ملخص
قالت كوريا الجنوبية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة إن آلاف الجنود الكوريين الشماليين يتدربون في روسيا، وهو ما تنفيه موسكو وبيونغ يانغ.
قال نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة روبرت وود أمس الأربعاء إن الجنود الكوريين الشماليين الذين سيشاركون في القتال بأوكرانيا إلى جانب روسيا "سيعودون في أكياس الجثث"، في تحذير وجهه بالاسم إلى الزعيم كيم جونغ أون.
وقال وود في مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي "إذا دخل جنود كوريا الشمالية إلى أوكرانيا لدعم روسيا، فسيعودون بالتأكيد في أكياس الجثث".
وأضاف "لذلك أنصح الزعيم كيم بالتفكير مرتين قبل الانخراط في مثل هذا السلوك المتهور والخطر".
نفي روسي
يأتي ذلك بينما نفى سفير روسيا لدى الأمم المتحدة أمس الأربعاء صحة تقارير تفيد بوجود قوات كورية شمالية عند الخطوط الأمامية في الحرب ضد أوكرانيا، واصفاً إياها بأنها "أكاذيب مكشوفة".
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا في مداخلة أمام مجلس الأمن "هذه التصريحات حول وجود قوات كورية شمالية عند جبهتنا يجب ألا تفاجئ أحداً، لأنها كلها أكاذيب مكشوفة"، متهماً واشنطن ولندن بممارسة "التضليل".
"سحب فوري"
دعت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أمس الأربعاء كوريا الشمالية إلى سحب قواتها من روسيا وأعربتا عن مخاوفهما من إشراكها في القتال في أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن "أدعوهم إلى سحب قواتهم من روسيا"، خلال مؤتمر صحافي مشترك في البنتاغون مع نظيره الكوري الجنوبي كيم يونغ-هيون الذي حض على "سحب فوري" لقوات بيونغ يانغ.
وأشار أوستن إلى أن الولايات المتحدة "ستواصل العمل مع الحلفاء والشركاء لثني روسيا عن إشراك هذه القوات في القتال"، لكنه حذر من أن موسكو ماضية على الأرجح في ذلك.
"عدد صغير"
تصريحات أوستن جاءت غداة تحذير "البنتاغون" من أن "عدداً صغيراً" من القوات الكورية الشمالية جرى نشره بالفعل في منطقة كورسك الروسية، حيث تشن القوات الأوكرانية هجوماً برياً منذ أغسطس (آب) الماضي.
ورجح محللون أن تكون كوريا الشمالية تسعى في مقابل إمدادها روسيا بقوات إلى الحصول على تكنولوجيا عسكرية، من أقمار اصطناعية لأغراض المراقبة إلى غواصات، إضافة إلى ضمانات أمنية محتملة من موسكو.
وعززت روسيا وكوريا الشمالية تحالفهما السياسي والعسكري بعدما بدأت موسكو عمليتها العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2023.
وتخضع الدولتان لعقوبات، الأولى بسبب برنامجها العسكري النووي والثانية بسبب حربها على أوكرانيا.
قوات النخبة الشمالية
وقالت كوريا الجنوبية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة إن آلاف الجنود الكوريين الشماليين يتدربون في روسيا، وهو ما تنفيه موسكو وبيونغ يانغ.
وذكرت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية أن الدفعة الأولى من قوات النخبة الشمالية غادرت إلى فلاديفوستوك بشرق روسيا في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ للصحافيين هذا الأسبوع إن نحو 10 آلاف جندي كوري شمالي أرسلوا للتدريب "من المرجح أن يعززوا القوات الروسية قرب أوكرانيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة".
وفي حين تنفي بيونغ يانغ تدريب قواتها في روسيا، قال نائب وزيرة خارجية كوريا الشمالية كيم جونغ جيو إن مثل هذا الانتشار إذا حدث، فسيكون متوافقاً مع القانون الدولي.
تعتبر الصين روسيا وكوريا الشمالية شريكتين مقربتين لها.
قتيل و29 مصاباً
ميدانياً قال الجيش الأوكراني اليوم الخميس إنه أسقط صاروخين موجهين و17 طائرة مسيّرة من أصل 43 أطلقتها روسيا الليلة الماضية. وذكرت القوات الجوية أن ثلاث طائرات أخرى غادرت المجال الجوي الذي تسيطر عليه أوكرانيا فيما فقدت أثر 23 مسيرة.
وأدى قصف روسي استهدف مبنى في شمال شرقي مدينة خاركيف الأوكرانية إلى مقتل طفل وإصابة 29 شخصاً، وفق ما أعلنت السلطات التي أشارت إلى وجود مزيد من الضحايا "تحت الأنقاض".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي إن قنبلة جوية موجهة أصابت مبنى في المدينة، في إشارة إلى سلاح تستخدمه روسيا على نطاق واسع.
وأعلن حاكم المدينة أوليغ سينيغوبوف أن الهجوم أسفر عن مقتل طفل وإصابة 29 شخصاً في الأقل، في أحدث حصيلة لضحايا القصف.
وأضاف سينيغوبوف أن الطفل يبلغ 11 سنة، لافتاً إلى أن ثلاثة أشخاص في الأقل "قد يكونون عالقين تحت الركام" و"عناصر الإغاثة يحاولون إخراجهم".
وقال رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف إن أشخاصاً آخرين عالقون في الطوابق العليا للمبنى، مضيفاً أن الغارة الجوية دمرت طوابق عدة.
وأظهر تسجيل فيديو نشر على الإنترنت فجوة كبيرة في واجهة المبنى.
تقع خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود الروسية، وهي تتعرض لهجمات جوية روسية منذ بدأت روسيا الحرب ضد جارتها.
ومساء أمس الأربعاء دعا زيلينسكي حلفاء الغربيين إلى التحرك رداً على الضربة، وجاء في منشور له على "تيليغرام" أن "كل قرار يؤخرونه يعني استخدام عشرات وربما مئات من هذه القنابل ضد أوكرانيا، قراراتهم تعني (حماية) أرواح شعبنا".
ويدعو زيلينسكي الدول الغربية الحليفة لبلاده إلى إمداد أوكرانيا بدفاعات أفعل، وخصوصاً بصواريخ بعيدة المدى.