ملخص
الدرس المستفاد من تاريخ كرة القدم الإنجليزية هو أن الهيمنة ليست بلا نهاية، وقد تنتهي هيمنة مانشستر سيتي في قاعة المحكمة أو بقرارات فيانا بعد بدء مهمة إعادة تشكيل الفريق في الصيف المقبل.
إن مباراة ديربي روبن أموريم ليست ديربي روبن أموريم على الإطلاق، إذ توجه مدرب سبورتنغ لشبونة إلى مانشستر ولكن ليس لتولي مسؤولية القيادة الفنية لمنافسيه في مباراة أمس الثلاثاء، ولكن لخوض مباراته قبل الأخيرة في قيادة أبطال البرتغال، لكن المباراة كان يمكن اعتبارها ديربي هوغو فيانا الذي سيأتي إلى مانشستر كمدير رياضي لمانشستر سيتي من سبورتنغ لشبونة.
كل هذا دفع إلى فكرة أن أموريم سيكون خليفة بيب غوارديولا ولكن هذا ليس صحيحاً، وليس فقط لأن وجهة أموريم هي مانشستر يونايتد، ولكن بينما ينتظر سيتي ليرى ما إذا كان غوارديولا سيرغب في تمديد عقده، فقد لا يكون هناك مرشح بارز، لأنه لا يوجد تاريخ حتى الآن لموعد شغور المنصب.
ولكن جزءاً من المنطق نفسه تم تطبيقه من قبل ناديي مانشستر، إذ لم يفز سبورتنغ بالدوري البرتغالي منذ ما يقرب من عقدين من الزمان، وفعلوا ذلك الآن مرتين في أربعة مواسم مع تحسين اللاعبين، والتعاقد بصورة جيدة والبيع بأرباح ضخمة.
ومن الواضح أن سيتي يشعر بأن فيانا مسؤول عن قصة النجاح، بينما يشيد يونايتد بأموريم.
وبالنسبة إلى المدير الفني والمدير الرياضي على حد سواء، فإن الانتقال إلى مانشستر يأتي مع تحول في المكانة.
لقد كان سيتي بائعاً ممتازاً تحت قيادة مدير كرة القدم المغادر تكسيكي بيغيريستين، ولكن من موقع في قمة الهرم الغذائي الكروي، لكنهم الآن قد يشهدون على قدرة فيانا على جني الأموال.
لقد تعاقد مع بيدرو بورو من سيتي في مقابل 8.5 مليون يورو (9.11 مليون دولار) وباعه إلى توتنهام في مقابل 45 مليون يورو (48.25 مليون دولار)، حتى لو استفاد بطل الدوري الإنجليزي الممتاز من بند إعادة البيع.
وعوض بيغيريستين الإنفاق الكبير لمانشستر سيتي بالقدرة على جني الأموال في سوق الانتقالات، مع ربح يزيد على 100 مليون جنيه استرليني (128.75 مليون دولار) في الصيف الماضي، وقد يعطى خليفته فيانا الذي سينضم إلى سيتي في العام الجديد ويحل محل بيغيريستين الصيف المقبل مهمة مماثلة.
وإذا كانت وظيفة فيانا في ملعب الاتحاد ستكون محددة بنتائج قضية الدوري الإنجليزي الممتاز في شأن 115 اتهاماً التي وجهت له، ومن الواضح أنها قد تتحول من خلال العقوبات المحتملة إذا ثبتت إدانته، وسيكون مضطراً إلى تغيير أجواء العمل المعتادة.
سيكون هناك كثير من الأعمال التي سيحضرها، وإذا كان القرار الأكبر يتعلق ببديل غوارديولا، فإن الواقع هو أن أي شخص سيختاره فيانا سيكون بالتأكيد أقل شأناً، والسؤال هو إلى أي مدى وإلى أي مدى سيكون الانتقال من عصر إلى آخر سلساً.
كان آخر مدير فني وظفه هو أموريم الذي كان ناجحاً بصورة مذهلة، على رغم أن هذا لا يعني بالضرورة أنه كان متجهاً إلى ملعب الاتحاد.
وردع أموريم مانشستر سيتي عبر تفضيله اللعب بثلاثة لاعبين في الدفاع، رداً على أسلوب غوارديولا.
لكن هذا الفريق الأول يواجه التغيير، سيتم منح فيانا وظيفة إعادة البناء، وربما أرجأ مانشستر سيتي قرارين رئيسين، مدركاً أن بيغيرستين وغوارديولا يقتربان من نهاية ولايتيهما.
عندما فاز الكتالوني بأول لقب له في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم (2017 -2018) كان لدى سيتي في المتوسط رابع أصغر فريق في الدوري لكن هذا الموسم هو رابع أكبر فريق - كما كانوا في موسم (2016 - 2017) الذي كان الأول لغوارديولا عندما ورث فريقاً متقدماً في السن من مانويل بيليغريني، وكان من الممكن أن يكونوا أكبر سناً مرة أخرى إذا كان كايل ووكر وكيفين دي بروين لائقين بصورة أكبر.
فقط إيفرتون ووست هام اختارا 11 لاعباً أكبر سناً من الفريق الذي دفع به غوارديولا في مباراة الهزيمة أمام بورنموث السبت الماضي، التي تضمنت خمسة لاعبين في الثلاثينيات ولاعبين اثنين في الـ29 من العمر.
يضم فريق سيتي تسعة لاعبين في الثلاثينيات من العمر - حتى لو كان أحدهم هو حارس المرمى سكوت كارسون - إضافة إلى ثلاثة في الـ29 من العمر، ورودري الذي سيكون عمره 29 سنة بحلول الوقت الذي يلعب فيه مرة أخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هناك أيضاً مجموعة أساسية من الشباب تضم إيرلينغ هالاند وفيل فودين وجوسكو غفارديول وريكو لويس وجيريمي دوكو وسافينيو، وهم يتمتعون بمستويات عالية من الجودة لكن عددهم أقل من عدد كبار السن وهناك مناطق يفتقر فيها السيتي إلى اللاعبين في النصف الأول من حياتهم المهنية بخاصة في خط الوسط، إذ قد تبدأ عملية إعادة البناء حين ينتهي عقد دي بروين وإلكاي غوندوغان الصيف المقبل، عندما يبلغ كل منهما 34 سنة، على رغم أن الألماني لديه خيار تمديد لمدة عام آخر، يليه برناردو سيلفا في عام 2026، وكل منهم بطريقته الخاصة يشعر بأنه لا يمكن الاستغناء عنه، إذ يتمتع كل منهم بالتفرد في نقطة ما، إذ يظهر دي بروين كمبدع وسيلفا بمزيجه من التقنية والتنوع، وغوندوغان بحضوره الكبير في المباريات الكبرى، وقد يكون لاعب آخر لا يضاهى في حالة انحدار وهو ووكر في سن الـ31، وقد يحافظ إيدرسون على مستواه لسنوات، ولكن إذا كان هناك اهتمام متجدد من الدوري السعودي بضمه في الصيف المقبل، فقد يحتاج مانشستر سيتي إلى التخطيط للحياة بعد حارس مرماه.
في غضون ذلك أصبح الفريق أقل عدداً، إذ إن غوارديولا هو المدير الفني الذي يمكنه خوض مزيد من المباريات مع عدد أقل من اللاعبين ولديه تردد في الشراء لمجرد الشراء، لكن سيتي لم يستبدل جوليان ألفاريز، مما يترك فراغاً واضحاً في مركز الهجوم، وبينما تولى غفارديول المسؤولية بعد رحيل أيمريك لابورت وكذلك نجح لويس، لم يأت أحد ليحل محل أوليكساندر زينتشينكو أو جواو كانسيلو، وطالما أن كالفين فيليبس المعار يشعر بعدم ملاءمته، فإن رودري هو لاعب الوسط الدفاعي المتخصص الوحيد في قائمة الفريق.
المنظور البديل هو أن نظام الشباب في سيتي وعائلة الأندية يعني أنه سيكون هناك تخطيط طويل الأجل إذ تم شراء المراهق الأرجنتيني كلاوديو إيشيفيري ولكنه أعير إلى ريفر بليت، ولكن يمكن أن يصل في يناير (كانون الثاني)، ولكن ما زال الأميركي كافان سوليفان أصغر سناً، ربما يكون معجزة ومن المقرر أن ينضم إلى مانشستر سيتي في الـ18 من عمره، وسجل ريغان هيسكي البالغ من العمر 16 سنة ثلاثية في الدوري الإنجليزي الممتاز "الثاني" الأسبوع الماضي، ومع ذلك هناك فجوة بين الأجيال، التي قد يكلف فيانا بسدها.
كان إعادة التعاقد مع المخضرم غوندوغان منطقياً من نواح عدة، لكنه لم يكن تخطيطاً للخلافة، لقد حقق مانشستر سيتي ثروة من خلال بيع اللاعبين، ولكنه قد يندم على السماح لكول بالمر بالرحيل.
إذا كان الدرس المستفاد من تاريخ كرة القدم الإنجليزية هو أن الهيمنة ليست بلا نهاية، حتى عندما جعل فريق غوارديولا الأمر يبدو كذلك، فقد تنتهي هيمنة مانشستر سيتي في قاعة المحكمة أو قد تمتد أو تنتهي بقرارات تتخذ في غرفة الاجتماعات، من خلال الخيارات التي يتخذها فيانا عندما يضم اللاعبين الجدد أو المدير الفني الجديد بعد بدء مهمة تشكيل مانشستر سيتي الجديد في الصيف المقبل.
© The Independent