ملخص
تؤثر هذه الحالة على واحدة من كل 5 آلاف امرأة تقريباً، وعلى رغم أن النساء المصابات بهذه الحالة لديهن مبايض تعمل بشكل طبيعي، إلا أنهن غالباً لا يستطعن الحمل
ولدت أندريا تريغو بمتلازمة "ماير روكيتانسكي كوستر هاوزر" (MRKH)، وهي حالة نادرة تولد فيها الإناث بلا رحم أو مهبل أو عنق رحم.
في مراهقتها، كانت أندريا محاطة بأصدقائها وزملائها الذين كانوا يمرون بمرحلة البلوغ، وعندما بلغت سن الخامسة عشرة ولم تظهر لديها علامات الدورة الشهرية، أخذتها والدتها للطبيب للحصول على المشورة.
تروي أندريا، البالغة الآن 41 سنة، لـ "اندبندنت": "قال الطبيب إن بعض الفتيات يتأخرن في البلوغ، وطلب منا الانتظار. في العام التالي زرناه مرة أخرى، فطلب الانتظار عاماً آخر. لكن عندما بلغت السابعة عشرة، قال الطبيب: ‘علينا التحقق بعمق في الأمر’".
أجرت أندريا، التي تعمل الآن كممرضة، فحوصات دم كانت نتائجها طبيعية، إضافة إلى تصوير بالموجات فوق الصوتية لمنطقة الحوض، والذي لم يُظهر شيئاً غير طبيعي.
تضيف: "صرفوا لي حبوب منع الحمل لتحفيز النزيف، وطلبوا مني زيادة الوزن، لكن ذلك لم يُجدِ نفعاً. لم يكن هناك أي مؤشر حقيقي حتى زرت طبيبة أمراض نسائية حاولت إجراء فحص جسدي، وكان مؤلماً للغاية. حينها أخبرتني للمرة الأولى: ‘أعتقد أنك ربما ولدتِ بلا رحم’".
لاحقاً، قام طبيب آخر بتأكيد التشخيص، وأخبرها بأنها تفتقر إلى الرحم، وأن الجزء العلوي من المهبل مفقود أيضاً، مما استدعى تحويلها لجراحة ترميمية.
تقول أندريا: "لم أكن أعرف أنه يمكن للمرأة أن تولد بلا رحم. وكان سؤالي الأول: هل يعني ذلك أنني لن أستطيع الإنجاب؟ أجابتني الطبيبة: ‘أعتقد أنه لن يكون بإمكانك إنجاب الأطفال’. كررت السؤال مرات عدة، وأتذكر أنني بكيت وشعرت بالوحدة؛ لم أكن أعلم أن هناك من يعانون من المشكلة ذاتها".
وُلدت أندريا بمتلازمة "ماير روكيتانسكي كوستر هاوزر" MRKH، وهي حالة تعني أنها وُلدت من دون رحم أو مهبل أو عنق رحم.
تؤثر هذه الحالة على واحدة من كل 5 آلاف امرأة تقريباً، وعلى رغم أن النساء المصابات بهذه الحالة لديهن مبايض تعمل بشكل طبيعي، إلا أنهن غالباً لا يستطعن الحمل.
في اليوم الذي تلقت فيه السيدة تريغو تشخيص حالتها، خرجت من العيادة مع والدتها – التي كانت تحمل شقيقتها الصغيرة بين يديها – وبكتا معاً.
تقول: "لم أكن حتى قد فكرت في ما إذا كنت أرغب في إنجاب أطفال أم لا، لأنني كنت صغيرة جداً في العمر. لكن كل تلك الأحلام سُلِبت مني".
بعد البلوغ، خضعت أندريا لجراحة ترميمية للمهبل، وتستذكر كيف كان من الصعب عليها الجمع بين عامها الأول كطالبة تمريض وفترة التعافي، بينما كان من حولها يستمتعون بتجاربهم الجامعية المعتادة.
تقول: "كان زملائي يعيشون التجارب الجامعية الاعتيادية – مثل التدريب العملي، والخروج، واللقاءات الأولى، بينما كنت أنا أواجه أسئلة كبيرة حول هويتي، وأسأل نفسي: ‘هل أنا حقاً امرأة؟’".
تقول إنه لم يكن إلا بعد الجراحة بدأت تتقبل حقيقة أن التأثير الأكبر لتشخيصها كان عقمها، وتضيف: "بما أن مشكلة الجنس قد حُلَّت، بات العقم مرضاً دائماً. وإذا أردت الإنجاب يوماً ما، سأحتاج إلى أم بديلة، وهو أمر معقد للغاية".
في الوقت الحالي، تقول أندريا: "قررنا أنا وزوجي عدم السعي للبحث عن أم بديلة".
أسست أندريا شركة Enhanced Fertility، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي والتشخيص عن بُعد، مثل اختبارات الدم والسائل المنوي، إضافة إلى الفحوصات والأشعة، لمساعدة الأشخاص في تحسين خصوبتهم.
تضيف: "هناك الكثير من الناس الذين يعانون من العقم، لكن نادراً ما يتحدثون عن ذلك. لقد نشأنا على أن العقم ليس مشكلة كبيرة. نسمع دائماً أن الفتى والفتاة إذا مارسا الجنس، سيحدث الحمل بسهولة وسرعة".
وتشير أندريا، التي تعيش في غرب لندن، إلى إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي تُقدر أن واحداً من كل ستة أشخاص يعاني من العقم.
تختتم بقولها: "أردت أن أكرس حياتي لإيجاد معنى إيجابي لتشخيصي، ولهذا السبب أقوم بما أقوم به. أريد مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الخصوبة على معرفة السبب، وأتمنى أن أتمكن من مساعدتهم على الإنجاب بشكل أسرع".
© The Independent