا تتضمن هذه الخطة؟

أربع صفحات وملاحق

خطة اليوم التالي لحرب القطاع تتألف من أربع صفحات تشرح الخطوط العامة لهذا المقترح، ثم يلتحق بها ملحقان اثنان، الأول يشرح آلية فرض القانون والنظام، والثاني طريقة إعادة إعمار غزة.

في خطة اليوم التالي جاء في باب الأهداف أربع نقاط، الاستجابة للأزمة الإنسانية وإعادة بناء غزة، وإنشاء القانون والنظام، ووضع الأساس للحكم، وتمهيد الطريق لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت مظلة السلطة الفلسطينية.

لتطبيق خطة اليوم التالي هناك شرطان، الأول له علاقة بالسلطة الفلسطينية، ويتطلب منها إصلاح هيكليتها من خلال تعيين رئيس وزراء جديد وتشكيل لجنة غزة، ثم إظهار الشفافية والصدقية مع الشركاء الدوليين، أما الشرط المطلوب من إسرائيل فإنه يتمثل في تقديم تنازلات نحو حل الدولتين.

بعثة دولية أمنية

تقوم خطة مستقبل غزة على أساس واحد وهو إدخال قوات دولية لغزة على صورة بعثة موقتة تصل القطاع بناءً على طلب رسمي من السلطة الفلسطينية، وتضم قوات عربية ومتعاقدين عسكريين، ولدخولها غزة يجب أن تتنازل السلطة الفلسطينية عن دورها المباشر في الأمن.

لهذه البعثة ثلاثة أهداف، أن تحل محل الوجود العسكري الإسرائيلي في القطاع، وأن تشرف على تحقيق الاستقرار، وأن تطبق القانون.

بعد دخول البعثة الدولية لغزة تشكل اللجنة التوجيهية الدولية، وهذه لها مهمة الإشراف على تنفيذ الخطة وضمان تقدمها وتنسيق التمويل الدولي ومراقبة إصلاحات السلطة الفلسطينية ومتابعة ملف الإعمار والأمن.

لجنة إدارة غزة

لإدارة غزة يجب إصدار مرسوم رئاسي لإنشاء لجنة تسمى "لجنة غزة"، وتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة ترأسها شخصية مقبولة دولية. ولـ"لجنة غزة" مهام، منها إدارة الحياة اليومية للسكان وإعادة تأهيل الاقتصاد والخدمات الاجتماعية ومؤسسات الدولة.

يعمل في "لجنة غزة" موظفون فلسطينيون مدنيون فحسب، يتم فحصهم من اللجنة التوجيهية وإسرائيل، وهؤلاء تابعون للسلطة الفلسطينية، وآخرون يعملون مع حكومة "حماس" شرط أن يُفحصوا من قبل أعضاء اللجنة التوجيهية وإسرائيل.

أما إعادة إعمار غزة فإن السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن ذلك الملف بدعم مالي من مانحين دوليين، لكن في إعمار غزة لن يتم بناء منازل، إذ سيتم التركيز على إعادة تأهيل البنية التحتية واستعادة الخدمات.

تعديلات السلطة الفلسطينية

بعد إصلاح السلطة الفلسطينية ستُمنح صلاحيات الحكم والأمن، وتُدرب على "آليات تهميش" نفوذ حكم "حماس" على المدى الطويل.

وصلت مسودة خطة "اليوم التالي لحرب القطاع" للسلطة الفلسطينية مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، على أن تُدرس ثم يُبدى الموقف الرسمي منها.

علمت "اندبندنت عربية" أن السلطة الفلسطينية ترغب في إجراء سلسلة تعديلات، الأول منح أجهزة الأمن دوراً منذ بداية اليوم التالي للحرب، والثاني إعطاء المسؤولين الفلسطينيين دوراً حقيقياً في إدارة غزة وليس شرفياً، والثالث زيادة التواصل السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والرابع تعهد إسرائيل عدم إجهاض إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تهميش "حماس"

أما حركة "حماس" فلم يتم استشارتها في خطة اليوم التالي لحرب القطاع ولم يعرض عليها أحد أي أفكار وجرى تهميشها، لكن هذا الفصيل السياسي كان له موقف مما يُتداول، إذ يقول المتحدث باسم الحركة أسامة حمدان "من حق الشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره"، ويضيف "سكان غزة كما باقي الشعوب يحق لهم اتخاذ خياراتهم بإرادتهم المستقلة، أجندات اليوم التالي للحرب لن نسمح لها أن تمر أبداً، يجب أن يكون اليوم التالي فلسطينياً فحسب، وليس وفق المقاس الإسرائيلي والرغبة الأميركية".

خطة جيدة للفلسطينيين والإسرائيليين

يقول كبير الباحثين الإسرائيليين في صحيفة "زيمان" الإسرائيلية مايكل هراري "الخطة المعروضة جيدة بل ممتازة ومهمة لإسرائيل، إذ تمكنها من العمل في غزة أو إعمار القطاع بناءً على رغباتها".

ويضيف هراري "تعيد خطة اليوم التالي ثقة المجتمع الدولي بصورة كبيرة في إسرائيل، فضلاً عن أن المقترح يهمش السلطة الفلسطينية وهذا ما تريده تل أبيب، وينهي حكم ’حماس‘ وهذا ما يرغب به نتنياهو".

ويوضح هراري أن هذه الخطة إيجابية للغاية بالنسبة إلى إسرائيل لأنها لا تذكر الانسحاب من قطاع غزة، كما أن إسرائيل تتمتع بحق النقض في عملية الأنشطة الإدارية الفلسطينية لإعادة إعمار القطاع.

بحسب إفادة هراري فإن نتنياهو معجب بالخطة، لكنه يقترح إجراء تعديلات كما فعلت السلطة الفلسطينية، إذ يطلب تحجيم وتقييد عمل الحكومة الفلسطينية في غزة، ويرفض إضافة شرط تعهد تل أبيب بالالتزام في بند حل الدولتين.

أما الباحث السياسي فتحي ضاهر فيقول "يبدو أن حركتي ’حماس‘ و’فتح‘ ناقشتا هذه الخطة، إذ تم التوافق في اللقاء الذي جمع الفصيلين في مصر على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، وهي نفس فكرة لجنة غزة التي تطالب خطة اليوم التالي بتشكيلها"، ويضيف "الخطة جيدة للفلسطينيين وتنهي حقبة الحروب للأبد".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير