Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هو "مشروع 2025"؟ البرنامج المتوقع لولاية ترمب الثانية

صور "مشروع 2025" على أنه مخطط لعودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض إلا أنه نأى بنفسه عن الخطة اليمينية المتطرفة خلال حملته الانتخابية

دونالد ترمب في مسيرة انتخابية في لاس فيغاس في التاسع من يونيو الماضي (غيتي)

ملخص

يحدد "مشروع 2025" الذي صاغته "مؤسسة هيريتاج" خطة طريق لولاية ترمب الثانية. وتقترح الوثيقة توسيع السلطة التنفيذية وتعيين موالين في الوظائف الحكومية وتقييد حقوق الإجهاض وإنفاذ سياسات مناهضة للمهاجرين.

يوفر مخطط من 900 صفحة، وضعه مساعدو الرئيس السابق دونالد ترمب واعتمده مركز أبحاث يميني نافذ، خريطة طريق من شأنها إرشاد الرئيس السابق خلال ولايته الثانية.

بصورة عامة، يعد "مشروع 2025" Project 2025، وهو مخطط لرئاسة دونالد ترمب تقوده مؤسسة "هيريتاج" الفكرية Heritage Foundation وأكثر من 10 مسؤولين سابقين في إدارته، قائمة تلخص رغبات إدارته، وهو يتضمن خططاً لتوسيع سلطاته التنفيذية وتعيين موظفين حكوميين موالين عقائدياً بدلاً من الحاليين وإلغاء الحق في الإجهاض وفرض أجندة مناهضة للهجرة وسياسات أخرى.

وحذرت نائبة الرئيس كامالا هاريس مراراً وتكراراً من طموحات "مشروع 2025" في حملتها الانتخابية، إذ قالت أمام تجمع حاشد هذا الصيف، "هل تصدقوا أنهم وضعوا هذا الشيء في نص مكتوب؟ اقرأوه. إنه مكون من 900 صفحة".

وباستخدام نسخة كبيرة الحجم ومطبوعة من الوثيقة المكونة من 900 صفحة، قام الممثل الكوميدي الأميركي كنان تومبسون الشهير من برنامج "عرض مباشر ليلة السبت" Saturday Night Live بانتقاد "مشروع 2025" خلال فقرة ترفيهية ضمن المؤتمر الوطني الديمقراطي، وقال "هل سبق لكم أن رأيتم وثيقة يمكن أن تقتل حيواناً صغيراً والديمقراطية في الوقت نفسه؟ ها هي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويستميت الرئيس السابق من جهته في محاولة النأي بنفسه عن الخطة، زاعماً أنه لا يعرف "أي شيء" عنها أو "عمن يقف وراءها"، على رغم أن الذين وضعوها هم أفراد عملوا في البيت الأبيض خلال عهد ترمب، وعلى رغم العلاقات الوثيقة بين الحزب الجمهوري والمجموعة التي أطلقتها.

وخلال تجمع انتخابي في ميشيغان في يوليو (تموز) الماضي، بعد أسبوع فقط من إقدام مسلح عمره 20 سنة على إطلاق النار على ترمب خلال فعالية في بتلر، بنسلفانيا قتل خلاله أحد الحضور وجرح اثنين آخرين بينما لم يتعرض المرشح الرئاسي سوى لإصابة طفيفة في أذنه اليمنى، قال ترمب للحضور "بعضهم على اليمين، اليمين المتطرف، وضعوا ’مشروع 2025‘ هذا، لكنني لا أعلم. أعرف بعضهم وهم محافظون جداً. وهم في الجهة المناوئة لليسار المتطرف".

وتابع ترمب بقوله وهو يخطئ في لفظ اسم المبادرة "لديكم اليسار المتطرف ولديكم اليمين المتطرف وهم يضعون، لا أعلم ما هو، ذلك ’مشروع 2025‘. قرأوا بعض الأشياء وهم متطرفون وجديون للغاية. لكنني لا أعرف شيئاً عن الموضوع، لا أريد أن أعرف عنه شيئاً".

ويضع كتاب السياسة الأساسي لـ"مشروع 2025" وهو يحمل عنوان "تفويض للقيادة: وعد المحافظين" Mandate for Leadership: The Conservative Promise، الخطوط العريضة لتغييرات عميقة في الحكومة الفيدرالية بدءاً من البيت الأبيض ووصولاً إلى وكالات أقل شهرة، وكتب بعض فصوله مسؤولون سابقون في إدارة ترمب. كما أن بعض السياسات التي يطرحها "مشروع 2025" متطابقة تماماً تقريباً مع تلك التي اقترحها ترمب.

وكما أفادت "اندبندنت" سابقاً، يقتضي هذا المخطط التخلص من مبدأ فصل السلطات لكي يحظى ترمب بسلطات تنفيذية غير مسبوقة ومركزة على الوكالات الفيدرالية. ومن المفترض أن تنفذ أي إدارة مستقبلية لترمب مجموعة من عمليات صرف من الخدمة لمسؤولين في وكالات فيدرالية بغية فتح الباب أمام جيش من الموالين، سعياً إلى تحويل الحكومة لسلاح يستخدمه ضد معارضيه.

وتوصي الخطة بإلغاء وزارة التعليم الأميركية وتخفيض تمويل وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية وتقويض الوكالات التي تنظم عمل الاتصالات وتمويل الانتخابات بغية سحق المعارضة.

ومن شأن ترسيخ نفوذه أن يحميه من التهديدات القضائية ويفسح المجال أمام شن سلسلة من القرارات القمعية في قضايا المهاجرين والرعاية الصحية الإنجابية وإجراءات حماية الحقوق المدنية لأفراد مجتمع الميم.

كما يُفترض بالخطة أن تلغي موافقة الحكومة الفيدرالية على استخدام أدوية الإجهاض الشائعة وتوسيع النشاط النووي للبلاد وإعادة تفعيل تجارب الأسلحة النووية وتوجيه الجيش لتنفيذ اعتقالات على الحدود الأميركية- المكسيكية، من بين مقترحات أخرى.

وقد أطلقت جماعات الحقوق المدنية وأعضاء ديمقراطيون في الكونغرس "فريق عمل" وحملات معارضة في محاولة لحماية الحكومة الفيدرالية من قائمة الرغبات التي يودّ اليمين المتطرف تحقيقها.

وشارك ديمقراطيون في مجلس النواب بقيادة النائب عن ولاية كاليفورنيا جاريد هافمان في إنشاء فريق العمل بالتنسيق مع أعضاء الكونغرس والجماعات المؤيدة للديمقراطية والحقوق المدنية والمجتمعات المتأثرة "للتنسيق في دراسة هذه المؤامرة اليمينية لتقويض الديمقراطية وتسليط الضوء عليها واستباقها والتصدي لها."

وقال هافمان ضمن بيان له في الـ11 من يونيو (حزيران) الماضي إن "’مشروع 2025‘ أكثر من مجرد فكرة، فهو مخطط ديستوبي [نقيض اليوتوبيا] بدأ العمل به بالفعل من أجل تفكيك مؤسساتنا الديمقراطية وإلغاء عملية فصل السلطات وتقويض الفصل بين الكنيسة والدولة وفرض أجندة يمينية متطرفة فيها تعدٍّ على الحريات الأساسية وانتهاك للإرادة الشعبية".

وأضاف "هذا نوع من التبني غير المسبوق للتطرف والفاشية والقومية الدينية، نظمه اليمين المتطرف وممولو الإنفاق السياسي المظلم [يشير المال المظلم إلى الإنفاق للتأثير في الانتخابات والسياسة العامة والخطاب السياسي، إذ لا يُكشف عن مصدر الأموال للجمهور]. نحتاج إلى استراتيجية منسقة لإنقاذ أميركا ووقف هذا الانقلاب قبل فوات الأوان".

وصيغ "مشروع 2025" بمساهمة عشرات المسؤولين السابقين في إدارة ترمب وغيرهم من الموالين الذين تلقى نصفهم تقريباً مبالغ من المال المظلم من مجموعات مرتبطة بالمانح المحافظ ليونارد ليو الذي ساعد في إطلاق عملية التغيير الجذرية التي فرضها ترمب على القضاء الفيدرالي.

وتشكل عملية إصلاح الحكومة الفيدرالية التي يطرحها هذا المخطط تهديداً على المساواة في الزواج وتمويل المدارس العامة وقد "تحطم الحدود الفاصلة بين الكنيسة والدولة وتقلب نظامنا الديمقراطي رأساً على عقب"، برأي رايتشل لايزر، رئيسة حركة أميركيين متحدين من أجل فصل الكنيسة عن الدولة.

وتستهل الخطة الموضوعة في نحو ألف صفحة مقترحاتها بـ"تعهد" إلغاء إمكان الوصول إلى الإجهاض فيما يُذكر مصطلح "الإجهاض" نحو 200 مرة.

وتقول كارين ستون، نائبة رئيس السياسات العامة والعلاقات الحكومية في صندوق عمل تنظيم الأسرة "ولا تقتصر أهدافهم على الإجهاض، إذ يخططون لتقييد تمويل تحديد النسل وغيره من أدوات الرعاية الوقائية وتقييد الرعاية الصحية للمتحولين جنسياً والتربية الجنسية".

وقال رئيس مؤسسة "هيريتاج" كيفن روبرتس في بيان له إن "’مشروع 2025‘ لن ’يتوقف‘ بسبب بيان صحافي غير جدي تملؤه الأخطاء ولا أي فريق عمل يشكله النواب الديمقراطيون الذين ليس لديهم أي إدراك أساسي لطريقة الحكم الفيدرالي".

وأعلن في بيان هذا الصيف، مع بدء الضغط من المشرعين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي للتدقيق في الوثيقة: "إن فريق العمل الذي أطلقه الديمقراطيون في مجلس النواب ليس سوى تأكيد على خوف اليسار من خسارة لسيطرته على بيروقراطيته الاستبدادية… لن نستسلم وسنفوز".

والعام الماضي، قال مستشارا حملة ترمب، سوزي وايلز وكريس لاتسيفيتا، إن "أي قوائم شخصية أو أجندات سياسية أو خطط حكومية نُشرت في أي مكان ليست سوى مقترحات".

وأضافا أنهما "يثمنان" جهود المجموعات غير المرتبطة بالحملة مثل "مؤسسة هيريتاج"، لكن هذه المجموعات لا تتحدث باسم الحملة.

وفي بيان سابق نفى أي علاقة بالحملة، قالت "مؤسسة هيريتاج" إن الخطة ليست سوى خريطة طريق "للرئيس المحافظ المقبل".

وأضاف البيان "في النهاية، يعود موضوع تحديد التوصيات التي يجب تطبيقها للرئيس الذي نعتقد بأنه سيكون الرئيس ترمب".

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في يونيو 2024 وحدّثت لمواكبة التطورات

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات