Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصعيد بين طرفي حرب السودان ومشروع قانون أميركي يتوعدهما

الجيش يتقدم داخل 3 ولايات والميليشيات تقتل 40 مدنياً في النيل الأزرق ونزوح عشرات الآلاف

تتصاعد أعمدة الدخان خلال غارات جوية في وسط الخرطوم أكتوبر 2024 (أ ف ب)

ملخص

قال متطوعون ومنظمة "أطباء بلا حدود" إن قوات الدعم السريع قصفت مخيم زمزم السوداني للنازحين الذي تتفشى فيه المجاعة في ظل سعيها إلى إحكام قبضتها على إقليم دارفور.

يعتزم كبير نواب الحزب الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي تقديم مشروع قانون اليوم الثلاثاء ينص على فرض عقوبات على قادة الطرفين المتحاربين في السودان وحظر بيع الأسلحة الأميركية للدول التي تسهم في تأجيج الصراع.

الإجراء سيطرحه العضو البارز باللجنة غريغوري ميكس والنائبة الديمقراطية سارة جاكوبس، ويتطلب من الرئيس الأميركي تقديم إستراتيجية إلى الكونغرس للتأكد من تسليم المساعدات الإنسانية وإحلال السلام في السودان، وفقاً لملخص مشروع القانون الذي اطلعت عليه "رويترز".

كما سيحدد فترة ولاية مدتها خمسة أعوام لمبعوث رئاسي خاص إلى السودان لتنسيق السياسة الأميركية والجهود الدبلوماسية.

ويحظى مشروع القانون بدعم 12 نائباً آخرين جميعهم من الحزب الديمقراطي.

وقال أحد الموظفين في اللجنة من الحزب الديمقراطي "حماية المدنيين مسألة في غاية الأهمية، ولم تحظ بالاهتمام الكافي".

 

 

قال متطوعون ومنظمة "أطباء بلا حدود" إن قوات الدعم السريع قصفت مخيم زمزم السوداني للنازحين الذي تتفشى فيه المجاعة، وذلك في ظل سعيها إلى إحكام قبضتها على إقليم دارفور.

ونفت "الدعم السريع" استهداف المخيم الذي يظل حتى اللحظة الحالية ملاذاً آمناً من المعارك الضارية في الإقليم، واتهمت في تصريحات لوكالة "رويترز" مسلحي القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش بالانتشار داخل المخيم واستخدام المدنيين دروعاً بشرية.

وقال رئيس عمليات الطوارئ بمنظمة "أطباء بلا حدود" ميشيل أوليفييه لاشاريتي في بيان، "لا يتضور الأشخاص جوعاً وحسب، وإنما يتعرضون الآن أيضاً للقصف ويُجبرون على الفرار من جديد"، فيما وصف البيان الوضع بأنه "أكثر من فوضوي بسبب قتلى وجرحى وذعر ونزوح جماعي".

وقالت لجنة مقاومة الفاشر إن ما لا يقل عن ستة أشخاص قتلوا بينما أصيب 13 جراء إطلاق أكثر من 20 قذيفة على مخيم زمزم يومي الأحد والإثنين، ولجان مقاومة الفاشر هي جماعة مؤيدة للديمقراطية وتراقب العنف في المنطقة، بينما لم ترد تقارير عن حدوث قصف صباح اليوم.

 

 

وصعد الجيش السوداني من عملياته الحربية المتزامنة ضد قوات "الدعم السريع"، وأعلن تقدمه على محاور عدة بالعاصمة والولايات بسيطرته على مناطق جديدة في ولايات الجزيرة وسنار وشمال كردفان، بعد معارك عنيفة استمرت ساعات عدة بالعاصمة السودانية، كما تقدم في أجزاء جديدة شمال مدينة الخرطوم بحري.

وأكدت مصادر ميدانية تحرير الجيش لمنطقتي محلية أم القرى بالجزيرة والدالي بولاية سنار، ولم يتبق سوى منطقة المزموم كآخر جيوب سيطرة "الدعم السريع" بالولاية.

معارك محتدمة

واندلعت فجر أمس الإثنين اشتباكات عنيفة شمال مدينة الخرطوم بحري، تبادل فيها الجانبان القصف المدفعي الثقيل والخفيف، واستخدم الجيش الطيران المسير لاستهداف مواقع قوات "الدعم" بالمنطقة، وتمكن من تحقيق تقدم نسبي في سعيه إلى استعادة السيطرة الكاملة على شمال المدينة.

أوضحت المصادر، أن قوات الجيش تقدمت أيضاً على المحور الشمالي، وتمكنت من السيطرة على منطقة حجر العسل التابعة لولاية نهر النيل.

في مدينة أم درمان قصفت مدفعية الجيش من منصاتها في شمال مدينة أم درمان مواقع قوات "الدعم السريع" في الخرطوم بحري، وسمع دوي القصف المتبادل العنيف فجر أمس الإثنين، بينما ردت قوات "الدعم السريع" بقصف مماثل على شمال المدينة، بحسب شهود عيان.

وفي وسط السودان أعلن الجيش إحرازه تقدماً كبيراً في محور شرق الجزيرة بتحرير محلية أم القرى (نحو 15 كيلومتراً من مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة)، وهي المنطقة ذاتها التي انطلقت منها قوات "الدعم" للسيطرة على عاصمة الولاية نهاية ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.

وأكد اللواء أبوعاقلة كيكل قائد قوات "درع البطانة"، الذي انشق من "الدعم السريع" وانضم إلى الجيش في مقطع فيديو من أمام مبنى رئاسة محلية أم القرى، استعادة السيطرة على المحلية والاستعداد للتحرك صوب منطقة ود المهيدي المتاخمة لمدينة ود مدني.

في الأثناء أفادت منصة "نداء الوسط" بسقوط أكثر من 40 قتيلاً وعشرات الجرحى والمفقودين نتيجة هجمات شنتها قوات "الدعم السريع" على محلية التضامن بإقليم النيل الأزرق، أسفرت كذلك عن تهجير عشرات الآلاف من قرى المنطقة.

وقال تعميم للمنصة إن الهجمات تزامنت مع انسحاب تلك القوات من مدينة سنجة، إذ استهدفت قرى محلية التضامن بالنيل الأزرق وارتكبت مجازر في حق المواطنين المدنيين.

تحرير أم القرى

وأعلن وزير الدفاع الفريق ركن يس إبراهيم تمكن الجيش من تحرير محلية أم القرى شرق الجزيرة، فضلاً عن انسحاب الميليشيات من مصنع السكر بسنار وتسلمه من قوات الجيش.

وكشف إبراهيم عن تدمير متحرك "فزع" بمنطقة العباسية كان قادماً لإسناد قوات الميليشيات بمحلية أم روابة شمال كردفان، مؤكداً هلاك القادة الميدانيين للميليشيات كافة.

وبشر الوزير، خلال حديثه في المنبر الإعلامي الذي نظمته وزارة الإعلام حول مستجدات الحرب، الشعب السوداني بأن الجيش على مقربة من تحرير مدينة أم روابة.

 

وتعد أم القرى إحدى محليات ولاية الجزيرة ذات الكثافة السكانية العالية بعدد سكان يقدر بما يقرب من 220 ألف نسمة من المجموعات السكانية التي تمثل مزيجاً من كل قبائل السودان، وهي منطقة زراعية تضم الجزء الأكبر من مشروع "الرهد" الزراعي، إضافة إلى امتداد سهل البطانة المطري الممتد لمئات آلاف الكيلومترات.

وتتمتع محلية أم القرى بموقع استراتيجي مميز، إذ تحدها محلية شرق الجزيرة شمالاً، ومحلية ود مدني الكبرى غرباً، وولاية سنار من جهة الجنوب الغربي، وولاية القضارف من الجنوب الشرقي.

من جهتها قالت قوات "الدعم السريع" إنها تصدت لهجوم شنته قوات الجيش من ثلاثة محاور على منطقة أم القرى، انطلاقاً من المناقل وجبل أولياء وسنار.

وأوضح أحد القادة الميدانيين لقوات "الدعم السريع" يدعى كجك في مقطع مصور أن المواجهات استمرت منذ الخامسة صباحاً وحتى منتصف نهار أمس، في معارك ضارية استخدم فيها الجيش الطيران الحربي والمسيرات والمشاة. 

واعتبر الباشا طبيق مستشار "الدعم" حديث وزير الدفاع عن انتصارات للجيش في محلية أم القرى ومصنع سكر سنار ومحور أم روابة "كذبة هذا الشهر"، مضيفاً أن قواتهم كبدت الجيش وحلفاءه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بمحور الفاو الشرقي، واستطاعت تسلم 16 عربة مقاتلة وحرق تسع أخرى، ولاحقت المهاجمين طوال يوم أمس.

عمليات متزامنة

في السياق أوضح اللواء معاش عمران يونس أن العمليات الحربية المتزامنة الجارية الآن، وسيطرة الجيش على مصنع سكر سنار ومحلية أم القرى تضيق الخناق على قوات "الدعم السريع" داخل ولاية الجزيرة، وتمكنها من التقدم نحو تحرير كامل الولاية من جهتي الجنوب والشرق، توطئة لتحرير وتنظيف وتأمين ولاية شمال كرفان.

وأضاف يونس أن تحركات الجيش المكثفة الأخيرة تمهد لمتابعة بسط سيطرته على كل وسط السودان، فضلاً عن أن ووصول قواته بمشاركة "درع البطانة" إلى مدينة رفاعة وإغلاق الكبري الرابط بين شرق وغرب الجزيرة سيكون له دور كبير في المعارك الحاسمة المقبلة التي ستنعكس بدورها على إكمال تطهير ولاية الخرطوم مما تبقى من المتمردين، بعد أن بات نطاق حركتهم محدوداً جداً من الناحيتين الشرقية والجنوبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح الضابط السابق أن تحريك الجيش لكل المحاور القتالية في آن واحد، يهدف إلى تطييق الخناق على القوات الموجودة في ولايات وسط البلاد.

من جانبه أوضح المراقب العسكري إبراهيم عبدالوهاب أن الخسائر التي تعرضت لها قوات "الدعم السريع" خلال هذا الأسبوع في مناطق شمال كردفان تكسر خطتها التي كانت ترتكز على المحافظة على تلك المناطق للاستفادة من أهميتها الاستراتيجية اقتصادياً وسياسياً، لأن السيطرة عليها تجعل الباب مفتوحاً أمام الاستحواذ على كل كردفان، وتأمين كل من الخرطوم والجزيرة والقضارف وشرق سنار.

وأشار عبدالوهاب إلى أن الجيش تعامل مع معارك الوسط باحترافية كبيرة على أساس أنها ستكون حاسمة بالنسبة إلى وجود قوات "الدعم السريع" في تلك المناطق، لأن وصول قواته إلى مدينة أم روابة وتأمين محيطها سيكسر شوكة ميليشيات "الدعم السريع" تماماً.

ولفت المراقب إلى أن تدخل سلاح الجو كان حاسماً خلال اليومين الماضيين في قطع أي إمداد بشري أو بالعتاد لقوات "الدعم السريع"، بجانب حسن تحريك واستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران المسير.

قصف زمزم

على المحور الغربي بدارفور أعلنت إدارة معسكر "زمزم" للنازحين بشمال دارفور مقتل ثمانية مواطنين، بينهم أطفال وإصابة 13 آخرين منهم ثماني حالات خطرة، وناشدت المجتمع الدولي التدخل العاجل لحماية النازحين والوقف الفوري لعملية استهداف المخيمات من الميليشيات المتمردة.

ودان بيان للإدارة العليا للمعسكر استهداف ميليشيات قوات "الدعم" للمعسكر بالقصف المدفعي الثقيل بعيد المدى ليومين متتاليين، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين الأبرياء منهم أطفال ونساء وكبار سن.

ودان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، رئيس حركة جيش تحرير السودان، الشريك بـ"القوة المشتركة"، قصف قوات "الدعم" معسكر "زمزم" للنازحين بأطراف مدينة الفاشر، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين بالمعسكر، معتبراً قصف المعسكر استهدافاً عرقياً.

وطالب مناوي في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، الأمم المتحدة بأن تقول كلمتها في شأن الجرائم التي ترتكبها قوات "الدعم السريع"، باعتبار أن المعسكر هو الملجأ الوحيد لأبناء دارفور من كل اتجاهات.

دروع بشرية

لكن المتحدث الرسمي لقوات "الدعم" المقدم الفاتح قرشي نفى اتهامات حاكم دارفور، ووصفها بأنها مجرد ادعاءات في سياق محاولات تقمص دور الضحية والتغطية على الجرائم المرتكبة.

وأشار قرشي إلى وجود شواهد ميدانية تؤكد وجود نقاط ارتكاز عسكرية للقوة المشتركة داخل المعسكر، وتحويله إلى ثكنة عسكرية.

واتهم البيان قوات مناوي باستخدام المدنيين كدروع بشرية، واعتبر ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف، ودعا البيان الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك العاجل لحماية النازحين، وضمان انسحاب القوات المشتركة من داخل المعسكر.

إلى ذلك استعرض عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للجيش الفريق إبراهيم جابر، لدى لقائه مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي آنيت ويبر، الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتسهيل العمل الإنساني وفتح المعابر والمطارات السودانية لإدخال المساعدات.

 

وأكد جابر انفتاح الحكومة على المبادرات كافة التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار، وتمسكها بمنبر جدة التفاوضي كمرجعية تضمن وتحفظ حقوق الشعب السوداني، مناشداً الاتحاد الأوروبي الضغط على الجهات الإقليمية والدولية لوقف تدفق السلاح والمرتزقة للسودان.

على الصعيد نفسه أوضح الأمين العام لوزارة الدفاع السودانية اللواء أحمد صالح أن الميليشيات انتهجت نهجاً جديداً في حربها على السودان بإرسال المسيرات على دفعات كثيرة، كما حدث في الفاشر وعطبرة ومروي، مبيناً أن المسيرات المستخدمة من الفصيلة الاستراتيجية الانتحارية الكبيرة، وأن امتلاك مثل هذا النوع من المسيرات لا يتوفر إلا عبر اتفاقات بين وزارات الدفاع في الدول.

وأكد صالح أن الجيش يرصد ويراقب ويحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب، بينما تعمل الآليات التنفيذية بالدولة على تقديم شكوى رسمية ضد الدول المتورطة في الحرب التي لا يزال دعمها للميليشيات مستمراً.

وكان عضو مجلس السيادة الانتقالي نائب القائد العام للجيش الفريق شمس الدين كباشي وقف على سير العمليات العسكرية بالمناطق الأمامية في محوري المنطقة العسكرية الشرقية بولاية القضارف والمنطقة العسكرية الوسطى بالنيل الأبيض، مؤكداً امتلاك الجيش زمام المبادرة في محاور وجبهات القتال كافة.

استيلاء واسترداد

وأعلن الجيش السوداني قبل أسبوعين تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار (360 كيلومتراً عن الخرطوم باتجاه الجنوب الشرقي)، بعد أن سيطرت عليها قوات "الدعم السريع" في آخر يونيو (حزيران) الماضي.

واندلعت الحرب السودانية بين الجيش وقوات "الدعم" منذ الـ15 أبريل (نيسان) 2023 في الخرطوم، لكن نيرانها سرعان ما تمددت إلى 13 ولاية من مجمل ولايات السودان الـ18.

وتسببت الحرب في خسائر بشرية ومادية متعاظمة وموجة نزوح وتشريد ملايين المواطنين هي الأكبر في العالم، بجانب ما خلفته من أزمة إنسانية كارثية ومجاعة تهدد أكثر من نصف السودانيين الذين باتوا في حاجة ماسة إلى معونات غذائية عاجلة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات