ملخص
تبلغ نسبة التأييد لحكومة إيشيبا في اليابان أكثر من 30 في المئة، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن غالبية الجمهور ترى أنه ينبغي أن يبقى رئيساً للوزراء.
صوت البرلمان الياباني على إبقاء رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا في منصبه أمس الإثنين، على رغم قيادته الائتلاف الحاكم إلى أسوأ نتيجة في الانتخابات العامة منذ 15 سنة.
وعين النواب وزير الدفاع السابق إيشيبا رئيساً لحكومة أقلية، وهو ما يعني أنه قد يواجه جموداً سياسياً أو يحتاج إلى تسوية لتمرير مشاريع قوانين جديدة.
وتولى إيشيبا منصبه قبل ستة أسابيع وأجرى انتخابات مبكرة في الـ27 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على أمل تعزيز تفويضه كزعيم للحزب الديمقراطي الليبرالي المحافظ.
لكن ناخبين غاضبين عاقبوا الحزب بعد فضيحة نهبت شخصيات في الحزب الليبرالي الديمقراطي في إطارها أموالاً من مناسبات لجمع التبرعات، وهو ما أسهم في الإطاحة بسلفه فوميو كيشيدا.
المعارضون منقسمون
واجتمع أعضاء مجلس النواب في البرلمان اليوم الإثنين في جلسة خاصة لترشيح رئيس الوزراء، وهي خطوة ضرورية بعد الانتخابات العامة.
والأحزاب المعارضة في اليابان منقسمة حول قضايا رئيسة، مما عرقل ظهور تحد قوي لإيشيبا.
وفي جولة الإعادة - الأولى منذ عام 1994 - فاز إيشيبا بـ221 صوتاً في مقابل 160 ليوشيهيكو نودا، رئيس "الحزب الديمقراطي الدستوري" الياباني المعارض الرئيس.
ولم تحسب 84 صوتاً لأنهم سموا سياسيين آخرين.
وأعلن رئيس مجلس النواب فوكوشيرو نوكاجا، أن "هذه الغرفة تسمي شيغيرو إيشيبا رئيساً للوزراء"، بينما انحنى إيشيبا لزملائه المشرعين الذين صفقوا.
وعلى رغم خسارته للغالبية في انتخابات الشهر الماضي، يظل ائتلاف "الحزب الليبرالي الديمقراطي" أكبر كتلة في مجلس النواب الذي يضم 465 مقعداً.
ومن المقرر أن يعلن رئيس الوزراء تشكيل حكومة جديدة في وقت لاحق اليوم الإثنين، سيوافق عليها الإمبراطور كإجراء شكلي.
طلب المساعدة من الوسطيين
ولامتلاك نفوذ كاف لتمرير التشريعات في المستقبل، طلب "الحزب الليبرالي الديمقراطي" المساعدة من "الحزب الديمقراطي من أجل الشعب"، وهي مجموعة وسطية صغيرة.
ووافق الحزب "الديمقراطي من أجل الشعب" على التعاون على أساس "التصويت بالتصويت" مع البقاء خارج الائتلاف الحكومي.
وفي المحادثات مع "الحزب الليبرالي الديمقراطي"، طالب "الديمقراطي من أجل الشعب" بخفض الضرائب ودعم الطاقة، وهو ما يقول خبراء الاقتصاد إن من شأنه أن يخفض عائدات الحكومة.
وقال تومواكي إيواي، الأستاذ الفخري في جامعة نيهون، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه "من أجل البقاء في السلطة، يحتاج إيشيبا إلى تمرير موازنة الحكومة هذا الشتاء".
وأكد "هذا يعني أن الحزب الليبرالي الديمقراطي سيضطر إلى التنازل عن بعض سياساته من أجل السعي إلى التعاون مع الآخرين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ترمب صداع لإيشيبا
ويحاول إيشيبا (67 سنة) ترتيب اجتماع مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في وقت لاحق من هذا الشهر، حينما يسافر إلى البيرو لحضور قمة اقتصادية.
وأعرب محللون عن مخاوفهم من أن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة المحتملة على السلع الصينية واليابانية في عهد ترمب قد تؤدي إلى زيادة التضخم.
وقد تطالب إدارة ترمب اليابان أيضاً بزيادة إنفاقها الدفاعي، أو دفع الشركات اليابانية إلى توسيع مصانعها في الولايات المتحدة.
وكتب هيديو كومانو، كبير خبراء الاقتصاد في معهد "داي-إيتشي" للأبحاث، في مذكرة "لا بد أن إيشيبا هو الذي يشعر بأشد صداع بسبب فوز ترمب".
وأوضح كومانو أنه من المرجح أن تضغط واشنطن والمشرعين المحليين عليه من أجل زيادة الإنفاق العام وخفض الضرائب في الوقت ذاته.
وتبلغ نسبة التأييد لحكومة إيشيبا أكثر من 30 في المئة، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن غالبية الجمهور ترى أنه ينبغي أن يبقى رئيساً للوزراء.
وفي تطور مفاجئ، اعترف رئيس "الحزب الديمقراطي التقدمي" يويتشيرو تاماكي اليوم الإثنين بعلاقة خارج نطاق الزواج نشرتها إحدى الصحف الشعبية.
وقال للصحافيين "اعتذر عن التسبب في مثل هذا الاضطراب".
وقرر حزبه في وقت لاحق الإبقاء عليه كزعيم.
سخط داخلي
ويتعين على إيشيبا أيضاً التعامل مع السخط داخل حزبه، إذ فقد الحزب الذي حكم اليابان طوال تاريخها ما بعد الحرب العالمية الثانية تقريباً، عشرات المقاعد - بما في ذلك الوزراء - في انتخابات الشهر الماضي.
وقال إيواي "إن لم يحسن من دعمه الشعبي، فإن أولئك داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي قد يبدأون في القول إنهم لا يستطيعون خوض انتخابات مجلس الشيوخ تحت قيادة إيشيبا العام المقبل والبحث عن زعيم آخر".
يذكر أن "الحزب الديمقراطي الحر" وشريكه الأصغر في الائتلاف الحاكم "حزب كوميتو" فازا بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، لكنهما خسرا الغالبية التي كانا يتمتعان بها منذ عام 2012، مما يجعل إيشيبا في حاجة إلى دعم الأحزاب المعارضة الصغيرة من أجل تمرير أجندته السياسية.
ومن المقرر أن تجري اليابان انتخابات مجلس الشيوخ العام المقبل، وقد تكون الغالبية الضئيلة للائتلاف الحاكم في خطر أيضاً إذا أخفق إيشيبا في إعادة بناء الثقة لدى الشعب التي اهتزت بسبب فضيحة تتعلق بتبرعات غير مسجلة لصالح بعض النواب.