Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلاح الجو الإسرائيلي يتجاوز الخطوط الحمراء في سوريا

لم يكتف بقصف المناطق الجنوبية بل وصل إلى ريفي إدلب وحلب شمالاً في سابقة هي الأولى

سلاح الجو الإسرائيلي وصل إلى مناطق شمال وشمال غربي سوريا (اندبندنت عربية)

ملخص

قصفت طائرات إسرائيلية مواقع في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا، أسفرت عن إصابة عسكريين وخسائر مادية وفق الوكالة السورية الرسمية "سانا" حيث شمل القصف مجمع البحوث العلمية في منطقة السفيرة بريف حلب الشمالي، ومعامل الدفاع.

فاقت الضربات الإسرائيلية حدود التوقع إثر ملاحقة المجموعات المرتبطة بإيران على امتداد الساحة السورية، ولم يعد أي هدف بمنأى عن نار الصواريخ الموجهة للداخل، وبأعقاب سلسلة اغتيالات لشخصيات رفيعة وقيادية في "حزب الله" اللبناني وإيرانية في أحياء دمشق، انتقلت تل أبيب إلى حدود وصول القصف من الجنوب إلى أقصى الشمال السوري في سابقة تعد الأولى من نوعها.

ولا يزال قصف مقرات على خطوط التماس شمال البلاد بين القوات النظامية والقوات الموالية لإيران من جهة والتنظيمات المتشددة في إدلب تثير الجدل والتساؤل حول الجرأة التي وصل إليها سلاح الجو الإسرائيلي للوصول إلى مناطق شمال وشمال غربي البلاد، وفي مناطق ينشط بها الجيش الروسي مع اتفاق منع تصادم.

نقاط ومعامل

وكانت طائرات إسرائيلية قصفت مواقع في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا، أسفرت عن إصابة عسكريين وخسائر مادية وفق الوكالة السورية الرسمية "سانا" إذ شمل القصف مجمع البحوث العلمية في منطقة السفيرة بريف حلب الشمالي، ومعامل الدفاع، وتشير تقارير إعلامية عن ضربات طاولت مواقع لمجموعات تتبع "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني على خطوط التماس في سراقب، في ريف إدلب الشرقي.

إجمالي الخسائر البشرية تفضي إلى إصابة 20 عنصراً من القوات الإيرانية والقوات النظامية ومجموعات "حزب الله" ومنها "قوة الرضوان" وفريق من الخبراء يعمل على تصنيع وتطوير الطائرات المسيرة.

وتأتي بالتوازي مع ضربات متتالية وشبه يومية تتركز على قطع طرق الإمداد، وسط وشرق البلاد ولا سيما منطقة القصير في حمص وتشير المعلومات الأولية إلى تدمير عدد من الجسور على نهر العاصي، ومنها جسر الدف، وجسر بيت خضر والجوبانية لسد الطريق على "حزب الله" وطرق إمداده.

ويجزم الفريق الموالي للسلطة ما حدث على جبهة إدلب بأنها تأتي خدمة إسرائيلية للتنظيمات المتطرفة على رغم أنها قصفت مقرات تتبع لـ"حزب الله" وإيران لكنها مواقع يوجه أفرادها سلاحهم في وجه المجموعات والتنظيمات المتشددة المسلحة في الشمال.

 

 

في المقابل ترجح أوساط سياسية محايدة استمرار تل أبيب باستخدام أسلوب جديد يفوق المتوقع لإنهاء الحضور الإيراني بصورة تامة "الحرب على الجنوب اللبناني، والخسائر المتلاحقة التي يتكبدها (حزب الله) اللبناني يعطيان فرصة لتل أبيب بالتوجه شمالاً نحو سوريا، ودحر أي تهديد محتمل لحدودها من قبل فصائل محور المقاومة، وهذا ما يفسر ضرب مستودع ملاصق لقاعدة حميميم الروسية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وضرب جبهات التماس في إدلب يشير إلى هشاشة اتفاق منع التصادم بين موسكو وتل أبيب في سوريا".

وكانت إسرائيل نفذت في وقت سابق غارة جوية في الـ17 من أكتوبر الماضي استهدفت مستودعاً للسلاح يقع على مقربة من قاعدة "حميميم" الجوية الروسية في ريف اللاذقية، غرب سوريا في تطور لافت لم يحدث مذ وجود روسيا الاتحادية العسكري في سوريا منذ الـ30 من سبتمبر (أيلول) عام 2015 بينما الاعتقاد بوصول طائرة إيرانية، وهبوطها بمطار القاعدة وإفراغ حمولتها، ونقلها إلى مستودع قريب كان سبب الضربة للاشتباه في نقل السلاح لـ"حزب الله" اللبناني الذي يخوض معارك منذ أشهر.

 في مقابل ذلك قال موفد الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ألكسندر لافرنتييف في تعليقه على هذا الحدث "أبلغ عسكريونا المسؤولين الإسرائيليين أن مثل هذه العمليات من شأنها أن تعرض حياة العسكريين الروس الموجودين بالقاعدة للخطر".

البنية التحتية

في غضون ذلك يتحدث الباحث في الشؤون السياسية والدولية، غسان اليوسف عن تجاوز إسرائيل كل الخطوط الحمراء، وغايتها تدمير بنية القوات النظامية، وبنيته التحتية، وكذلك البنية الاقتصادية للدولة، وتريد أيضاً تدمير الدفاعات الجوية حسب وصفه.

وأضاف الباحث السوري، اليوسف في حديثه إلى "اندبندنت عربية" عن محاولة إسرائيل إلحاق الجيش السوري بجيوش مثل الجيش المصري، الذي حيدته باتفاقية السلام "كامب ديفيد"، وبعده الجيش العراقي إثر احتلال الولايات المتحدة للعراق، التي قامت بعدها بحلّه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع اليوسف "اليوم يأتي الدور على الجيش السوري، صحيح أن المسألة استغرقت وقتاً طويلاً، ولكن يمكن القول مع كل الضربات الإسرائيلية يعاود بناء قدراته العسكرية والبنية التحتية له".

وأضاف الباحث السوري "صحيح أن إسرائيل تقصف للمرة الأولى خطوط التماس المواجهة للمجموعات المسلحة المتمردة مثل جبهة النصرة وحزب الإسلام التركستانية، أو ما يسمى الجيش السوري الوطني (المعارض) الذي يضم فصائل تعمل تحت راية العلم التركي لكنها تريد إرسال رسالة إلى سوريا أنها تستطيع أن تقف مع المجموعات المسلحة المعارضة وتدعمها".

وبالحديث عن الضربات التي تلاحق المجموعات الموالية لإيران عمدت القوات الأميركية على تنفيذ ضربات جديدة ضد أهداف محددة فجر أمس الأربعاء، وقالت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) في بيان لها "قصف مستودع لتخزين الأسلحة، ومقر قيادة للإمدادات"، وسبق ذلك ضربات ضد تسعة أهداف مرتبطة في إيران كرد على هجمات لهذه الفصائل على قواعد أميركية.

في المقابل تحدث المتخصص في الشؤون السياسية والدولية، اليوسف قائلاً "الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان ضرب المجموعات المسلحة التي تعمل إلى جانب الجيش السوري بحجة أنها موالية لـ(حزب الله) وإيران أو بذريعة أنها قامت بهجمات على مواقع أميركية أو على الجولان السوري المحتل"، وكذلك تحاولان إيجاد المبرر في حين التنظيمات المتشددة تستفيد من تلك الضربات وعلى رأسها جبهة النصرة و"داعش".

وحول السؤال عن حدوث أي تكتيك جديد أو تموضع مقبل للقوات الإيرانية أو الموالية لها على الأراضي السورية، أجاب اليوسف "هناك مستشارون إيرانيون، وفي حال أرادت المواقع الإيرانية تغيير تموضعها فستكون تحت إشراف الجيش النظامي وبموافقته".

 

 

ويستبعد الباحث في الشأن الإيراني، سعد الشارع إجراء أي تبديلات على الخطط إذ يعتمد على السوريين من السكان المحليين لمعرفة مداخل المدن، وقال في حديث إلى "اندبندنت عربية" في وقت القصف الأميركي في فبراير (شباط) الماضي كانت القيادات الإيرانية تسحب القوات الأجنبية وتضع السوريين في الواجهة في مهمات محفوفة بالخطر.

وأضاف الشارع "بعد تكرر عمليات القصف كانت معظم المقرات سهلة الحركة من قبل السوريين والعناصر الأجنبية، في حين الحرب على لبنان أجبرت قيادات (حزب الله) على سحب المجاميع العسكرية التابعة لـ(حزب الله) إلى الجنوب وبخاصة مع الحديث عن الاجتياح البري".

ومن المتوقع أن تعيد خطوط التماس في سوريا، ولا سيما المواقع الإيرانية ونقاط المواجهة في الخطوط الأمامية إعادة ترتيب أماكنها، وتستخدم أسلوباً جديداً بالتمركز والتمويه أمام التطور الجديد في تطور يحدث للمرة الأولى من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.

ويرى متابعون أن أية ثغرة أو إرباك محتمل يمكن أن يحدثا خللاً على جبهة قابلة للاشتعال علاوة على عمليات عسكرية تتحضر سواء من طرف الجيش النظامي، أو هيئة تحرير الشام التي تسعى إلى الوصول للطريق الدولي من جهة إدلب وقطع الأوتستراد المهم الذي يربط شمال البلاد بجنوبها بين (دمشق وحلب)، أو تحصين مواقعها من جهة ريف إدلب الجنوبي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير