ملخص
رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حسين فهمي أكد أنه على رغم الظروف الشديدة الصعوبة الأمنية والاقتصادية العالمية والعربية والمصرية كان هناك تصميم كبير على تجاوز كل العقبات والخروج بالدورة.
بعد حفل ختام الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي بدا واضحاً أن تلك النسخة حاوطتها تحديات كثيرة في ظروف إقليمية أمنية واقتصادية صعبة مصرياً وعربياً.
رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان المصري حسين فهمي وصف هذه التحديات في حديثه إلى "اندبندنت عربية" بقوله، إن "هذه الدورة كانت بطلة التحديات، وعانت دعماً مالياً ضعيفاً جداً من وزارة الثقافة التي تمول المهرجان بصورة أساسية، إضافة إلى عدم وجود رعاة رسميين كافين في ظل مقاطعة كل بضائع الشركات المساندة والداعمة لإسرائيل".
فهمي قال أيضاً، "صعوبة الأوضاع الإقليمية بخاصة في لبنان تعذر معها حضور كثير من الضيوف مع أفلامهم، فمثلاً ريتا حايك بطلة فيلم (لقاء مع البرابرة) وهو فيلم عالمي فرنسي أخرجته جولي ديلبي لم تتمكن من الحضور نظراً إلى صعوبة الطيران لكنها في اللحظات الأخيرة نجحت في الوجود مساء يوم عرض الفيلم، وكانت الوحيدة من فريق العمل التي وصلت إلى القاهرة".
وأوضح رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أنه على رغم الظروف الشديدة الصعوبة الأمنية والاقتصادية العالمية والعربية والمصرية كان هناك تصميم كبير على تجاوز كل العقبات والخروج بالدورة.
انتقادات ومخالفات
لم يسلم مهرجان القاهرة الدولي هذا العام من الانتقادات الفنية بدءاً من ضعف بعض الأفلام المشاركة مثل الفيلم المغربي "أنا مش أنا" الذي شارك في إحدى المسابقات وفوجئ الجمهور بوجوده عبر الإنترنت منذ عام وأكثر وهذا مخالف لقواعد العرض بالمهرجانات، وعرضت النسخة مدبلجة باللهجة المصرية بطريقة أثارت استياء المشاهدين.
وكان تأخير بعض العروض عن موعدها مشكلة أخرى واجهت المهرجان السينمائي المصري في بعض الأحيان، بسبب وجود النجوم على السجادة الحمراء للتسجيل وتأخير بدء الأفلام انتظاراً لهم.
حضور فلسطيني - لبناني
في المقابل شهدت الدورة تفوقاً ملحوظاً لبعض الأفلام الفلسطينية، إذ عرضت أعمال عبرت عن غزة في أكثر من مسابقة مثل "أفلام غزة" و"مسابقة الفيلم الفلسطيني".
وتفوقت السينما المصرية بنماذج غير تجارية في العروض وحقق فيلم "أبو زعبل 89" نجاحاً ملحوظاً وعرض لمدة أربع مرات نظراً إلى الإقبال الجماهيري، وأخرجه بسام مرتضى. والفيلم وثائقي عن قصة حقيقية لرجل هو والد المخرج ويدعى محمود مرتضى اعتقل في نهاية الثمانينيات ويروي ابنه تأثير هذه المرحلة في العائلة، وشارك الأبطال الحقيقيون في العمل إضافة إلى الفنان سيد رجب الذي كان أحد المعتقلين وشارك والد المخرج في تجربة الحبس.
نجح الفيلم المصري "دخل الربيع يضحك" الذي يلعب بطولته ممثلون غير محترفين ويروي أربع حكايات نسائية لصديقات مخرجة العمل نهى عادل في لفت الانتباه وإثارة الإعجاب، لكون التجربة غير مسبوقة على السينما المصرية والنوعية المشاركة بالمهرجانات.
وعرض بعض الأعمال العالمية المهمة وأبرزها فيلم "هنا" للنجم العالمي توم هانكس وحقق نجاحاً كبيراً وإشادة من الحاضرين.
حضرت السينما اللبنانية بأكثر من عمل كان أبرزها فيلم "أرزة" لدياموند أبو عبود وعدد من النجوم اللبنانيين وإخراج ميرا شعيب وهو الفيلم الذي يمثل لبنان في الأوسكار.
حضر عدد كبير جداً من النجوم ندوات المهرجان سواء التي أقيمت للمكرمين أو محاضرات على الهامش، وكان من أبرزها ندوة أحمد عز لمناسبة تكريمه بجائزة فاتن حمامة بالدورة الـ45، والمخرج يسري نصرالله الذي حصل على جائزة إنجاز العمر.
وجرى تكريم المخرج العالمي جيم شيريدان، ضيف شرف الدورة بجائزة "الهرم الذهبي"، وأقيمت له محاضرة تقديراً لمسيرته، وتحدث خلالها عن تعاونه مع عدد كبير من أبرز النجوم وصناع السينما حول العالم. كما كُرم المخرج البوسني دانيس تانوفيتش، الذي يترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية.
وأقيمت ندوات على هامش المهرجان للفنانين المصريين محمود حميدة وعمرو سعد ودرة والمونتير أحمد حافظ والموسيقار تامر كروان.
جوائز خارج التوقعات
جوائز المهرجان كسرت سقف التوقعات بخاصة في المسابقة الدولية ببعض الأفلام، ولكن في معظم المسابقات بخاصة العربية انحازت الجوائز لعدد كبير من الأفلام التي نالت إعجاب الجمهور والنقاد وأجمعوا عليها في الغالب مثل فيلم "أرزة" اللبناني وبعض الأفلام الفلسطينية المميزة.
في المسابقة الدولية حصد جائزة الهرم الذهبي الفيلم الروماني "العام الجديد الذي لم يأت أبداً"، ومنحت جائزة الهرم الفضي المقدمة من لجنة التحكيم الخاصة لأفضل مخرج لناتاليا نزاروفا عن الفيلم الروسي "طوابع بريد". ونال المخرج بيدرو فريري جائزة الهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثان عن الفيلم البرازيلي "مالو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحصل على جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو الفيلم الإيطالي "ريا" إخراج أليساندرو كاسيغولي وكيسي كوفمان. بينما فاز بجائزة أحسن ممثل ليي كانج شنج عن دوره في الفيلم الأميركي "قصر الشمس الزرقاء" للمخرج كونستانس تسانغ، وكذلك الفنان ماكسيم ستويانوف عن دوره في الفيلم الروسي "طوابع بريد" لناتاليا نزاروفا.
وكانت جائزة أحسن ممثلة من نصيب الفنانة يارا دي نوفايس عن دورها في الفيلم البرازيلي "مالو" إخراج بيدرو فريري.
حالة عشق
وفي مسابقة آفاق عربية فاز بجائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربي كارول منصور ومنى خالدي عن الفيلم الوثائقي "حالة عشق". وفازت بجائزة صلاح أبو سيف المخرجة نهى عادل عن فيلم "دخل الربيع يضحك".
أما جائزة يوسف شريف رزق الله لأحسن سيناريو فحصل عليها لؤي خريش وفيصل شعيب عن فيلم "أرزة" للمخرجة ميرا شعيب. وحصل الممثل المغربي محمد خوي على جائزة أحسن ممثل عن فيلم "المرجا الزرقا" للمخرج داوود أولاد السيد.
وكانت جائزة أحسن ممثلة مستحقة ومتوقعة للممثلة اللبنانية دياموند أبو عبود عن فيلم "أرزة" للمخرجة ميرا شعيب. وحصلت الفنانة رحاب عنان على تنويه خاص عن فيلم "دخل الربيع يضحك" للمخرجة نهى عادل.
وبإجماع لجنة التحكيم حصل على جائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني المخرج نجمي سنجاك عن فيلمه التركي "آيشا"، وكذلك المخرجة نهى عادل عن فيلمها المصري "دخل الربيع يضحك".
وفاز بجائزة شادي عبدالسلام لأحسن فيلم، الفيلم الفرنسي "ألماس خام" للمخرج أجاث ريدينغر. أما جائزة فتحي فرج لجنة التحكيم الخاصة فاقتنصها المخرج فيديريكو لويس عن الفيلم الأرجنتيني "سيمون الجبل". وحصل فيلم "أبو زعبل 89" على تنويه خاص للمخرج بسام مرتضى.
الفيلم الفلسطيني
وبالنسبة إلى جوائز مسابقة الفيلم الفلسطيني ذهبت جوائز اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي لأفضل فيلم فلسطيني وهو "أحلام كيلومتر مربع" للمخرج قسام صبيح، وحصل على الجائزة الأولى. أما الجائزة الثانية فذهبت لفيلم "حالة عشق" إخراج كارول منصور ومنى خالدي. وحاز فيلم "أحلام عابرة" للمخرج رشيد مشهراوي الجائزة الثالثة.
كما منحت لجنة التحكيم شهادات تقدير لكل من الدكتور غسان أبوستة الطبيب الجراح بمستشفى الشفا والعودة بغزة وللمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ولفيلم "سن الغزال" للمخرج سيف حماش.
وبالنسبة إلى جائزة شركة "مصر العالمية يوسف شاهين" وهي ثلاث جوائز نقدية قيمة كل منها 1000 دولار أميركي فذهبت لفيلم "جلد ناعم" إخراج خميس مشهراوي وفيلم "خارج التغطية" للمخرج محمد الشريف وفيلم "يوم دراسي" للمخرج أحمد الدنف.
مسابقة الفيلم الأفريقي
وحصد فيلم "داهومي" على جائزة أفضل فيلم أفريقي طويل للمخرج ماتي ديوب، إضافة إلى فيلم "أبو زعبل 89" الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
أما جائزة منظمة ترويج السينما الآسيوية فذهبت لفيلم "تاريخ موجز لعائلة" للمخرج لين جيانجي. وفي مسابقة جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير للفيلم الصيني "ديفيد" للمخرجين كاي شويه وهونج جييشي.
واقتنص جائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم "انصراف" للمخرجة جواهر العامري. وحصل الفيلم المصري "الأم والدب" على تنويه خاص للمخرجة ياسمينا الكمالي.
وفاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل "أبو زعبل 89" للمخرج بسام مرتضى. وحصد الفيلم المصري "دخل الربيع يضحك" جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية (فيبرسي) للمخرجة نهى عادل.