ملخص
أكدت إدارة جو بايدن أنها تعتزم في الفترة المقبلة إنفاق ما تبقى من التمويل المخصص لدعم أوكرانيا، والبالغ أكثر من 9 مليارات دولار التي خصصها الكونغرس للأسلحة وغيرها من المساعدات الأمنية لأوكرانيا.
أطلقت السلطات الأوكرانية إنذاراً جوياً في كل أرجاء البلاد اليوم الأربعاء فيما حذرت الرئاسة من هجوم صاروخي على كييف، وكتب مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، أندريي يرماك عبر تلغرام أن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين يشن هجوماً صاورخياً على كييف".
وحذر سلاح الجو الأوكراني الأربعاء من أن صاروخاً دخل المجال الجوي للبلاد باتجاه العاصمة كييف، وكتب عبر تلغرام "انتباه! صاروخ في منطقة شيرنيهيف في طريقه إلى منطقة كييف".
اغتيال ضابط روسي
في المقابل، نفذت أوكرانيا "عملية خاصة" لـ"تصفية" ضابط في أسطول البحر الأسود الروسي قضى الأربعاء في انفجار سيارة مفخخة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إلى أراضيها، على ما أفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المصدر "إنها عملية خاصة ناجحة لجهاز الأمن الأوكراني"، مضيفاً أن الضابط "مجرم حرب أمر بإطلاق صواريخ كروز من البحر الأسود على أهداف مدنية في أوكرانيا" ويشكّل "هدفاً مشروعاً تماماً".
لقي جندي روسي حتفه في مدينة سيفاستوبول المحتلة في شبه جزيرة القرم جراء انفجار قنبلة زرعت تحت سيارة اليوم الأربعاء، فيما قال مصدر أمني في كييف إن العملية استهداف أوكراني لمسؤول كبير في البحرية متهم بارتكاب جرائم حرب.
وقالت لجنة التحقيق الروسية المسؤولة عن التحقيق في الجرائم الخطرة في بيان، إنها تعد الجريمة عملاً إرهابياً تضمن انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع مما أودى بحياة عسكري لم تكشف اللجنة عن هويته.
وقال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لـ"رويترز" إن الانفجار أدى إلى مقتل فاليري ترانكوفسكي وهو ربان بحري روسي يتولى قيادة مقر اللواء 41 للسفن المزودة بالصواريخ التابعة لأسطول البحر الأسود.
وأضاف أن العملية نفذتها أجهزة الأمن الأوكرانية ووصفها بأنها مشروعة ومتماشية مع أعراف الحرب، واتهم ترانكوفسكي بارتكاب جرائم حرب لإصداره أوامر بشن ضربات صاروخية على أهداف مدنية في أوكرانيا.
وتستخدم روسيا سفناً حربية من أسطولها في البحر الأسود فضلاً عن قاذفات استراتيجية لشن هجمات صاروخية على أهداف في أنحاء أوكرانيا، مما أدى إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين، وتنفي روسيا استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية.
موقف ألماني
أكد المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الأربعاء أن ألمانيا لن تترك أوكرانيا تواجه "وحدها" روسيا، وقال أمام مجلس النواب الألماني إن أوكرانيا يمكنها "الاعتماد على بلادنا وتضامننا".
وأضاف شولتز "إحدى المهام التي تواجهنا في أوروبا واضحة جداً، وعلينا أن نضمن أن تكون لأوكرانيا كونها دولة ديمقراطية وصاحبة سيادة، فرص جيدة"، وفي الوقت نفسه أعاد تأكيد معارضته استخدام كييف الأسلحة الألمانية بعيدة المدى لصد الحرب الروسية.
وقال المستشار الألماني "أعارض استخدام الأسلحة التي نسلمها إلى كييف لإطلاق النار داخل الأراضي الروسية"، مشدداً على ضرورة أن تواصل ألمانيا بذل كل ما في وسعها "لضمان عدم تفاقم هذه الحرب".
ومن جهة ثانية، أكد شولتز أن على ألمانيا "بذل كل ما في وسعها" بعد انتخاب دونالد ترمب للحفاظ على علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة والتي تعد "أساساً لنجاح" الاقتصاد في أوروبا.
وأشار شولتز إلى أنه أجرى "محادثة جيدة" مع دونالد ترمب بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وقال أمام مجلس النواب الألماني "علينا أن نواصل بذل كل ما في وسعنا لضمان استمرار تطور هذه العلاقات بصورة جيدة خلال العقود المقبلة، بغض النظر عن الحكومة القائمة هنا أو هناك".
جنود كوريا الشمالية
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش زيارة يقوم بها إلى بروكسل للقاء مسؤولي حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أن انخراط كوريا الشمالية في حرب أوكرانيا يستدعي "رداً حازماً".
وقال بلينكن في تصريح صحافي إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته "انخرطت القوات الكورية الشمالية في الصراع وحالياً في القتال، وهذا العامل الجديد يستدعي رداً حازماً سيحصل".
وكشفت وزارة الخارجية الأميركية أمس الثلاثاء، أن جنوداً كوريين شماليين بدأوا "المشاركة في عمليات قتالية" إلى جانب الجيش الروسي عند الحدود مع أوكرانيا، معبرة عن قلقها من استعانة روسيا بكوريا الشمالية لإرسال جنود للمشاركة في حربها على أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل للصحافيين، "اليوم أستطيع أن أؤكد أن أكثر من 10 آلاف جندي من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تم إرسالهم إلى شرق روسيا، وانتقل معظمهم إلى منطقة كورسك أوبلاست في أقصى الغرب، حيث بدأوا المشاركة في عمليات قتالية إلى جانب القوات الروسية".
موسكو تستعد لهجوم في جنوب أوكرانيا
عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيداً لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما أكد متحدث باسم الجيش الأوكراني أمس الثلاثاء.
ويمثل الهجوم الروسي في منطقة زابوريجيا الجنوبية تحدياً للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبة بالفعل على الجبهة الشرقية، ولا يزال منخرطاً في عملية هجومية في منطقة كورسك الروسية، على الحدود الشمالية.
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، فلاديسلاف فولوشين، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الروس يستعدون منذ فترة، منذ عدة أسابيع، لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات، لا سيما باتجاه زابوريجيا".
وأوضح أن الجيش الروسي يعزز قواته، خصوصاً في مناطق فريميفكا وغوليابول وروبوتيني. وأضاف، "كل يوم يقوم باستطلاع جوي وفني هناك، ويتزود بالذخيرة. منذ عدة أسابيع، يستعد العدو لاستخدام المدرعات".
وامتنع فولوشين عن تحديد عدد الجنود الروس المحتشدين في هذا القطاع من الجبهة، لكنه أشار إلى أن مجموعات صغيرة تشن بالفعل هجمات كل يوم. وأكد أن القوات الأوكرانية عززت خطوط دفاعها وهي مستعدة لصد هجوم واسع النطاق.
في الصيف الماضي، شنت القوات الأوكرانية هجوماً واسع النطاق لاستعادة منطقتي زابوريجيا وخيرسون في جنوب البلاد، لكنها فشلت في إحراز تقدم ملموس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن موسكو حشدت 50 ألف جندي، بينهم كوريون شماليون، في محاولة لدحر القوات الأوكرانية التي تسيطر منذ نحو ثلاثة أشهر على جزء من منطقة كورسك الحدودية الروسية.
الدعم الأميركي
وتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بروكسل حيث يجري اليوم الأربعاء، محادثات طارئة مع الأوروبيين لتسريع المساعدات الموجهة لأوكرانيا على خلفية انتخاب دونالد ترمب رئيساً، بحسب ما أعلنت الوزارة.
وأوضح الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر أن بلينكن سيلتقي اليوم مسؤولي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي "للبحث في دعم أوكرانيا في دفاعها في وجه الهجوم الروسي".
وغادر بلينكن قاعدة أندروز قرب واشنطن، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، بعد تأخير لأكثر من ساعتين بسبب مشكلة تقنية في الطائرة.
ولم تكن زيارة بلينكن معلنة مسبقاً، لكنها تأتي عقب فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية. ولوح الجمهوري خلال حملته بوقف المساعدات لكييف، علماً أن الولايات المتحدة هي أكبر داعمي أوكرانيا بالعتاد العسكري.
وتثير عودة ترمب إلى البيت الأبيض قلقاً في أوكرانيا التي تعتمد على المساعدات العسكرية الخارجية، لا سيما الأميركية، لمواجهة الهجوم الروسي الذي بدأ قبل نحو ثلاث سنوات.
وأعرب ترمب في السابق عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسخر من تقديم 175 مليار دولار من المساعدات الأميركية لكييف منذ الهجوم.
لطالما شدد ترمب الذي سيعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) 2025، على أنه قادر على وضع حد للحرب في أوكرانيا "في يوم واحد".
وفي حين لم يوضح كيف السبيل لذلك، يخشى من أن يسعى إلى إرغام أوكرانيا على تقديم تنازلات لروسيا. بينما أصر مايك والتز الذي يرجح أن يكون مستشار الأمن القومي في الإدارة الجديدة، على أن ترمب قد يضغط أيضاً على بوتين.
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" بحصول اتصال بين ترمب وبوتين بعد يومين من الانتخابات، وهو ما نفاه الكرملين.