ملخص
أكبر أثرياء أميركا يسعون إلى ترجيح كفة مرشحهم الأثير على قلبهم
فتح أصحاب المليارات خزائن أموالهم على مصراعيها في الأسابيع السابقة لدورة الانتخابات الرئاسية 2024 فضخوا مئات ملايين الدولارات في حملات مرشحهم المفضل.
تتمتع كامالا هاريس بدعم عدد أكبر من أصحاب المليارات في البلاد، إذ يؤيدها 83 مليارديراً مقابل 52 مليارديراً يتبرعون لدونالد ترمب وفقاً لتحليل من مجلة "فوربس".
لكن فيما تحظى هاريس بدعم مجموعة أكبر من المانحين الأثرياء ضخ أصدقاء ترمب مبالغ أكبر في حملته، حيث قدم 18 من بين أكبر 25 مانح منفرد إما تبرعات حصرية للجمهوريين أو خصصوا غالب تبرعاتهم لهم، وفق تحليل مجموعة "أوبن سيكريتس" Open Secrets التي ترصد التمويل الانتخابي.
وقد وجدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن أصحاب المليارديرات ضخوا نحو 18 في المئة من مجموع التبرعات التي حصدتها هذه الانتخابات، والبالغة نحو 700 مليون دولار.
تحدد الولايات المتحدة في الظاهر المبلغ الذي يمكن للفرد أن يتبرع به لأحد المرشحين - وهو يبلغ 3300 دولار بموجب القانون الحالي - لكن لجان العمل السياسي (المعروفة باسم سوبر باك) التي تدعم المرشحين لا تخضع لهذا النوع من القيود، وهذا يسمح لأثرى الشخصيات في الولايات المتحدة بأن تحدث تأثيراً أكبر من تأثير معظم الناخبين، بفارق ضخم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما يتفادى معظمنا الرسائل النصية التي ترسلها مكاتب الحملات الانتخابية وتطالبك فيها بالتبرع بـ"خمسة دولارات فقط" أو يتخطى [الاطلاع على] الإعلانات على "يوتيوب" فور رؤية وجه أحد المرشحين، تغازل الأحزاب السياسية الأثرياء و[للحصول على مبالغ من] محفظاتهم من خلال تنظيم حفلات رفيعة المستوى للمانحين وفعاليات يملؤها النجوم.
فكم جنى المرشحون إذاً بفضل داعميهم من المليارديرات؟ إليكم تفاصيل عن بعض المانحين الذين قدموا مبالغ سخية هذا العام.
إيلون ماسك
لا شك أبداً في أن الرئيس التنفيذي لـ"تيسلا" ومنصة "إكس" إيلون ماسك من مؤيدي ترمب في هذه الانتخابات. ولا يقتصر الأمر فقط على إلقائه خطاباً في اثنين من تجمعات ترمب الانتخابية - وقد وصف نفسه خلال تجمع في مدينة نيويوك بـ"مناصر ماغا القوطي [الفن القوطي يجمع خليطاً غير متجانس] المظلم" - لكن الرئيس السابق صرح كذلك بأنه قد يسمح له بترؤس عملية إفراغ [تسريح موظفين على نطاق واسع] الحكومة الفيدرالية في حال انتخابه.
قدم ماسك ما يقارب 75 مليون دولار لسوبر باك مؤيدة لترمب - هي أميركا باك - ساعد في تأسيسها خلال الصيف حسب تقرير لـ"سي أن أن".
وتكشف مستندات فيدرالية عن أن ماسك قدم ما لا يقل عن 132 مليون دولار لمساعدة ترمب والمرشحين المحافظين المشاركين في السباق على الكونغرس هذا العام.
وقد تحول الرجل إلى أكبر المانحين في دورة انتخابات 2024.
ميريام أدلسون
تعد ميريام أدلسون أيضاً من أبرز المانحين للحزب الجمهوري، وهي مليارديرة تدعم ترمب في 2024. وقد ورثت أدلسون ثروتها من قطاع الكازينوهات وهي زوجة الراحل شيلدون أدلسون الذي كان بدوره من كبار المانحين لقضايا المحافظين.
في عامي 2019 و2020 أسهم الزوجان أدلسون بمبلغ 218 مليون دولاراً عبر تبرعات فيدرالية لقضايا المحافظين، بما في ذلك لمجموعات تعمل على إعادة انتخاب ترمب.
أعادت ميريام تنشيط لجنة العمل السياسي المسماة الحفاظ على أميركا Preserve America خلال هذه الدورة الانتخابية، وقدمت 95 مليون دولار لمحاولة إعادة ترمب إلى البيت الأبيض وفقاً لملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية.
وقد تبرع الثلاثي أدلسون وماسك وريتشارد ويلاين - وهو أحد أقطاب قطاع التغليف [توضيب السلع للشحن] - بما يناهز 220 مليون دولار لترمب في غضون ثلاثة أشهر، حسب تقرير "سي أن أن".
بيل غيتس
أسهم بيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت، هو الآخر في انتخابات عام 2024 مع أن المبالغ التي ضخها في الانتخابات لا تعادل تلك التي خصصها ماسك أو أدلسون.
وقد زعمت "نيويورك تايمز" بأن غيتس تبرع بـ50 مليون دولار لمساعدة حملة هاريس، مع أن هذا التبرع قد يعد تبرعاً لمناهضة ترمب أكثر منه لتأييد هاريس، ولم يعلن الرجل صراحة تأييده للمدعية العامة السابقة في سعيها لتولي أعلى مناصب البلاد.
وقد أفادت "التايمز"، نقلاً عن بعض المقربين من غيتس على ما يبدو، بأنه وصف انتخابات عام 2024 بالـ"مختلفة". وقالوا إن التبرع "كان من المفترض أن يظل طي الكتمان". كما أفادت تقارير بأن غيتس تبرع بالمبلغ لـ"فيوتشر فورورد"، المجموعة الخارجية الرئيسة المسؤولة عن جمع التبرعات والتي تدعم هاريس.
مايكل بلومبيرغ
زعمت تقارير بأن رئيس بلدية مدينة نيويورك السابق والمرشح السابق للرئاسة مايكل بلومبيرغ قدم تبرعاً يعادل تبرع بيل غيتس بعدما ضغط عليه مؤسس "مايكروسوفت" حسب المزاعم كي يرفع مستوى الرهان ويدعم هاريس، وفقاً لـ"نيويورك تايمز". كما نجح غيتس في دفع صاحب رأس المال الاستثماري رون كونواي والشريك المؤسس لموقع "لينكد إن" ريد هوفمان بالتبرع لهاريس. وقدم كونواي 600 ألف دولار في أقل تقدير، بينما ضخ هوفمان أكثر من 11.6 مليون لدعم هاريس.
وقيل إن بلومبيرغ التقى بفريق هاريس الاقتصادي لتقديم رأيه في شأن مخططاتها في حال فازت في نوفمبر. وبعد صدور تقارير عن هذا الدعم المالي، أعلن بلومبيرغ في بيان له عن تأييده لهاريس رسمياً.
منذ عام 2012، يقدم عمدة نيويورك السابق دعمه للمرشحين الرئاسيين الديمقراطيين. في وقت سابق من العام الحالي، تبرع بنحو 20 مليون دولار لجو بايدن الذي انسحب من السباق الرئاسي في النهاية في يوليو.
وقد تبرع بلومبيرغ لفيوتشر فورورد، تماماً كما فعل غيتس.
جورج وأليكس سوروس
قد يصح القول إن أكثر من يجعل واضعي المؤامرات المحافظين - إضافة إلى ماسك، لو كان من الضروري التمييز بين الاثنين - يرتعد خوفاً هو جورج سوروس، المجري المولود في ثلاثينيات القرن الماضي الذي نجا بأعجوبة من النازيين. هاجر الرجل إلى الولايات المتحدة في عام 1956 وأصبح أكبر المساهمين في حملات المرشحين الديمقراطيين منذ ذلك الوقت.
عندما تنازل بايدن عن حملته لمصلحة هاريس في يوليو (تموز)، اصطف سوروس وابنه ألكساندر، المدير الحالي لمؤسسة سوروس الخيرية التي تقدر قيمتها بـ25 مليار دولار، إلى جانبها.
وكتب أليكس في يوليو "حان الوقت لكي نتحد إلى جانب كامالا هاريس ونهزم دونالد ترمب. فهي أفضل مرشحة لدينا وأكثرهم كفاءة".
في يناير (كانون الثاني) منح صندوق إصلاح السياسات التابع لسوروس 60 مليون دولار لمجموعة "فيوتشر فورورد".
تيموثي ميلون
لا يعد تيموثي ميلون الثمانيني الذي ورث ثروته أباً عن جد من أصحاب المليارات بالمعنى الحرفي، لكنه يكاد يكون واحداً منهم. وهو وريث ثروة عائلة ميلون - فجده الأكبر كان توماس ميلون، مؤسس مصرف ميلون الذي لا يزال ذائع الصيت في بيتسبرغ، بنسلفانيا.
يميل ميلون للبقاء خارج دائرة الضوء، لكنه أبدى دعماً لا ريب فيه لترمب عبر تبرعاته له. وقد منح المجموعات المرتبطة بترمب 76.5 مليون دولار خلال هذه الدورة الانتخابية، من ضمنها هدية بقيمة 50 مليون دولار قدمها بعد يوم واحد من إدانة ترمب بارتكاب جرم، وفقاً لمجلة "فوربس". كما تبرع بـ25 مليون دولار لدعم روبرت أف كينيدي الابن عندما كان مرشحاً في السباق.
ليندا مكماهون
خصصت ليندا مكماهون، رئيسة إدارة المشاريع الصغيرة في ظل حكم ترمب، 16 مليون دولار لدعم رئيسها السابق في هذه الدورة الانتخابية.
ومكماهون - التي تقدر ثروتها بـ3.1 مليار دولار تقريباً وفقاً لـ"فوربس" - هي زوجة فينس مكماهون، الرجل الذي أسس الاتحاد العالمي الترفيهي للمصارعة World Wrestling Entertainment، ووجهت إليه موظفة سابقة اتهامات بشعة بإساءة السلوك الجنسي.
أول معرفة جمهور معجبي المصارعة بليندا حصلت على الأرجح في مطلع القرن الحالي عندما لعبت دور الزوجة المخدرة المرتبطة بشخصية "السيد مكماهون" التي نسجها زوجها من خياله ظاهرياً في برامج مباريات المصارعة، مع أنها لم تظهر على الشاشة بقدر ما ظهر زوجها وابنتها وابنها.
وفينس مقرب من ترمب منذ عقود. خلال إحدى مباريات الاتحاد في عام 2007 التي حملت عنوان "صراع أصحاب المليارات"، هزم المصارع المدعوم من ترمب المصارع المدعوم من فينس فانتهى الأمر بأن يمسك ترمب بفينس ويحلق شعره مباشرة على الهواء خلال بث مدفوع، لكن ليندا تركت عالم المصارعة وراءها الآن وهي تترأس معهد أميركا أولاً للسياسات، المنظمة غير الربحية المؤيدة لترمب. كما أنها عضو في مجلس إدارة مجموعة ترمب للإعلام والتكنولوجيا.
© The Independent