أزمات التحكيم في الدوري الإنجليزي عرض مستمر

سيطرت خلال الساعات الأخيرة حالة من الجدل في الدوري الإنجليزي الممتاز حول ما يتعلق بالتحكيم في البطولة، وذلك بعد ظهور تسريب خاص بأحد الحكام يوجه بعض الكلمات غير اللائقة لنادي ليفربول الإنجليزي ومدربه السابق الألماني يورغن كلوب، وهو ما عرض الحكم للعقوبة بسبب عدم حياده الذي ظهر في مقطع الفيديو المسرب.

وأصدرت لجنة الحكام برابطة الدوري الإنجليزي قراراً بمعاقبة الحكم ديفيد كوت، وذلك بعد ظهوره في مقطع فيديو رفقة زميل له أثناء توجيه سباب لنادي ليفربول، وهو ما يخالف اللوائح بعدم إظهار الحكم أي انتماء أو عداء تجاه أحد الفرق المتنافسة في البطولة التي يقوم بإدارة المباريات خلالها.

وكان كوت أدار المباراة الأخيرة لليفربول أمام أستون فيلا ضمن الجولة الـ11 من الدوري الإنجليزي الممتاز، التي انتهت بفوز "الريدز" بنتيجة (2-0)، ولكن نال الحكم بعد ظهور مقطع الفيديو هجوم قوي من الجماهير، وبدأت تظهر له خلافاته السابقة خصوصاً مع كلوب في مباراة سابقة، وكانت ضد بيرنلي عام 2020 التي انتهت بنتيجة (1-1)، وظهر المدرب الألماني ولاعبو "الريدز" غاضبين من بعض القرارات في المباراة، وأشارت الجماهير أيضاً إلى بعض المشاهد الخاصة بمشادات بين المدرب الألماني في إحدى مباريات الدوري الإنجليزي في عام 2022، وهو ما زاد من إثارة الجدل.

ولم تكن فقط هذه المشاهد التي ورطت كوت مع جماهير ليفربول، إذ هناك أكثر من حالة جدلية وضعته في مرمى نيرانهم خلال المواسم الماضية، وهي مطالبتهم بركلة جزاء في الموسم الماضي أمام أرسنال بعد لمسة يد واضحة على مارتن أوديغارد بحسب وصفهم.

وأشارت صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية، إلى أن عودة الحكم لإدارة مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز صعبة للغاية، بعد أن أظهر عداءه لأحد الأندية المشاركة في البطولة.

وأكدت الجهة المسؤولة عن الأزمة أن التحقيق سيجرى في البداية على التأكد من صحة الفيديو، بأنه غير مزيف أو عدل باستخدام الذكاء الاصطناعي، قبل اتخاذ أي قرار في شأن هذا الحكم، وذلك ما حدث خلال الساعات الماضية، إذ اعترف كوت اعترف بأن هذا الفيديو صحيحاً، ولكنه لم يتذكر ما قاله في الفيديو كاملة آنذاك.

وعكست الأزمة الجدل الذي سيطر على منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسمين الماضيين، وكانت من الحالات التي أثارت مشكلة كبيرة هو إلغاء هدف ليفربول في بداية الموسم الماضي أمام توتنهام هوتسبير في الجولة السابعة من البطولة، وكشفت لجنة الحكام الإنجليزية وقتها عن التسجيل الصوتي لطاقم حكام المباراة، بعد اعترافهم بصحة الهدف الملغى بداعي التسلل الذي أحرزه لويس دياز في اللقاء، وقالت اللجنة آنذاك "كما ذكرنا، اعترفنا في بيان بحدوث خطأ بشري كبير خلال المباراة، الذي ندرك أنه كان يجب أن يؤدي إلى احتساب هدف من خلال تدخل تقنية الفيديو".

وكشفت اللجنة عن أن القرار جاء بسبب عدم التركيز من طاقم الحكام، حين لم ينتبه حكم الفيديو المساعد لقرار حكم الساحة، وقال له "اكتمل التحقق" على أساس أنه احتسب هدفاً، وهو ما تم عكسه داخل أرض الملعب، ليستأنف اللعب، وكشفت تقارير صحافية وقتها عن إيقاف الطاقم من إدارة المباريات.

وكانت أخطاء الموسم الماضي دافعاً لقيام لجنة الحكام ببعض التعديلات في مبادرة من رئيسها الحالي هاورد ويب، ومن ضمنها إطلاق حساب رسمي عبر منصة "إكس" توضح خلاله لجنة التحكيم تفاصيل القرارات الجدلية في مباريات الموسم الحالي، بجانب كشف الحكام عن انتمائهم للمسؤولين لإبعادهم عن إدارة المباريات المتعلقة بأنديتهم.

وقال ويب في تصريحات صحافية عن هذا القرار قائلاً "سيطلب من كل حكم الكشف عن انتمائه قبل الموسم وأي مصالح محددة مع أي فريق، وسنراجع كل هذه العوامل في تعيينات المباريات، حتى لا يكون هناك تضارب مصالح لحكم باعتباره مشجعاً للنادي أو لعب له سابقاً أو هناك أية علاقات شخصية مع من يعملون في هذا النادي، وسيتم تقييم كل هذه العوامل".

واستمرت بعض الحالات التحكيمية الجدلية في الموسم الحالي، مما يثير أزمات الدوري الإنجليزي في هذا الشأن مع محاولات لتفادي هذه الأحداث، وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص من أجل منافسة نزيهة في أقوى دوريات العالم.