Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"قائمة الثأر" الطويلة يمحوها الفوز الكاسح أم تتعزز به؟

مسؤول أميركي سابق لـ"اندبندنت عربية" يرجح أن ترمب سيوجه انتقامه إلى مؤسسات وقفت ضده بوصف ذلك إصلاحاً

حتى الحلفاء كان بعضهم محبطاً من ترمب فترته الأولى، ما اثار انتقادهم بعد خسارته لصالح بايدن (أ ف ب)

ملخص

يرى المحلل السياسي الأميركي ديفيد دي روش أن ترمب قد لا يأخذ انتقامه من خصومه طابعاً فردياً، ولكنه بصورة أو أخرى آت لا ريب فيه، على نحو أكثر تحضراً. وقال رداً على سؤال "اندبندنت عربية" حول ما إذا كان الرئيس المنتخب سيكتفي بالفوز الساحق أم يعاقب خصومه؟ "لا أعتقد أنه سيفعل ذلك بطريقة فردية. أعتقد أنه حدد المؤسسات التي يشعر أنها استخدمت ضده وربما سيفعل شيئاً للحد من قوة تلك المؤسسات. وربما يصور ذلك على أنه انتقام لكنني أعتقد أنه سينظر إلى ذلك باعتباره إصلاحاً".

قائمة أعداء ترمب الطويلة والثأر الموعود لم يعد سراً، فمن بين سمات الرجل صراحته التي جعلته يسمي أعداءه ويؤكد عزمه القصاص منهم. وبخاصة أولئك الذين يضعهم في صنف "الخونة".

ومع أن تلك القوائم معروف أن أكثرها مؤسسات وأفراد داخل أميركا وخارجها إلا أن التساؤل الذي بدأ يتردد بعد فوز الرئيس الـ47 الكاسح، هو ما إذا كان لا يزال يحتفظ بعزيمة الثأر تلك أم أن واقعة "الموجة الحمراء" في بلاده يوم الثلاثاء الكبير ردت إليه اعتباره، وأغنت عن أي انتقام بوصفها أبلغ الثأر؟

وهذا التساؤل يشغل قطاعاً عريضاً من الإعلام الأميركي والغربي، بالنظر إلى اتساع رقعة أولئك الأعداء ومرارة العقاب الترمبي الذي جرب في ولايته الأولى، على نحو تجاوز كل الأعراف.

دائرة الانتقام لا تستثني حتى "البنتاغون"

بلغ ذلك درجة جعلت حتى حصن البلاد الأقوى "البنتاغون" في حيرة من أمره، إذ نقلت شبكة CNN عن مسؤولين في وزارة الدفاع أنهم يبحثون كيفية الرد حال أصدر الرئيس المنتخب أوامر "مثيرة للجدل"، مثل نشر قوات داخل الولايات المتحدة، وإقالة عدد كبير من الموظفين غير السياسيين.

وقال أحدهم "نستعد ونخطط لأسوأ السيناريوهات، لكن الواقع هو أننا لا نعرف كيف ستسير الأمور"، بينما أوضح آخر أن "القانون يجبر القوات على عصيان الأوامر غير القانونية، لكن السؤال هو ماذا سيحدث بعد ذلك وهل سنرى استقالات من كبار القادة العسكريين؟ أم أنهم سيعدون ذلك تخلياً عن الشعب الأميركي؟".

غرماء الرئيس ليسوا مجهولين وكذلك وعيده إياهم في مناسبات عدة، إنما كما تقول صحيفة "يو أس أي توداي"، "السؤال الآن هو ما إذا كانت تهديدات حملة ترمب الانتخابية مجرد كلام فارغ أم أنها مقدمة لفترة صعبة من تصفية الحسابات"؟

الفوز يغنيه

لكن الباحثة في شؤون البيت الأبيض مرح البقاعي وهي أميركية من الحزب الجمهوري ترى أن "فوزه الكاسح هو رد الاعتبار لا حاجة معه للانتقام. والخريطة الحمراء التي صبغت الولايات الأميركية تكفيه، وهي التي أدت في إحدى تداعياتها إلى تنازع وتبادل الاتهام بين أعضاء الحزب المناوئ في شأن المسؤول عن هذا الإخفاق بعد إنفاق مليار دولار على محاولة خلق زعيمة سياسية فجأة، مما أعقبه سقوط غير مسبوق بهذا الحجم في التاريخ الأميركي".

وترى أن أول انتقام من شامتيه هو الذي قام على طريقته حين فعل عكس ما ظن الذين يعيرونه بكره المرأة عندما عين أول امرأة في منصب رئيسة الموظفين داخل البيت الأبيض. وزادت "بناء على ذلك سنجد أن ترمب يتغاضى عمن أساء له. حتى أننا سمعنا أنه سيعفو عن هانتر بايدن بعد ثبوت تهمة تهربه الضريبي، هذا في حالة لم يعف عنه والده. وترمب في عهدته الثانية يريد أن يظهر بموحد الأميركيين بعد انقسام طويل"، وفقاً لها.

لكن الصحيفة المحلية "ميرور أندي" علقت في أحد تقاريرها على فوز ترمب بأنه مثير للهلع، وبخاصة بين الأميركيين السود، فهو بالنسبة إليهم "نظم حملته لإعادة انتخابه ضد نائبة الرئيس كامالا هاريس من أجل الانتقام حول كيف يمكن له ولحلفائه إلحاق أكبر قدر من المعاناة بالفئات الضعيفة وأولئك الذين يعدهم أعداء".

أشهر من القلق

وترى أن سيطرة حزبه على مجلسي الشيوخ والنواب "تعني أن أي احتمال لتعزيز المساواة بين السود في أحسن الأحوال ضئيل"، مؤكدة أن "الأشهر المقبلة ستكون مليئة بالقلق" حسب اعتقادها.

وفي هذا الصدد تتبعت وسائل الإعلام الزلات السابقة لزعماء سياسيين خارج أميركا، تخشى بلادهم أن يكون تعامل ترمب معهم ذا طابع انتقامي، خصوصاً أولئك الذين ينتمون إلى بلاد حلفها شديد مع أميركا الدولة مثل بريطانيا وإسرائيل.

ولا يبدو أن سياسياً يملك قدراً من الشتائم ضد الرئيس الجديد كالذي رُصد في سجل وزير الخارجية البريطاني الحالي ديفيد لامي مما جعل الأنظار تتجه إليه، هل يبقى أم يزاح في بلد حلفه مع واشنطن يصنف من قبل "الخط الأحمر".

وسعى لامي خلال الأشهر الأخيرة إلى تحسين العلاقات مع ترمب، وبعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية الأربعاء الماضي قال في رسالة التهنئة إن "الحكومة البريطانية تتطلع للعمل معك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن هذه الرسالة تعد أحدث خطوات لامي لإصلاح العلاقات مع ترمب وأنصاره، لافتة إلى أنه سبق أن زار الولايات المتحدة سبع مرات كوزير خارجية في حكومة الظل، ومرتين منذ الانتخابات البريطانية خلال يوليو (تموز) الماضي.

وخلال فترة ترمب الأولى في البيت الأبيض وجه لامي انتقادات شديدة لترمب، إذ اعتبره "تهديداً عميقاً للنظام الدولي" و"متعاطفاً مع النازيين الجدد" و"كارهاً للأجانب"، ضمن سلسلة متدفقة من الشتائم ليست غريبة عن اليسار نحو مناوئيه، لكن لرجل أميركا الجديد شخصية صعبة المراس.

وخلال وقفة احتجاجية في لندن ضد زيارة ترمب في ولايته الأولى، قال لامي في تصريحات لصحيفة "اندبندنت" إن رئاسة ترمب هي "أسوأ ما يمكن لأي منا أن يتخيله على الإطلاق"، معتبراً أنها "كارثة على الولايات المتحدة وعلى المجتمع الدولي".

إصلاح أم انتقام؟

ويعد المحلل السياسي الأميركي ديفيد دي روش أن الزعيم الجمهوري قد لا يأخذ انتقامه من خصومه طابعاً فردياً، ولكنه بصورة أو أخرى آت لا ريب فيه، على نحو أكثر تحضراً.

وقال رداً على سؤال "اندبندنت عربية" حول ما إذا كان الرئيس المنتخب سيكتفي بالفوز الساحق أم يعاقب خصومه؟ "لا أعتقد أنه سيفعل ذلك بطريقة فردية. أعتقد أنه حدد المؤسسات التي يشعر أنها استخدمت ضده وربما سيفعل شيئاً للحد من قوة تلك المؤسسات. لذا فإن المحكمة التي تفوض المراقبة وعناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي، تلك المنظمات أعتقد أنها ستخضع لإعادة هيكلة. وربما يصور ذلك على أنه انتقام لكنني أعتقد أنه سينظر إلى ذلك باعتباره إصلاحاً".

ورجح وهو مسؤول دفاعي سابق في إدارات أميركية عدة أن ترمب سيراجع عمل جهات مختلفة يرى أنها أصبحت لا يروق له عملها. ومن المتوقع حسب روش أن يشرف على "تغيير هيكل سلطة التنصت الذي استخدم ضده في حملته".

وأضاف "أعتقد أن هناك أفراداً يعدهم غير ملتزمين بصورة كافية بمهمة الوكالة وربما سيزيلهم من مناصبهم في تلك الوكالة. لذلك أعتقد أن رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي سيكون أحدهم، وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي ربما سيخضع لإعادة هيكلة وسيتم فحص الطريقة التي يتعامل بها مع القضايا التي تتعلق بالسياسيين أيضاً".

قائمة الأشرار!

وفي ما يلي محاور "قوائم الثأر" الرئيسة في حين صار شائعاً أن تفاصيلها لا تحصى، فهي تتمدد من الصين مروراً بإيران شرقاً إلى حلف الناتو وفرنسا والمكسيك وواشنطن غرباً، طبقاً لما تلخص البيانات المفتوحة عن سجل تصريحاته ووعوده .

الجهات العدلية: تعد وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI في صدارة قائمة خصوم ترمب الداخليين، إذ فتحوا تحقيقات متعددة في شأنه منها تلك المتعلقة بدوره في أحداث الكابيتول وأعماله التجارية. وقد يسعى إلى فرض سيطرة أكبر على هذه المؤسسات وتقليل استقلاليتها، وبخاصة مع وجود دعم من الموالين له في الكونغرس.

الجمهوريون المعارضون: ضمن الحزب الجمهوري أثار ترمب عداء بعض الشخصيات التي اتخذت مواقف ضده ومن بينهم ليز تشيني وآدم كينزنجر اللذان انتقداه علناً وشاركا في لجنة التحقيق بأحداث السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد يسعى إلى إبعادهم من النفوذ السياسي، مستفيداً من دعم قاعدة الحزب لخطابه الصارم ضد "الخونة".

الديمقراطيون: شمل خصومه الديمقراطيين أيضاً، وبخاصة نانسي بيلوسي وتشاك شومر اللذين أيدا المساءلة ضده. وقد يعيد التركيز على سياسات قد تضع الديمقراطيين في مواقف حرجة، وبخاصة في قضايا مثل الهجرة والتجارة والحدود.

قنوات وصحف بارزة: يعد ترمب الإعلام وسائل إعلام تقليدية كثيرة من صنف أعدائه، ووجه انتقادات لاذعة ضد CNN وThe New York Times وMSNBC، التي تناولت رئاسته وانتقاداته بأسلوب سلبي. وقد يستخدم فوزه للتقليل من شرعية هذه المؤسسات في أعين جمهوره، وربما يمضي قدماً في تقييد بعض امتيازات وسائل الإعلام أو فرض قوانين أكثر صرامة ضد ما يسميه "الأخبار الكاذبة".

منصات التواصل الاجتماعي: بعد حظر حساباته على "تويتر" و"فيسبوك" عقب أحداث الكابيتول، قد يسعى إلى الضغط لإجراء إصلاحات تقلل من قدرة هذه الشركات على حظر أصوات سياسية.

الأمم المتحدة: خلال رئاسته الأولى انتقد ترمب الأمم المتحدة وعدَّها تعمل ضد مصالح الولايات المتحدة. وقد يستمر في تقليص مساهمات أميركا المالية محاولاً الضغط لتغيير سياساتها، وبخاصة في الملفات المتعلقة بإسرائيل وحقوق الإنسان.

الصحة العالمية: سحب ترمب الدعم المالي لمنظمة الصحة العالمية خلال أزمة كورونا، زاعماً أنها انحازت للصين. وقد يتخذ موقفاً مشابهاً ويستأنف انتقاداته، وقد يضغط لإجراء تغييرات في قيادة المنظمة.

الناتو: يرى ترمب أن الناتو يعتمد بصورة غير عادلة على تمويل الولايات المتحدة. وقد يعاود ضغوطه على الدول الأوروبية لزيادة مساهماتها، وربما يقلص دعم أميركا العسكري والمالي لحرب أوكرانيا، مما قد يؤثر في التضامن بين دول الحلف.

الصين: على رأس قائمة خصومه الخارجيين تأتي الصين التي انتقدها في قضايا اقتصادية وسياسية متعددة، متهماً إياها بالإضرار بالاقتصاد الأميركي. وقد يعود إلى سياسات الرسوم الجمركية والقيود التجارية مما سيزيد من حدة الحرب التجارية بين القوتين.

إيران: انسحب ترمب من الاتفاق النووي عام 2018 وفرض عقوبات مشددة على إيران. وبعد عودته إلى الرئاسة يرجح أن يزيد من سياسة "الضغوط القصوى" ضد طهران، مما يعزز موقفه من إسرائيل والخليج العربي في وجه النفوذ الإيراني. وقد تزيد التحقيقات الأميركية بشأن ضلوع إيران في محاولة اغتياله من وتيرة نقمته على طهران والدفع بسياسة اقليمية وعالمية ضدها، إن لم تلق مقاربته استجابة من جانب النظام.

الاتحاد الأوروبي: انتقد ترمب الاتحاد الأوروبي في قضايا مثل التجارة والدفاع واتهمه بالاستفادة من أميركا. وقد يزيد من صعوبة الشراكة التجارية ويضغط باتجاه اتفاقيات جديدة تناسب رؤيته لمصالح "أميركا أولاً."

كانت "الغادريان" البريطانية عددت 10 عناوين تراها تختزل عهد ترمب المقبل وانتقامه المنتظر، على سبيل القدح مثل "العنصرية وكراهية النساء واحتراق النظام العالمي وإنكار تغير المناخ والدجل محل السياسة وانهيار الحزب الديمقراطي وطفرة المليارديرات"، وغيرها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير