Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حماس" تجند عناصر جديدة وإسرائيل تعرف ذلك

يدير محمد السنوار هذه العمليات لجر تل أبيب إلى معركة استنزاف طويلة

في إحاطة لوزارة الدفاع الإسرائيلية فقد تمكن الجيش من قتل 20 ألف مسلح تابع لـ "حماس" واعتقل ما يقارب 2000 عنصر (رويترز)

ملخص

معلومات عن تجنيد شقيق السنوار عناصر جديدة في حركة "حماس" مما يجر إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة.

خلال أسبوع واحد قتل عناصر "حماس" 14 جندياً إسرائيلياً وأطلقوا 20 قذيفة صاروخية تجاه المدن العبرية القريبة من قطاع غزة، وقد دفعت هذه الأحداث التي جرت في مناطق طهرها الجيش ويوجد فيها إلى تساؤل المؤسسة الأمنية في تل أبيب حول "كيف تمكنت الحركة من فعل ذلك على رغم فقدانها معظم مقاتليها وتدمير أسلحتهم؟".

وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي فإن "حماس" تملك نحو 30 ألف مقاتل يعملون داخل 24 كتيبة عسكرية موزعة على أنحاء قطاع غزة، وتشبه هذه الفرق شكل الجيوش النظامية، إذ تلقى أفرادها تدريبات مكثفة على القتال النظامي.

نشاط في المناطق المطهرة

وفي إحاطة لوزارة الدفاع الإسرائيلية فقد تمكن الجيش من قتل 20 ألف مسلح تابع لـ "حماس" واعتقل ما يقارب 2000 عنصر، ووجه ضربات قاضية لـ 22 كتيبة، وما بقي من عناصر لا يزيد عددهم على 9 آلاف فقط، وأصبحت هذه الكوادر المدربة ضعيفة للغاية.

 وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إنه "جرى تطهير النصف الشمالي لغزة من المقاتلين التابعين لحركة 'حماس' وتدمير البنية التحتية لها وسلبها أسلحتها، وهذا ينطبق أيضاً على محافظة رفح وخان يونس ومناطق أخرى".

لكن السؤال الذي يحير إسرائيل هو كيف تمكنت "حماس" من توجيه ضربات عسكرية جديدة ضد جيشها في مناطق جرى تطهيرها والتأكد من أنه لا يوجد فيها مقاتلون تابعون للحركة، وكانت هذه الضربات موجعة وقد سجلت قتلى في صفوف الجنود.

تجنيد جديد

وتعتقد إسرائيل أن "حماس" تمكنت من تجنيد مقاتلين جدد في صفوفها ونجحت في تدريبهم على استخدام الأسلحة وإعادة تدوير مخلفات الجيش التي لم تنفجر، وهذه هي الإجابة والتفسير الوحيد لعودة نشاط الفصيل المسلح إلى مناطق طهرها الجيش وتأكد له خلوها من مقاتلي الحركة.

وتفيد هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان) أن "حماس" تمكنت من استعادة قوتها من جديد عبر فتح باب التجنيد في صفوفها، مما يشكل تحدياً للجيش في تحقيق هدف القضاء على الحركة، فبعد استمرار القتال 15 شهراً تعود الحركة بمقاتلين جدد وتجبر إسرائيل على العودة للمناطق التي طهرتها.

ويعترف الجيش الإسرائيلي بأن "حماس" عملت على تجنيد مقاتلين جدد، ويقول المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي "لاحظنا أن 'حماس' تعمل على تجنيد عناصر جديدة، وتتبعنا ذلك حتى تمكنا من القضاء على محمود حظ الذي يعمل مسؤولاً عن تجنيد العناصر الجديدة في صفوف الحركة"

أخو السنوار المسؤول عن تجنيد العناصر

وعلى رغم قضاء إسرائيل على مسؤول تجنيد العناصر الجديدة في "حماس" لكن الحركة لا تزال تستقبل مقاتلين جدداً، ويؤكد الجيش قدرة هذه الكوادر على العودة للمناطق المطهرة لممارسة أنشطة عسكرية ضد القوات المتوغلة في غزة.

وفي الوقت الحالي تعتقد إسرائيل أن "حماس" لديها "سنوار جديد" يقوم بإعادة بناء الحركة، وتتهم محمد السنوار، وهو الشقيق الأصغر لرئيس "حماس" الراحل يحيى السنوار الذي قُتل على يد الجيش في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بأنه يشرف بنفسه على اختيار المقاتلين الجدد ويعمل على جر الجيش إلى حرب استنزاف، فبعد القضاء على يحيى السنوار ومعظم قيادات "حماس" العليا انتقلت قيادة الحركة إلى أخ السنوار الأصغر محمد، غير المعروف لدى تل أبيب كثيراً ويطلق عليه في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لقب الظل.

بتوجيهات من "الظل"

يقول الجنرال احتياط في الجيش الإسرائيلي تامير هايمان إن "رجل الظل محمد السنوار يبذل جهوداً كبيرة لبقاء 'حماس' وهو مركز الجهود ويعمل من خلف الأضواء على تعبئة صفوف الحركة بجنود جدد بدلاً من العناصر الذين يقتلون"، مضيفاً أن "كل عمليات التجنيد الجديدة تجري بتوجيهات من السنوار الأصغر الذي يعمل للتأكد من نجاة 'حماس'، وهو أكد للوسطاء أن الحركة في وضع قوي لإملاء شروطها وتستطيع مواصلة القتال لأن آلاف المقاتلين الجدد انضموا إليها".

ويوضح هايمان أن "محمد السنوار يسيطر على قيادة 'حماس' في غزة بالكامل، وتعمل إسرائيل في الوقت الراهن على تتبع السنوار الصغير ومحاولة إفساد خططه لإعادة بناء الحركة عبر إكسابها مزيداً من المقاتلين".

4 آلاف مقاتل جديد

وبعد اغتيال يحيى السنوار حددت وزارة الدفاع الإسرائيلية أخاه محمداً هدفها التالي، وقال المتحدث العسكري دانيال هاغاري إن "الجيش يبحث بنشاط عنه فهو مسؤول عن تجنيد عناصر جديدة في الحركة".
وفي إسرائيل تقدر المؤسسة الأمنية أن شقيق السنوار نجح في استقطاب نحو 7 آلاف عنصر لـ "حماس" وجند بالفعل 4 آلاف منهم في صفوف الحركة، لكن كيف حدث ذلك؟ ومن أين أتى محمد السنوار بهؤلاء المقاتلين؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

آليات التجنيد

يقول الباحث العسكري اللواء غانم سكر "في غزة كل شيء خراب والناس ناقمة على 'حماس'، لكن على رغم ذلك تستغل الحركة الظروف الإنسانية لتجنيد المقاتلين الجدد وتستهدف أثناء عمليات التجنيد الجنازات وتقنع أهل الضحايا بالانتقام من الجيش والانضمام إلى صفوفها"، مضيفاً أنه "على إثر العنف الشديد الذي تمارسه إسرائيل بحق سكان غزة لكن الانتقام يسيطر على الموقف، وتستغل 'حماس' ذلك الأمر وتستهدف حزن وآلام الرجال والشباب لتحويلهما إلى طاقة غضب لمطاردة جنود إسرائيل".

وفي تقرير أعدته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن الموضوع نفسه فإن محمد السنوار يستخدم المساعدات الإنسانية لتجنيد المقاتلين الجدد، إذ يعدهم بتوفير مزيد من الطعام والمساعدات والرعاية الطبية للشباب وأسرهم، وتقول الصحيفة إنه "على وقع العنف الإسرائيلي المفرط الذي يقتل بصورة مستمرة ضحايا من الأطفال والنساء والعجائز في غزة، ظهرت رغبة لدى كثير من الرجال والشباب للانضمام إلى صفوف 'حماس' والحصول على سلاح لمحاربة إسرائيل".
وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي في تقرير "وول ستريت جورنال" إن "تل أبيب تعاني وضعاً باتت فيه وتيرة بناء 'حماس' لنفسها من جديد أعلى من وتيرة قضاء الجيش الإسرائيلي عليها، فالأعداد الإجمالية للمقاتلين الجدد غير واضحة، لكن كفاءة مقاتلي 'حماس' الحديثين أقل بكثير مما كانت عليه في وقت سابق من الحرب، نظراً إلى أن كثيراً منهم قصّر وغير مدربين".

"حماس" تؤكد عمليات التجنيد

ولا تنفي "حماس" تنجيدها عناصر جديدة، ويؤكد المتحدث العسكري باسمها أبو عبيدة أن "القدرات البشرية لـ 'كتائب القسام' بخير كبير، وقد تمكنا من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد خلال الحرب، ولدى هؤلاء قدرة على القتال والمواجهة"، مضيفاً "عززنا القدرات الدفاعية لمواجهة الجيش الإسرائيلي في كل مكان من أرضنا، وهناك آلاف المقاتلين مستعدون لمواجهة العدو متى لزم الأمر، فقد انضموا إلى صفوف الحركة حديثاً ويستطيعون حمل السلاح ومواجهة الجيش".

وبحسب معلومات "اندبندنت عربية" فإن جهاز التعبئة والموارد البشرية في "حماس" تلقى خلال الـ 15 شهراً الماضية أكثر من 10 آلاف طلب تجنيد، مما ساعد الحركة في الانتقال إلى حرب استنزاف طويلة مع الجيش الإسرائيلي.

خطة للهزيمة

وأدركت إسرائيل خطورة تجنيد "حماس" مقاتلين جدد وجرها إلى حرب استنزاف، ولذلك طلب وزير الدفاع يسرائيل كاتس إعداد خطة تلحق هزيمة كاملة بـ "حماس" في غزة، وقال "لا يجب أن نُستدرج إلى حرب استنزاف تكلفنا ثمناً باهظاً ولن تؤدي إلى النصر والهزيمة الإستراتيجية الكاملة لـ 'حماس' ونهاية الحرب في غزة".
ويعلق على ذلك الباحث السياسي تيسير عابد قائلاً إن "هذا إقرار إسرائيلي بصعوبة القضاء على 'حماس' التي تجند عناصر جديدة وتسعى إلى حرب استنزاف طويلة تؤذي إسرائيل من خلالها، وقد أدركت تل أبيب ذلك والحل يكمن في إيجاد بديل حكومي يتولى إدارة غزة بدلاً منها".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير