العودة الثالثة... خطة محكمة من زيدان لإنقاذ ريال مدريد

تسيطر حال من التساؤلات حول مستوى ريال مدريد الإسباني من الناحية الفنية تحت قيادة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي خلال الوقت الحالي، وبخاصة بعد الخسارة الأخيرة أمام ليفربول الإنجليزي ضمن الجولة الخامسة من مرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا بنتيجة (2-0).

وتساءلت بعض التقارير حول موقف الفريق، هل يفكر رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز في استبدال أنشيلوتي من أجل إنقاذ موسم الفريق خلال الأشهر المقبلة، وبخاصة أن "الميرنغي" مدجج بالنجوم وكان آخر المنضمين المهاجم الفرنسي كيليان مبابي الذي تعاقد معه النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة في صفقة انتقال حر.

ويحتل ريال مدريد خلال الوقت الحالي المركز الثاني في ترتيب الدوري الإسباني برصيد 30 نقطة من 13 مباراة، خلف المتصدر برشلونة صاحب الـ34 نقطة من 15 مباراة، وفي دوري أبطال أوروبا ليس الحال على ما يرام بالنسبة إلى ترتيبه إذ يأتي في المركز الـ24، وهو آخر المراكز المتأهلة إلى الدور الثاني من أجل خوض مواجهة فاصلة للصعود إلى دور الـ16، وحصد ست نقاط فقط من خمس مباريات بالفوز على بوروسيا دورتموند الألماني وشتوتغارت الألماني والهزيمة أمام ليل الفرنسي وأي سي ميلان الإيطالي وليفربول الإنجليزي، في صدمة كبيرة لمشجعي الفريق الإسباني في النسخة الحالية خصوصاً أنه يدافع عن لقبه الذي توج به الموسم الماضي على حساب بوروسيا دورتموند.

وقال أنشيلوتي في تصريحات بالمؤتمر الصحافي عقب مواجهة ليفربول "هم استحقوا الفوز ولكننا تنافسنا، ونحن سنتأهل وننافس على اللقب مثل العام الماضي، لا يمكننا أن نفكر بطريقة أخرى أو شيء غير ذلك، وبدأنا تكوين الفريق مرة أخرى وعلينا استعادة اللاعبين".

وكشفت بعض التقارير عن عدم صحة إمكانية إقالة أنشيلوتي خلال الوقت الحالي على رغم تراجع النتائج بمستوى كبير، إلى جانب تذبذب الأداء الفني مع غيابات كثيرة في صفوف الفريق على رأسهم البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي يحمل نسبة كبيرة من جودة الفريق في الشق الهجومي، والذي افتقده كثيراً أمام ليفربول في المباراة الأخيرة.

ولكن يعد اللغز الأكبر داخل ريال مدريد فنياً هو الفرنسي مبابي الذي تتنظر منه جماهير ريال مدريد ومسؤولوه كثيراً عما يقدمه في الوقت الحالي، إذ لم يسدد سوى مرة واحدة فقط على مرمى ليفربول في المباراة الماضية، وبخاصة أنه كان في مركزه المفضل كجناح أيمن في غياب فينيسيوس، ولكن لم يقدم المردود الذي يجعله يقود فريقه إلى الفوز.

ووفقاً لتقارير صحافية إسبانية مقربة من نادي ريال مدريد فإن اللاعب يعاني التوتر والقلق مما يؤثر في قراراته خلال المباريات، مما أفقده جزءاً من ثقته في نفسه التي كانت من أهم ميزاته خلال فتراته في فريقه السابق باريس سان جيرمان.

وأضافت التقارير أن النادي الإسباني سيستعين باللاعب ومدرب الفريق السابق زين الدين زيدان من أجل حل أزمة مبابي، إذ جاء اختياره ليس بسبب أنه مثل مبابي الأعلى فحسب، ولكن بسبب مرور زيدان بالفترة نفسها عندما انضم لريال مدريد سابقاً كلاعب، مما يجعل له الأفضلية لتقديم بعض النصائح له من أجل تعديل مساره مع الفريق.

ومنذ انضمام مبابي لريال مدريد خاض 18 مباراة معه في جميع المسابقات وسجل تسعة أهداف، وهو بعيد من المعدل التهديفي الذي كان منتظراً منه عند التعاقد معه منذ بداية الموسم الحالي.

ومع التقارير التي تؤكد بقاء أنشيلوتي والاعتماد على زيدان فقط من أجل توجيه النصائح لمبابي، فإن هناك تقارير صحافية فرنسية أشارت إلى أن هناك اتصالات بين بيريز وزيدان للعودة لقيادة الفريق مرة أخرى كمدير فني.

وأكدت التقارير أن زيدان يرحب بالعودة مرة أخرى، ولكن هناك بعض الشروط التي يرغب في تحقيقها لتولي المسؤولية التي ستكون نهاية الموسم الجاري وليس في يناير (كانون الثاني) 2025.

وكانت أول مطالب زيدان هي التعاقد مع أربعة لاعبين من أجل تدعيم المراكز التي تعاني نقصاً خلال الموسم الحالي وواضحة تماماً في أداء الفريق، وعلى رأسهم نجم ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد لتدعيم الجبهة اليمنى في ظل إصابة داني كارباخال (32 سنة) وتعافيه سيأخذ وقتاً طويلاً للعودة لأدائه القوي قد يمتد لبداية الموسم الجديد، ووجود لوكاس فاسكيز (33 سنة) في هذا المركز منفرداً حتى نهاية الموسم وذلك مع تقدم الثنائي في السن.

وضم الظهير الأيسر لبايرن ميونيخ الألماني ألفونسو ديفيز جاء ضمن المطالب التي قدمها زيدان حسب التقارير، من أجل تدعيم الجبهة اليسرى مع رحيل فيرلاند ميندي الذي يرى أن أداءه لا يتناسب مع الفريق.

وعلى مستوى خط الوسط قد يطالب زيدان بضم لاعب باير ليفركوزن فلوريان فيرتز ونجم بايرن ميونيخ جوشوا كيميتش، وذلك لسد العجز الذي سببه اعتزال مواطنهما توني كروس والذي لم يتغلب عليه فنياً حتى الآن أنشيلوتي ولم يستطع أي لاعب القيام بدوره.

وذكر التقرير أن من ضمن الراحلين عن الفريق حال تولي زيدان تدريب الفريق هو مواطنه أوريليان تشواميني، وذلك من أجل ترميم قائمة ريال مدريد والعودة لقوتها مرة أخرى.

وقد يوافق زيدان على العودة إلى ريال مدريد مرة أخرى بعد ابتعاد حلم توليه تدريب منتخب بلاده، إذ مدد المدرب ديديه ديشامب عقده حتى عام 2026 بنهاية كأس العالم الذي سيقام في أميركا وكندا والمكسيك.

ويتمنى بيريز المرور من هذه الأزمة الفنية بأمان حتى لا تتراجع فرص فريقه في البطولات التي يشارك بها في الموسم الحالي.

ويعاني ريال مدريد إلى جانب تراجع أداء بعض اللاعبين الفني إلى إصابات نجوم داخل الفريق، على رأسهم الأكثر مساهمة في الفريق بالأهداف في الموسم الحالي فينيسيوس والذي سجل 12 هدفاً وصنع ثمانية أخرى في جميع البطولات، إلى جانب غياب رودريغو وإيدير ميليتاو وداني كارباخال وديفيد ألابا.