التقى زعماء وقادة الدول العربية والإسلامية اليوم الإثنين في الرياض خلال قمة عربية وإسلامية غير عادية في شأن الأوضاع ضمن غزة ولبنان بهدف توحيد الرؤى والمواقف ومتابعة مخرجات قمة مشتركة مماثلة عقدت العام الماضي قبل اتساع نطاق الصراع بالمنطقة.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الكلمة الافتتاحية، "تنعقد هذه القمة امتداداً للقمة المشتركة السابقة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة على الشعب الفلسطيني الشقيق واتساع نطاق تلك الاعتداءات على الجمهورية اللبنانية الشقيقة".
صدور قرار عن #القمة_العربية_والإسلامية غير العادية، التي اختتمت أعمالها في الرياض اليوم.https://t.co/gNkibK6GQh#واس pic.twitter.com/Ql8ECBnnpC
— واس الأخبار الملكية (@spagov) November 11, 2024
وندد الأمير محمد بن سلمان بما وصفها بأنها "إبادة جماعية" ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين، وقال "نؤكد في هذا الصدد إدانتنا ورفضنا القاطع لهذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين".
ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان خلال انطلاق القمة المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، التي شارك فيها قادة عرب ومسلمون من أكثر من 50 دولة.
وقال ولي العهد السعودي إن على المجتمع الدولي أن "يوقف على الفور الإجراءات الإسرائيلية ضد إخواننا في فلسطين ولبنان"، ودان الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة باعتبارها "إبادة جماعية".
وأضاف أن السعودية "تؤكد وقوفها إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان لتجاوز التبعات الإنسانية الكارثية للعدوان الإسرائيلي المتواصل".
كما ندد الأمير محمد بن سلمان بمنع إسرائيل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من متابعة أعمالها في الأراضي الفلسطينية وإعاقة عمل المنظمات الإنسانية.
وأعرب عن إدانة السعودية "العميقة للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي اللبنانية، ونرفض تهديد أمن لبنان واستقراره وانتهاك سلامته الإقليمية وتهجير مواطنيه".
وحث ولي العهد السعودي أيضاً المجتمع الدولي على منع إسرائيل من مهاجمة إيران واحترام سيادتها. وأكد على أهمية مواصلة الجهود المشتركة لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيراً إلى أهمية إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي ومملكة النرويج.
عواقب التغاضي الدولي
ويؤكد مشروع البيان الختامي للقمة "الدعم الراسخ" لـ"الحقوق الوطنية المشروعة" للشعب الفلسطيني، "وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة".
وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السعودية عقد القمة خلال الاجتماع الأول لتحالف دولي أنشئ بغرض الدفع قدماً بحلّ الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي–الفلسطيني.
وتأتي القمة بعد عام من مثيلتها المشتركة التي دان فيه المجتمعون "همجية" إسرائيل في قطاع غزة.
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قال من جهته إن "قمة اليوم تحمل رسالة واضحة بأن العالم لا يستطيع أن يتحمل عواقب إدارة ظهره لهذه المقتلة المتواصلة".
وأضاف، "المطلوب هو وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، والمطلوب هو مسار يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين في أسرع وقت ممكن وبرعاية دولية وبالتزام حقيقي بتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، والمطلوب كذلك هو وقف إطلاق نار في لبنان يستند إلى تنفيذ القرار (1701) بكافة مندرجاته ويحقق الأمن على جانبي الحدود".
عباس يؤكد استعداد السلطة لإدارة غزة
ودعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمام القمة، إلى "وقف العدوان (الإسرائيلي) وتأمين وصول الحاجات الإنسانية وانسحاب الاحتلال من القطاع ورفض مخططات فصله عن الضفة وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية".
ودعا عباس الدول العربية والإسلامية إلى مطالبة مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بتعليق عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية ما لم تلتزم بالقانون الدولي، وطالب دول العالم بمراجعة علاقاتها مع إسرائيل.
وأكد عباس أن العمل جار على وضع الآليات واللجان والأجهزة اللازمة للسلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ميقاتي: لبنان يمر بـ"أزمة تاريخية مصيرية"
من جانبه أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمام قمة الرياض، أن "أزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة" تعصف ببلاده إذ بدأت إسرائيل منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي حملة عسكرية مكثفة ضد "حزب الله".
وبعد عام من فتح الحزب جبهة عبر الحدود إسناداً لقطاع غزة، كثفت إسرائيل في الـ23 من سبتمبر الماضي غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية، وأعلنت في الـ30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
وقال ميقاتي إنه "لا يجوز ولا يمكن أن تستمر إسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد علة وجوده من دون حسيب أو رقيب". وشدد رئيس الوزراء اللبناني على أن "الأساس يبقى وقف العدوان المستمر على لبنان فوراً وإعلان وقف إطلاق النار... مع تأكيد التزام الحكومة اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم (1701) بكل مندرجاته".
ولفت ميقاتي أيضاً إلى "تعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دولياً".
وأرسى القرار (1701) وقفاً للأعمال الحربية بين إسرائيل و"حزب الله" بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.
وينص القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
وإذ طالب المجتمع الدولي بمواصلة إرسال المساعدات إلى لبنان، دعا ميقاتي إلى "الامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية عبر دعم هذه الفئة أو تلك، بل دعم لبنان الدولة والكيان".
إيران تنتظر أفعال ترمب
واعتبر نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف، في كلمته أمام قمة الرياض، أن "العالم ينتظر" من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنهاء حروب إسرائيل مع "حماس" و"حزب الله"، "على الفور".
وقال عارف إن عمليات "القتل المستهدف التي يتم خلالها قتل نخب فلسطينية وزعماء بلدان أخرى في المنطقة واحداً تلو الآخر أو بصورة جماعية، ليست سوى خروج عن القانون وإرهاب منظم".
ودعا جميع قادة الدول وممثليها المشاركين في قمة الرياض إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان فوراً والسماح بإيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني بصورة عاجلة وتطبيق حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.