ملخص
زعم المسؤولون في نظام "طالبان" أن زراعة وإنتاج المخدرات في أفغانستان وصل إلى الصفر وأن الأفيون والهيروين لم يعد يتم تهريبهما كما كانت عليه الحال في الماضي، إلا أن التقرير الجديد لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة رفض صحة تلك الادعاءات.
أعلن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقرير له أنه خلال عام 2024 زادت زراعة الأفيون في أفغانستان بنسبة 19 في المئة، وأن المزارعين الأفغان على رغم خطر زراعة وتهريب واستهلاك المخدرات في ظل نظام "طالبان"، فإنهم زرعوا الأفيون على مساحة 12 ألفاً و800 هكتار من الأراضي الأفغانية هذا العام.
وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات غادة والي في هذا التقرير الذي نشر الأربعاء السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، إنه "على رغم انخفاض مستوى زراعة الأفيون في أفغانستان، لدينا الفرصة والمسؤولية لمساعدة المزارعين الأفغان على خلق مصادر مستدامة للدخل وعدم الاعتماد على الأسواق غير القانونية. ولا يزال عديد من النساء والرجال الأفغان يواجهون تحديات مالية وإنسانية خطرة ويحتاجون بصورة عاجلة إلى وظائف بديلة".
وأصدر زعيم حركة "طالبان" الملا هبة الله أخوند زادة مرسوماً خلال أبريل (نيسان) 2022، أعلن فيه حظر زراعة وإنتاج واستهلاك وتهريب المخدرات في أفغانستان، ومعاقبة من يخالف هذا المرسوم. وبعد إصداره دمرت الجهات المعنية في نظام "طالبان" حقول الخشاش في مختلف المدن والقرى الأفغانية، واعتقلوا وسجنوا وفرضوا غرامات على عديد من الأشخاص لتجاهلهم أوامر زعيم "طالبان".
ووفقاً لبعض التقارير، حصلت اشتباكات عدة في فصل الربيع من هذا العام بين الجهات الحكومية المعنية في نظام "طالبان" والسكان بسبب تدمير حقول الخشاش في مناطق عدة ومنها بدخشان وهلمند وفراه وننجرهار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وزعم المسؤولون في نظام "طالبان" خلال تصريحاتهم في أكثر من مناسبة أن أمر زراعة وإنتاج المخدرات في أفغانستان وصل إلى الصفر، وأن الأفيون والهيروين لم يعد يتم تهريبهما من أفغانستان إلى الدول الأخرى كما كانت عليه الحال في الماضي، إلا أن التقرير الجديد لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة رفض صحة ادعاء المسؤولين في نظام "طالبان".
ووفقاً لهذا التقرير فإنه خلال عام 2023 ونتيجة لأوامر زعيم "طالبان" انخفضت زراعة الأفيون في أفغانستان بنسبة 95 في المئة، لكن خلال عام 2024 واصل المزارعون الأفغان زراعة الأفيون في مناطق مختلفة من البلاد، إذ توسعت زراعته بالمناطق الجنوبية الغربية التي كانت مركزاً لزراعته في عام 2023، إلى المناطق الشمالية الشرقية وشكلت نحو 59 في المئة من زراعة الأفيون لعام 2024. وهذا أظهر زيادة حادة بنسبة 381 في المئة في هذه المناطق مقارنة بعام 2023.
وقبل أن يصدر زعيم "طالبان" مرسوماً يحظر فيه زراعة الأفيون في أفغانستان، كانت هلمند وقندهار هما المركزان الرئيسان لإنتاج المخدرات في أفغانستان.
وأدى مرسوم الملا هبة الله أخوند زادة إلى رفع أسعار المخدرات في الأسواق غير المشروعة في أفغانستان ودول المنطقة، إذ يشير تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن سعر الأفيون الجاف خلال النصف الأول من عام 2024 وصل إلى 730 دولاراً للكيلو الواحد، أي ارتفع نحو 100 دولار. ومن المحتمل أن يكون هذا الارتفاع في الأسعار وانخفاض مخزون الأفيون حافزاً للمزارعين في أفغانستان لتجاهل الحظر الذي أصدره زعيم "طالبان".
ومع ذلك، فإن الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان روزا أوتونباييفا متفائلة في شأن نتيجة المرسوم الذي أصدره زعيم "طالبان"، إذ ورد في هذا التقرير نقلاً عنها أن "هذه الأدلة تظهر أن زراعة الأفيون في أفغانستان انخفضت بالفعل. وهذا سيلقى ترحيباً من جيران كابول والمنطقة والعالم".
وأضافت رئيسة بعثة الأمم المتحدة أن استمرار الحرب ضد المخدرات في أفغانستان يتطلب الاهتمام بالمجتمعات الريفية المحرومة من مصادر الدخل الرئيسة. وقالت "إذا ما أردنا أن تكون هذه العملية مستدامة فعلينا أن نعرف أنهم في حاجة إلى دعم دولي عاجل".
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية التقى المسؤولون في نظام "طالبان" عديداً من المسؤولين الأميركيين وممثلين عن الدول الأوروبية في دولة قطر والعاصمة الأفغانية كابول، وطلبوا منهم الاستثمار في تعزيز البنية التحتية الاقتصادية في المدن والقرى الأفغانية حتى يتمكن المزارعون من التخلي عن زراعة الأفيون والانتقال إلى الخيارات البديلة.
وأكدت الأمم المتحدة التي تلقت وأنفقت نحو 6 مليارات و700 مليون دولار باسم المساعدات الإنسانية في أفغانستان خلال الأعوام الثلاثة الماضية أن البنية التحتية الاقتصادية في المجتمعات الريفية الأفغانية لا تزال منهارة، وأن هناك حاجة لمزيد من المساعدات لخلق مصادر دخل مستدامة.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"