ملخص
استهدفت الغارة التي تعد الأبعد عن الحدود اللبنانية- الإسرائيلية منذ بدء الحرب المفتوحة بين الدولة العبرية و"حزب الله"، مبنى يقيم فيه نحو 30 شخصاً، ويؤكد مالك العقار أن المبنى به عائلة جاءت من جنوب لبنان "قبل 40 يوماً" للفرار من عمليات القصف الإسرائيلية، مضيفاً "في الطابق الأول كانت هناك عائلة قدمت من سوريا منذ نحو 10 أعوام".
في بلدة عين يعقوب الواقعة في أقصى شمال لبنان، تهيمن الصدمة والغضب على السكان اليوم الثلاثاء، فيما يواصل مسعفون البحث بأيديهم بين أنقاض مبنى كانت تقطنه عائلات نازحة، استهدفته غارة إسرائيلية مساء أمس الإثنين.
لم يبق شيء من المبنى الصغير الواقع في البلدة التي كان يعتقد قاطنوها أنها في مأمن من الحرب بين إسرائيل و"حزب الله".
واستهدفت الغارة التي تعد الأبعد عن الحدود اللبنانية- الإسرائيلية منذ بدء الحرب المفتوحة بين الدولة العبرية و"حزب الله"، مبنى يقيم فيه نحو 30 شخصاً.
وأعلنت وزارة الصحة حصيلة أولية بلغت ثمانية قتلى، لكن يرجح أن ترتفع وفق مسعفين.
صباح اليوم الثلاثاء، تركزت أعمال البحث على الأشلاء بعدما عمد المسعفون ليلاً إلى إزالة الركام وانتشال الضحايا، على أضواء السيارات والهواتف المحمولة في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
يقول مصطفى حمزة وهو أحد سكان البلدة، "إنها مجزرة لا يمكن وصفها"، مضيفاً أن "المبنى انهار بالكامل"، مشيراً إلى وجود "عدد كبير من الشهداء وأشلاء متناثرة على الطريق وعدد كبير من الجرحى".
ويوضح حمزة أن "كل أهالي المنطقة يحاولون المساعدة في انتشال الضحايا"، مضيفاً "استهدفوا المبنى من دون أي إنذار، إنها مجزرة لا يمكن وصفها".
ويؤكد هاشم هاشم مالك المبنى المستهدف "الأشخاص الذين يقطنون في المبنى هم خالي وزوجته وأقرباؤهما وأطفالهم".
ويوضح أن العائلة جاءت من جنوب لبنان "قبل 40 يوماً" للفرار من عمليات القصف الإسرائيلية، مضيفاً "في الطابق الأول كانت هناك عائلة قدمت من سوريا منذ نحو 10 أعوام".
تقع بلدة عين يعقوب الحرجية والجبلية النائية وسكانها من المسلمين السنة والمسيحيين، في منطقة عكار المحرومة على بعد نحو 150 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية، وهي قريبة من سوريا.
وهذه من المرات القليلة التي تستهدف فيها قرى في عكار، لا سيما أن الغارات التي طاولت المنطقة في السابق تركزت على معابر حدودية تربط لبنان بسوريا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد عام من فتح "حزب الله" اللبناني جبهة عبر الحدود إسناداً لحليفته حركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة، كثفت الدولة العبرية في 23 سبتمبر (أيلول) غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
وقضى أكثر من 3240 شخصاً في لبنان غالبيتهم من المدنيين وفق وزارة الصحة اللبنانية منذ بدء تبادل القصف بين الجانبين عبر الحدود.
وتشن إسرائيل بين الحين والآخر غارات عنيفة على بلدات وقرى تقع خارج معاقل الحزب تستهدف سيارات أو أفراداً أو شققاً سكنية، وتحدثت تقارير مرات عدة عن ارتباط الأهداف بـ"حزب الله".
ويثير ذلك حساسيات وارتياباً وتوترات في المناطق التي يريد سكانها أن يبقوا في منأى من الحرب.
وأفاد مصدر أمني بأن الشخص المستهدف هو عضو في "حزب الله"، فيما قال الجيش الإسرائيلي، إن غارة عين يعقوب استهدفت "إرهابياً" في "حزب الله"، مضيفاً أن الصاروخ المستخدم فيها إنما كان الهدف منه تجنب إلحاق الضرر بمدنيين.
وأول من أمس الأحد، شن الجيش الإسرائيلي غارة على بلدة علمات التي تقطنها غالبية شيعية في قضاء جبيل ذي الغالبية المسيحية، وتقع على بعد نحو 30 كيلومتراً من العاصمة بيروت، وأسفرت الغارة عن مقتل 23 شخصاً في الأقل، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
وفي الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى في بلدة برجا الساحلية الواقعة على مسافة أكثر من 20 كيلومتراً إلى الجنوب من بيروت، وأسفرت عن مقتل 20 شخصاً في الأقل، بحسب وزارة الصحة.
وقتل 21 شخصاً في الأقل في 14 أكتوبر (تشرين الأول)، جراء غارة استهدفت بلدة أيطو المسيحية في قضاء زغرتا في شمال لبنان.