Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دول تسخر مواردها لتطوير الجيل السادس من الطائرات المقاتلة

أصبح من الممكن الجمع بين أدوار القيادة والسيطرة والدعم الأرضي في وحدة رشيقة

الحاجة إلى التقدم في مجال الطيران المقاتل تدفع باستمرار إلى تحسين السرعة والأداء والقدرة على البقاء في ساحة المعركة (أ ف ب)

ملخص

- هكذا تطورت الطائرات المقاتلة عبر التاريخ

- قطعت الطائرات المقاتلة شوطاً طويلاً من التطور منذ أربعينيات القرن الماضي، ومن المقرر أن يجلب الجيل القادم أسلحة فائقة التطور وزيادة في التخفي، وتكاملاً عميقاً للذكاء الاصطناعي بحيث يوفر للطيارين قدرة الحصول على الصورة الشاملة لساحة المعركة التي تعمل فيها الطائرة، والقدرة على العمل جنباً إلى جنب مع الطائرات المقاتلة من دون طيار.

قطعت الطائرات المقاتلة شوطاً طويلاً من التطور منذ أربعينيات القرن الماضي، وتجلى هذا الأمر بالأسلحة المتقدمة عالية السرعة وتقنيات التخفي المتقدمة وأجهزة الاستشعار والملاحة وغيرها كثير.

انطلاقاً من ذلك ظهر مفهوم أجيال الطائرات في تسعينيات القرن الماضي، وهو مصطلح ينطبق على الطائرات المقاتلة النفاثة حصراً لتبسيط فهم التحسينات الهائلة في أداء الطائرات المقاتلة النفاثة الناتجة من التقدم الكبير في التصميم والإلكترونيات وأنظمة الأسلحة، محدداً خمسة أجيال معترف بها على نطاق واسع.

الجيل الأول

خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها بفترة وجيزة، شقت أقدم نسخ الطائرات المقاتلة طريقها إلى ساحة الطيران، وتصنف هذه الطائرات على أنها طائرات مقاتلة من الجيل الأول ويمكن التعرف عليها بأجنحتها المستقيمة وإطاراتها الخشبية أو المصنوعة من الحديد. وبصورة عامة لم تستخدم هذه الطائرات إلكترونيات الطيران، وهي أنظمة إلكترونية للاتصالات أو الملاحة، وبدلاً من ذلك كانت تتم إدارة عناصر التحكم والقوة النارية يدوياً.

اشتهرت مقاتلة "مسرشميت مي 262" الألمانية بسرعتها المذهلة في ذلك الوقت، وسجلت كأول طائرة مقاتلة في الخدمة. فيما كانت المقاتلات النفاثة من هذا الجيل مثل "أف-86" و "ميغ-"15 و "ميغ-17"، مزودة بأنظمة طيران إلكترونية أساسية من دون رادارات أو تدابير مضادة للحماية الذاتية، وكانت مسلحة بمدافع رشاشة إضافة إلى قنابل وصواريخ غير موجهة، أما محركاتها النفاثة فلم تكن مزودة بحارق لاحق وكانت الطائرة تعمل في نظام من دون سرعة الصوت.

الجيل الثاني

بين عامي 1950 و1953 جلبت الحرب الكورية الحاجة إلى مزيد من الابتكار فاستخدمت الرادارات والصواريخ الموجهة لتحسين الدقة والفعالية في الطائرات المقاتلة وتم تكييف المقاتلات النفاثة لتكون متعددة الأدوار بحيث تلبي حاجة الطيارين إلى الدعم في ساحة المعركة. ومن الأمثلة النموذجية للطائرات المقاتلة من الجيل الثاني طائرة "لوكهيد إف-104 ستار فايتر" و "ميغ-21" و"إنغلش إلكتريك لايتنينغ".

إضافة إلى ذلك شهد الجيل الثاني من المقاتلات إدخال رادارات جو-جو وصواريخ موجهة بالأشعة تحت الحمراء وشبه نشطة، وأجهزة استقبال تحذير الرادار. كما تضمنت مقاتلات هذا الجيل تقدماً في تصميم المحرك والديناميكا الهوائية، مما سمح لها بالوصول إلى سرعات تفوق سرعة الصوت. وخلال هذه الفترة وعلى رغم أن القتال الجوي كان لا يزال ضمن مدى الرؤية، بدأت الصواريخ الموجهة بالرادار في توسيع نطاق الاشتباك.

الجيل الثالث

صممت مقاتلات الجيل الثالث في ستينيات القرن الماضي بهدف امتلاك قدرات متعددة الأدوار، وحملت طائرات هذا العصر مجموعة واسعة من الأسلحة كصواريخ جو-أرض والقنابل الموجهة بالليزر، مع القدرة أيضاً على الانخراط في اعتراض جوي خارج مدى الرؤية. كما جلب هذا الجيل من المقاتلات عديداً من التحسينات في دعم إلكترونيات الطيران، بما في ذلك رادار "دوبلر" النبضي، والاستهداف خارج نطاق الرؤية، وأنظمة تحذير التضاريس.

خلال هذه الفترة أدى ظهور المحرك التوربيني المروحي إلى زيادة مدى المقاتلات وأوقات الطلعات، وحققت طائرات، مثل "ماكدونيل دوغلاس إف-4 فانتوم" و"ميغ-23" و"سوخوي سو-17" و"شنيانغ جيه-8"، درجات متفاوتة من النجاح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الجيل الرابع

بعد النجاحات المختلطة التي حققها الجيل الثالث متعدد الأدوار، جرى تطوير تقنيات متقدمة مثل الطيران بالأسلاك والمواد المركبة، ونسب الدفع إلى الوزن التي تسمح للطائرة بالصعود عمودياً، والقدرة على المناورة الفائقة، والإلكترونيات الرقمية المتقدمة وأجهزة الاستشعار كالرادار الاصطناعي والبحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء إلى جانب قدرات التخفي.

وبذلك قدمت طائرة "جنرال ديناميكس إف-16" التحكم الإلكتروني في الطيران ومزج الجناح بالهيكل، في حين حققت طائرة "ساب 37 فيجن" آفاقاً جديدة في التكوين الديناميكي الهوائي بأجنحتها الأمامية. فيما سلطت طائرة "سوخوي سو-27" السوفياتية الضوء على القدرة القصوى على المناورة، مع فوهات معززة للتحكم في المناورة عند زوايا هجوم عالية.

وفي تلك الفترة ظلت طائرة "تورنادو بانافيا" الأوروبية متعددة الأدوار في الخدمة، وطورت مستشعراً دفاعياً هجومياً وإلكترونيات طيران ومجموعة أسلحة قادرة بصورة خاصة على مكافحة الرادار والهجوم الأرضي المضاد للصواريخ، في حين قدمت طائرة "لوكهيد إف-117" التخفي كمفهوم تصميمي.

الجيل الخامس

إلى ذلك أدى التقدم الهائل في الحوسبة الرقمية والشبكات المحمولة، الذي بدأ في تسعينيات القرن الـ20، إلى ظهور نموذج جديد من الوجود المتقدم للقيادة والسيطرة والاتصالات فوق ساحة المعركة. وبينما كانت الطائرات في السابق تتكيف مع الدور، مكن التقدم الكبير في تكنولوجيا المعلومات الطائرات المقاتلة من حمل أنظمة البيانات اللازمة.

وهكذا أصبح من الممكن الجمع بين أدوار القيادة والسيطرة والدعم الأرضي في طائرة واحدة رشيقة، وبات ضرورياً أن تكون مثل هذه المقاتلة وطيارها قادران على التحليق لفترات طويلة، والحفاظ على الوعي بساحة المعركة والتبديل بسلاسة بين الأدوار مع تطور الموقف.

ومنذ بداية الألفية الجديدة أصبحت مفاهيم الأنظمة المتقدمة مثل الخوذ الذكية ودمج أجهزة الاستشعار والبيانات حقيقة واقعة، وأدى الجمع بين هذه التطورات ودمجها جنباً إلى جنب مع تطورات الجيل الرابع، إلى إنشاء ما أصبح يعرف بالجيل الخامس من المقاتلات. ومن المعروف عموماً أن أولى هذه المقاتلات هي طائرة "لوكهيد مارتن إف-22"، وتشمل الأنواع اللاحقة طائرات "لوكهيد مارتن إف-35" و"تشنغدو جيه-20"و"سوخوي سو-57".

الجيل السادس قيد التطوير

ولأن الحاجة إلى التقدم في مجال الطيران المقاتل تدفع باستمرار إلى تحسين السرعة والأداء والقدرة على البقاء في ساحة المعركة، تضخ دولاً عدة الموارد نحو تطوير الجيل القادم من الطائرات المقاتلة، بما في ذلك الولايات المتحدة مع برنامج "الهيمنة الجوية للجيل القادم" (NGAD) التابع للقوات الجوية، وألمانيا مع برنامج "نظام القتال الجوي المستقبلي" (FCAS)، والمملكة المتحدة مع برنامجها الخاص باسم "نظام القتال الجوي المستقبلي"، ومشاريع شبيهة للصين والهند وتايوان واليابان وروسيا وفرنسا وإسبانيا والسويد وإيطاليا.

ومن المقرر أن يجلب الجيل القادم من الطائرات المقاتلة أسلحة فائقة التطور وزيادة في التخفي، وتكاملاً عميقاً للذكاء الاصطناعي بحيث يوفر للطيارين قدرة الحصول على الصورة الشاملة لساحة المعركة التي تعمل فيها الطائرة والقدرة على العمل جنباً إلى جنب مع الطائرات المقاتلة من دون طيار.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم