ملخص
قد يترك الاتفاق مع لبنان بعض قادة "حزب الله" في مواقعهم بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام للحزب المخضرم حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين، لكن إسرائيل تعهدت بالقضاء التام على "حماس".
أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم الثلاثاء مقتل 22 شخصاً في مناطق متفرقة نصفهم قضوا في غارة جوية طاولت مدرسة تؤوي آلاف النازحين في حي الزيتون، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مركز قيادة" لـ"حماس".
وأضاف الدفاع المدني من جهة ثانية أن كافة مركبات الإسعاف والإطفاء توقفت عن العمل في محافظة غزة بسبب نفاد الوقود الذي تتحكم إسرائيل بدخوله للقطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل "قتل 11 مواطناً على الأقل وأصيب أكثر من 40 بجروح مختلفة جراء قصف طائرات الاحتلال لمدرسة الحرية التي تؤوي آلاف النازحين في حي الزيتون" في جنوب شرقي مدينة غزة.
وبحسب بصل فإن متطوعين بينهم مواطنون قاموا بنقل "القتلى والمصابين إلى مستشفى المعمداني في المدينة".
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه "هاجم إرهابيين من حماس كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة في مدينة غزة".
وبحسب الجيش فإن المركز "كان مدمجاً داخل مجمع كان يستخدم سابقاً كمدرسة الحرية للتخطيط لهجمات وتنفيذها".
وشهدت الأشهر الأخيرة استهداف القوات الإسرائيلية للعديد من المدارس في قطاع غزة بعدما تحولت إلى مراكز نزوح، لكن الجيش يؤكد دائماً أنه يستهدف مقاتلي "حماس" وهو ما تنفيه الحركة.
وكان المتحدث باسم الدفاع المدني أعلن في وقت سابق الثلاثاء مقتل "سبعة مواطنين وإصابة عدد آخر بجروح في قصف منزل في بلدة جباليا (شمال) الليلة الماضية".
وقتل شخص في غارة استهدفت فجر الثلاثاء منزلاً في بلدة بيت لاهيا (شمال)، بحسب بصل.
وقال المتحدث إنه تم نقل قتيلين من مخيم النصيرات في وسط القطاع بعد قصف مدفعي وقتيل من رفح في الجنوب.
من جهتها وفي بيان لها، اعتبرت حركة "حماس" قصف المدرسة "جريمة جديدة وتأكيداً على حرب الإبادة المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني".
وقال الدفاع المدني إن توقف سيارات الإسعاف والإطفاء عن العمل في محافظة غزة ستكون له تداعيات كبيرة على حياة المواطنين في القطاع.
وعزا في بيان توقفها "لاستمرار رفض الاحتلال الإسرائيلي توفير السولار اللازم لتشغيلها، وعليه لن تستطيع طواقمنا الاستجابة لنداءات المواطنين، حتى يسمح الاحتلال الإسرائيلي للمنظمات الإنسانية بإدخال كميات السولار اللازمة".
وقال إن توقف المركبات "هو بمثابة الحكم بالموت والإعدام على المواطنين" لدى نشوب النيران في مساكنهم "في ظل تكاثف عمليات القصف الإسرائيلي للمنازل والممتلكات السكنية".
ولا تسمح السلطات الإسرائيلية بدخول الوقود سوى بكميات محدودة عبر منظمات دولية تعمل في قطاع غزة لتشغيل مولدات الكهرباء ومركبات الدفاع المدني والمستشفيات التي ما زالت تعمل جزئياً.
من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل يجب أن تعيد احتلال قطاع غزة وتخفض عدد سكانه الفلسطينيين إلى النصف عبر "الهجرة الطوعية".
وأضاف سموتريتش مساء الإثنين خلال فعالية نظمها مجلس يشع لمستوطني الضفة الغربية المحتلة، "يمكننا ويجب علينا احتلال قطاع غزة، لا ينبغي لنا أن نخاف من هذه الكلمة".
وقال "لا شك أنه في غزة - مع تشجيع الهجرة الطوعية - هناك في رأيي فرصة فريدة تتاح الآن مع الإدارة الجديدة" الأميركية وعلى رأسها دونالد ترمب.
وبحسب وزير المالية "يمكننا خلق وضع يتم خلاله تقليص عدد سكان غزة إلى النصف في غضون عامين".
يقود سموتريتش حزب الصهيونية الدينية القومي المتطرف، وقد أثار الجدل بتعليقاته في الأشهر الأخيرة.
في أغسطس (آب)، أثار ضجة دولية عندما قال إنه من المبرر تجويع مليوني غزي لتحرير الرهائن الإسرائيليين هناك.
في 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، أفاد تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" بأن تهجير إسرائيل لسكان غزة على نحو جماعي يرقى إلى "جريمة ضد الإنسانية"، وهو ادعاء رفضته إسرائيل ووصفه بأنه "كاذب تماماً".
وقالت "هيومن رايتس"، "يبدو أن ممارسات إسرائيل تتوافق أيضاً مع تعريف التطهير العرقي" في المناطق التي لن يتمكن الفلسطينيون من العودة إليها.
وسبق أن دان رئيس السياسة الخارجية المنتهية ولايته في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصرفات إسرائيل في غزة.
وأشار بوريل في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في 11 نوفمبر، إلى ورود كلمة "التطهير العرقي" بشكل متزايد لوصف ما يحدث في شمال غزة.
وأثار سموتريتش ووزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير احتجاجات في يناير (كانون الثاني) بشأن خطط "النقل الطوعي" لسكان غزة.
ورفضت الولايات المتحدة في ذلك الوقت تصريحاتهما "غير المسؤولة".
خيبة أمل
منبوذون بالعراء وخائفون يترقبون، هكذا يشعر الفلسطينيون في غزة، وهم أيضاً يخشون أن تصب إسرائيل كامل قوتها العسكرية على القطاع بعد ظهور احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان من دون بارقة في الأفق تبشر بالتوصل إلى اتفاق مماثل مع حركة "حماس" في القطاع.
وبدأ "حزب الله" المدعوم من إيران في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامناً مع "حماس" بعد أن هاجمت الحركة الفلسطينية إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أدى إلى اندلاع حرب غزة.
وتصاعدت أعمال القتال في لبنان بشدة الشهرين الماضيين مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية وإرسالها قوات برية إلى جنوب لبنان بينما واصل "حزب الله" إطلاق الصواريخ على أراضيها.
وإسرائيل مستعدة الآن على ما يبدو للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" حين تجتمع حكومتها اليوم الثلاثاء، كما أعرب وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول الليلة.
خيبة في غزة
ومع انصباب الجهود الدبلوماسية على لبنان خاب أمل الفلسطينيين في المجتمع الدولي بعد 14 شهراً من الصراع الذي دمر قطاع غزة وأسفر عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص.
وقال عبد الغني، وهو أب لخمسة أطفال اكتفى بذكر اسمه الأول، "هذا يظهر أن غزة يتيمة من دون أي دعم ولا رحمة من قبل العالم الظالم". ومضى يقول، "أنا أشعر بالغضب تجاه العالم الذي فشل في أن يصنع حلاً للمشكلة في المنطقتين على حد سواء... قد تكون هناك صفقة مقبلة لغزة، أقول ربما".
وسيشكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" من دون التوصل إلى اتفاق في غزة ضربة موجعة لـ"حماس" التي تشبث قادتها بأمل أن يؤدي توسع الحرب إلى لبنان إلى الضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. وكان "حزب الله" يصر على أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار قبل انتهاء الحرب في غزة ولكنه تخلى عن هذا الشرط.
القضاء على "حماس"
وقال تامر البرعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة نزح عن منزله مثل أغلب سكان غزة، "نحن خائفون لأن الجيش الآن ستكون له مطلق الحرية في غزة، وسمعنا قيادات في الجيش الإسرائيلي تقول إنه بعد استتباب الهدوء في لبنان، ستتم إعادة القوات الإسرائيلية لتواصل العمل في غزة".
وأضاف، "كان لدينا أمل كبير في أن يبقى حزب الله صامداً حتى النهاية لكن يبدو أنه لم يستطع، لبنان يتدمر والدولة تنهار والقصف الإسرائيلي توسع لما بعد الضاحية الجنوبية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد يترك الاتفاق مع لبنان بعض قادة "حزب الله" في مواقعهم بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام للحزب المخضرم حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين، لكن إسرائيل تعهدت بالقضاء التام على "حماس".
وقالت زكية رزق (56 سنة) وهي أم لستة أطفال، "كفى، كفى، نحن تعبنا، كم أيضاً ينبغي أن يموت لتتوقف الحرب؟ الحرب في غزة ينبغي أن تتوقف، الناس تتعرض للإبادة ويتم تجويعهم وقصفهم كل يوم".