ملخص
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن ما أوردته "واشنطن بوست"، "لا يمت للواقع بأي صلة على الإطلاق، هذا مجرد اختلاق... هذا ببساطة نبأ كاذب"، مضيفاً "حتى الآن، ليس هناك من خطط ملموسة" لإجراء مثل هذه المحادثات.
نفى الكرملين الإثنين ما أوردته صحيفة أميركية بشأن اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مشيراً الى أن موسكو لم تتلق بعد أي مؤشرات من حلفاء كييف الغربيين عن استعدادهم للبحث في سبل إنهاء حرب أوكرانيا.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أفادت الأحد نقلاً عن مصادر لم تكشفها بأن ترمب الذي سيُنصّب رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) 2025، تحدث إلى الرئيس الروسي وحضّه على عدم تصعيد الحرب في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن ما أوردته الصحيفة "لا يمت للواقع بأي صلة على الإطلاق، هذا مجرد اختلاق... هذا ببساطة نبأ كاذب"، مضيفاً "حتى الآن، ليس هناك من خطط ملموسة" لإجراء مثل هذه المحادثات. وقد أبدى الرجلان الأسبوع الماضي استعدادهما للتحادث.
مكالمات الفترة الانتقالية
وقال متحدث باسم الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "لن يعلق على المكالمات الخاصة بين الرئيس ترمب وقادة آخرين". وكان ترمب تحدث الأسبوع الماضي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ورداً على استفسار لوكالة الصحافة الفرنسية، أشار مسؤول كبير في الرئاسة الأوكرانية أيضاً إلى عدم وجود تأكيد لهذا الاتصال أو بحقيقة أنه كان يتعلق بالنزاع في أوكرانيا.
وقال بيسكوف "من جانبنا، نواصل العملية العسكرية الخاصة"، مستخدماً المصطلح الروسي الرسمي للحرب على أوكرانيا.
وبعد مرور أكثر من عامين ونصف العام على شن روسيا هجومها على أوكرانيا، تطالب موسكو التي تتقدم قواتها ميدانياً، أوكرانيا بالاستسلام والتنازل عن جزء كبير من أراضيها والتخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وكلّها شروط غير مقبولة بالنسبة إلى كييف.
صعوبات ميدانية
وتواجه القوات الأوكرانية صعوبات ميدانية خصوصاً في شرق البلاد، تعود بشكل رئيس إلى نقص العديد والعتاد، إضافة إلى تأخر المساعدات العسكرية الغربية، فيما يواصل الجيش الروسي التقدم التدريجي الذي يحققه منذ أشهر في شرق أوكرانيا.
وبعد هجمات متبادلة بمسيّرات على نطاق غير مسبوق في نهاية هذا الأسبوع، قُتل ستة أشخاص على الأقل ليل الأحد- الاثنين وأصيب نحو عشرين آخرين في هجمات روسية في ميكولايف وزابوريجيا في جنوب أوكرانيا، وفقاً للسلطات المحلية.
وفي أخبار سيئة إضافية بالنسبة إلى أوكرانيا، وقّع بوتين معاهدة دفاع مشترك مع بيونغ يانغ الأحد تزامناً مع تحذير الغرب من التصعيد الكبير في الصراع والمتمثل في مشاركة آلاف الجنود الكوريين الشماليين في القتال.
وتتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو بنشر جنود من حليفتها كوريا الشمالية في منطقة كورسك بجنوب روسيا، حيث شنّ الجيش الأوكراني عملية عسكرية مباغتة في أغسطس (آب) الماضي، أتاحت له السيطرة على مساحة واسعة تُقدّر بمئات الكيلومترات. وتقول كييف إن الجنود الكوريين الشماليين بدأوا القتال إلى جانب الجيش الروسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قلق أوروبي
كما أن انتخاب ترمب الذي قال خلال حملته الانتخابية مراراً إنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا "في 24 ساعة"، يثير قلق أوكرانيا والأوروبيين من وقف الرئيس الأميركي الجديد المساعدات المخصصة لأوكرانيا في الأشهر المقبلة.
لكن المستشار الألماني أولاف شولتز تحدث مع ترمب الأحد وأعلنا أنهما "مستعدان للعمل معاً من أجل عودة السلام إلى أوروبا"، وفق ما أعلنت الحكومة الألمانية.
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الإثنين من أن الرئيس الروسي قد يستغل الفترة الانتقالية بعد الانتخابات الأميركية لدفع تقدم موسكو في أوكرانيا، داعية إلى زيادة المساعدات.
وقالت بيربوك في مؤتمر في برلين، "ليس لدينا وقت للانتظار حتى الربيع. الآن هي مرحلة الانتقال التي كان بوتين ينتظرها ويهدف إليها".
ورأت بيربوك أن الحرب تمر بمرحلة حاسمة وأن الدفاعات الجوية في كييف في حاجة ماسة إلى التعزيز.
وأكدت أنه قبل الانتخابات الأميركية "كانت هناك هجمات بطائرات مسيّرة على كييف أكثر من أي وقت مضى، واستهدفت العاصمة عمداً"، موضحة "لقد وصلت الحرب إلى بعد جديد".
وقالت الوزيرة الألمانية، في ما بدا وكأنه نداء لتخفيف قواعد الديون الألمانية التي كانت في قلب الخلافات السياسية الأخيرة، "نحن الآن بحاجة، إضافة إلى التدابير على المستوى الأوروبي، إلى المزيد من الموارد المالية في الموازنة".
وأشارت إلى أن هدف إنفاق 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع كما حدده حلف شمال الأطلسي "لم يعد كافياً في الوضع الحالي".
ولتقليل حالة عدم اليقين السياسي وتمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق بشأن موازنة العام المقبل، حثت على توضيح الجدول الزمني للانتخابات المقبلة في ألمانيا.
لا مؤشرات بحسب روسيا
وبحسب بيسكوف، فإن بوتين كرر الأسبوع الماضي "أنه منفتح على أي مفاوضات" مع الغرب بشأن أوكرانيا، لكن "لم يتم إرسال أي إشارة" منهم. وأضاف "إذا قالوا إن الإشارات ستصل، فيجب انتظارها. في الوقت الراهن، لم تصل أي إشارة".
وعلى رغم أن المسؤولين الروس يعلنون عن استعدادهم للحوار، فهم يكررون أن ذلك يجب أن يتم وفقاً للوقائع الميدانية على الجبهة.
قال رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إن الغرب يجب أن يتفاوض مع موسكو بشأن أوكرانيا من أجل تجنّب "تدمير الشعب الأوكراني".
وصرح شويغو خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين من دول مجاورة لروسيا، "الآن بما أن الوضع في ساحة المعارك ليس مؤاتياً لنظام كييف، أصبح لدى الغرب خياران: مواصلة تمويله (أوكرانيا) وتدمير الشعب الأوكراني أو الاعتراف بالواقع الراهن وبدء التفاوض".
ويزور شويغو الصين الإثنين والثلاثاء لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين.