ملخص
تقدمت نائبة بريطانية بمقترح للبرلمان يتضمن إصدار تأشيرة تسمح للفلسطينيين المقيمين في المملكة المتحدة بإحضار أفراد عائلاتهم من قطاع غزة، لكن مجلس العموم انقسم بين مؤيد ورافض للفكرة على خلفية أسباب اقتصادية ومجتمعية.
قدمت عضو البرلمان البريطاني عن منطقة يورك سنترال راشيل ماسكل اقتراحاً بمنح الفلسطينيين في قطاع غزة تأشيرة دخول إلى المملكة المتحدة للانضمام إلى عائلاتهم وذويهم، على غرار "الفيزا" التي قدمتها لندن للأوكرانيين عندما وقع الهجوم الروسي على بلادهم في الـ24 من فبراير (شباط) 2022.
ووقّع على اقتراح ماسكل حتى الآن 26 نائباً يوافقون على ضرورة أن تقوم بلادهم بهذا الدور الإنساني في مساعدة العالقين داخل القطاع تحت رحمة آلة الحرب الإسرائيلية أو هؤلاء الذين لجأوا إلى دول الجوار هرباً من الموت، ليس جميعهم طبعاً وإنما الذين لديهم أقارب يعيشون في المملكة المتحدة رسمياً.
ويسلط الاقتراح الإنساني الضوء على محنة الفلسطينيين الذين يقيمون في بريطانيا ويعيشون عصاب القلق على عائلاتهم في غزة ومناطق النزوح واللجوء، وهؤلاء برأي ماسكل ورفاقها يخوضون معاناة تشبه ما يمر به الأوكرانيون منذ بداية الهجوم الروسي على بلادهم، ويحق لهم لمّ شمل عائلاتهم في بلاد آمنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"تأشيرة غزة" هي محط انقسام في البرلمان بين مؤيد ومعارض لأسباب مختلفة، ولكن حزب "ريفورم" اليميني الشعبوي بزعامة نايجل فاراج يرفض المقترح بادعاء أن "64 في المئة من أصل 321 لاجئاً فلسطينياً استقبلتهم الدنمارك بمخطط مماثل عام 2019 ارتكبوا جرائم جنائية بمن فيهم الأطفال".
وثمة نواب يعارضون مقترح ماسكل بحجة الوضع الاقتصادي في البلاد، ويقولون إن الحكومة "العمالية" الجديدة فرضت ضرائب وأوقفت مساعدات التدفئة لكبار السن بحجة الضائقة المالية، فإذا كانت عاجزة عن رعاية البريطانيين، فلا داعي لإضافة عبء أكبر على كاهلها وكاهل دافعي الضرائب في البلاد.
النواب المؤيدون للمقترح الذي قدم في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري يتوزعون على أحزاب مثل "العمال" و"الخضر" و"الليبراليين الديمقراطيين" و"الاسكتلندي" و"بليد" و"الديمقراطي الاجتماعي"، إضافة إلى أربعة نواب مستقلين من بينهم الزعيم السابق لحزب العمال جيرمي كوربين.
وتحضيراً لاحتمال مناقشة "المقترح" تحت قبة البرلمان، يبحث النواب عن هيكلية قانونية لتلك التأشيرة لعلهم يجدون آلية مشابهة لما أقر عام 2022 ووصل من خلالها إلى المملكة المتحدة أكثر من 210 آلاف أوكراني سكنوا مع أقاربهم أو في بيوت بريطانيين كما تقول أرقام يوليو (تموز) 2024.
وتشير إحصاءات فلسطينية رسمية إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أدت إلى مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني وجرح أكثر من 100 ألف منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، وكشف تقرير للأمم المتحدة قبل أيام عن أن النساء والأطفال شكلوا قرابة 70 في المئة من قتلى الحرب خلال ستة أشهر.
