Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أحداث سوريا فرصة لترمب لإعادة رسم الشرق الأوسط

إسرائيل انشغلت بإضعاف إيران الداعمة للأسد و"حزب الله" وروسيا متورطة في حربها مع أوكرانيا

في ولايته الأولى أمر دونالد ترمب بسحب الجنود الأميركيين استجابة لدعوات تركيا (أ ف ب)

ملخص

تأتي الاضطرابات الأخيرة في المنطقة التي تعيش حالاً من الفوضى قبل أقل من شهرين من عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي قد يرى فريقه فرصة غير متوقعة في إطار سعيه إلى إعادة رسم المشهد في الشرق الأوسط، وإن كان وسط عديد من نقاط الاستفهام.

تقلب التطورات الأخيرة في سوريا المعادلة بالنسبة إلى الولايات المتحدة التي حاولت قبل سنوات طي صفحة نزاع مدمر لم يثمر عن أي نتائج إيجابية تذكر.

تأتي الاضطرابات الأخيرة في المنطقة التي تعيش حالاً من الفوضى قبل أقل من شهرين من عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي قد يرى فريقه فرصة غير متوقعة في إطار سعيه إلى إعادة رسم المشهد في الشرق الأوسط، وإن كان وسط عديد من نقاط الاستفهام.

جاء هجوم هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة متحالفة معها المباغت على حلب بعدما عملت إسرائيل على إضعاف إيران و"حزب الله" اللبناني، الداعمين للرئيس السوري بشار الأسد، وأما روسيا، الداعمة الأخرى للأسد، فهي منشغلة إلى حد كبير بحربها في أوكرانيا.

وفي منطقة شهدت تغيرات كبيرة منذ اندلاع حرب غزة لم يتغير كثيراً على مدى عقد الموقف الأميركي الذي أوضحته مجدداً إدارة الرئيس جو بايدن، فعلى رغم خسارة الأسد صدقيته بسبب وحشية نظامه، فإن الولايات المتحدة لا تمنح الأولوية لإزاحته عن السلطة ولا تدعم الفصائل المعارضة له.

وقال المستشار البارز في شأن سوريا في إدارة ترمب الماضية والباحث حالياً في "معهد واشنطن" أندرو تابلر إن "إدارة بايدن لم تترك سوريا جانباً فحسب، بل تجاهلتها تماماً".

وأضاف "يمكنك تجاهل الأمور بقدر ما تشاء، لكن ذلك لا يعني أنها لن تتفاقم"، ولفت إلى أن الانتكاسات الميدانية قد تجبر الأسد في نهاية المطاف على الوصول إلى حل عبر التفاوض، وهو أمر كثيراً ما قاومه.

وتابع "أعتقد أن إدارة مقبلة تولي مزيداً من الاهتمام لسوريا والنزاعات المشابهة لها ستكون قادرة أكثر على إدارة الملف"، مضيفاً "لا نعرف بعد ما الذي سيكون عليه شكل ذلك".

واختار الرئيس السابق باراك أوباما الذي قاوم الضغوط لضرب نظام الأسد ورفض دعم الفصائل المعارضة، حلاً آخر يتمثل بالتحالف مع المقاتلين الأكراد من أجل تحقيق هدف الولايات المتحدة المحدود وهو هزيمة تنظيم "داعش"، وما زالت الولايات المتحدة تنشر 900 جندي في سوريا.

وفي ولايته الأولى أمر ترمب بسحب الجنود الأميركيين استجابة لدعوات تركيا الداعمة لفصائل إسلامية والتي تعد القوات الكردية في سوريا على ارتباط بحزب العمال الكردستاني، وتراجع لاحقاً بعد مناشدات دولية قادتها فرنسا، مبقياً على قوة محدودة.

وأثار ترمب تساؤلات أكبر عندما أشعلت مرشحته لمنصب رئيس الاستخبارات تالسي غابرد الجدل عبر تصريحات سابقة لها متعاطفة مع الأسد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفاد المتخصص في الشأن السوري لدى جامعة أوكلاهوما جوشوا لاندس بأن الهدف الأول لصانعي السياسات الأميركيين كان "دعم إسرائيل وإلحاق الضرر بروسيا وإيران".

وأضاف "لذلك، فإن هجوم فصائل المعارضة جيد جداً بالنسبة إلى أميركا من هذا المنظور، إذ إنه يغير الهندسة الأمنية في الشرق الأوسط بصورة لافتة".

من شأن انتصار فصائل المعارضة أن يخرق ما يعرف بـ"الهلال الشيعي" الذي امتد نفوذ إيران من خلاله غرباً إلى لبنان، وأكد لاندس أن "ذلك سيصب في مصلحة إسرائيل إلى حد كبير وسيسدد ضربة كبيرة لإيران".

لكن الفصائل الإسلامية السنية ستقف أيضاً ضد الولايات المتحدة التي ستجد نفسها مجدداً أمام السؤال عما إذا كان يتحتم عليها حماية حلفائها الأكراد من تركيا.

وقال لاندس إن الأمر "يطرح معضلة على الولايات المتحدة وإسرائيل في شأن ما إذا كانتا فعلاً تفضلان أن تدير سوريا حكومة إسلامية أم تفضلان إبقاءها منقسمة وضعيفة".

على رغم الانتقادات لها لعدم تحركها، فإن إدارة بايدن خصصت أكثر من مليار دولار كمساعدات إنسانية للنازحين السوريين خلال العام الماضي.

وبموجب قانون عقوبات تنقضي مهلته هذا الشهر، تعارض الولايات المتحدة أي إعادة إعمار يكون الأسد طرفاً فيها، ولا تشمل محاسبة على الحرب التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص ودفعت الملايين إلى النزوح منذ عام 2011، لكن عدداً متزايداً من البلدان العربية تصالحت مع الأسد، معتبرة أن الحرب انتهت أو في الأقل مجمدة.

واتخذت دول غربية عدة أخيراً أبرزها إيطاليا موقفاً مغايراً للموقف الأميركي، فأعادت سفراءها إلى سوريا، سعياً إلى الاستقرار على أمل منع أزمة هجرة جديدة تشبه تلك التي هزت أوروبا قبل عقد.

ودفع تجدد القتال حتى الآن نحو 50 ألف شخص إلى النزوح، بحسب تقرير للأمم المتحدة، وسيؤدي إلى ازدياد الحاجات الإنسانية مع قدوم فصل الشتاء، بحسب نائبة رئيس مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "معهد الولايات المتحدة للسلام" منى يعقوبيان.

وقالت "لذا يثير الأمر أسئلة كبيرة، أين يذهب الأشخاص الذين ينزحون؟ في ظل هذه التحولات في موازين القوى، هل الباب مفتوح لإعادة تشكيل المنطقة وهندستها الأمنية؟ أعتقد أن هذا السؤال كبير ومفتوح جداً".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار