Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسعد بولس "صانع صفقات" ترمب لإدارة ملف لبنان

إدارة الرئيس الأميركي المقبل ستكون بحاجة إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وإدارة الأزمة الإنسانية في غزة والتعامل مع عدم الاستقرار المفاجئ في سوريا

مسعد بولس مستشار ترمب للشؤون العربية وشؤون الشرق الأوسط (غيتي)

ملخص

في حين لم يقدم بولس سوى القليل من التفاصيل حول كيفية تعامله مع مثل هذا الدور الواسع في البيت الأبيض، يقول المراقبون في واشنطن إن المنصب قد يكون مؤثراً.

لم يأت قرار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بتعيين مسعد بولس والد صهره مستشاراً رفيعاً للشؤون العربية وشؤون الشرق الأوسط، مفاجأة، إذ إن بولس كان يعمل مستشار الشؤون العربية في الحملة الانتخابية لترمب، فضلاً عن أن الأخير اعتمد في تعييناته لفريق إدارته على المقربين، وقد جاء تعيين بولس عقب تعيين تشارلز كوشنر والد صهره جاريد سفيراً للولايات المتحدة في باريس. 

ولعب الملياردير الأميركي - اللبناني دوراً فعالاً في حشد الدعم لترمب بين الجالية العربية الأميركية بخاصة في الولايات المتأرجحة، ومن ثم فإن تعيينه مستشاراً رفيعاً لشؤون الشرق الأوسط يطرح التساؤل عن التأثير الذي يمكن أن يحدثه شخص من أصل عربي يرتبط بعلاقات متشابكة مع أطراف متضادة في المنطقة، في سياسات الإدارة الأميركية المقبلة في المنطقة. 

حلقة وصل

استطاع بولس ترسيخ مكانته في الدائرة المقربة من ترمب ليس فقط من خلال زواج ابنه مايكل من تيفاني ترمب الابنة الصغرى للرئيس الأميركي، لكنه قدم نفسه باعتباره حلقة الوصل بين الناخبين الأميركيين من أصل عربي وحملة ترمب وبالفعل حقق الأخير نجاحاً كبيراً في تلك المناطق ذات الكثافة العربية، لا سيما ولاية ميتشغان المتأرجحة التي صوتت للمرشحين الديمقراطيين في 2016 و2020. 

في أثناء الحملة الانتخابية استغل بولس اثنين من الحروب المشتعلة في المنطقة لاستمالة الناخبين من أصل عربي لمصلحة ترمب، فوعد بإنهاء حربي غزة ولبنان، وهما سببان رئيسان في غضب الأميركيين العرب من إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن الذي قدم دعماً هائلاً لإسرائيل. وخلال الفعاليات التي أقيمت للناخبين العرب الأميركيين، حيث يشكل المنحدرون من أصل لبناني الكتلة الكبرى، قال بولس إن ترمب هو "الأمل الأخير" للبنان حيث كانت الحرب في أوجها خلال تلك الأثناء وقبل أن توقع إسرائيل و"حزب الله" اتفاقاً لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي. 

ووفق المنشور عنه في الصحافة الغربية، فإن عائلة بولس وهى مسيحية مارونية تنحدر من أقصى شمال لبنان ولها تاريخ عريق. وفي حين غادر بولس الأب لبنان في سن المراهقة إلى تكساس، وانتهى به المطاف في نيجيريا، حيث جمع مثل كثير من اللبنانيين ثروة كبيرة من مبيعات السيارات، لكنه حافظ على روابط وثيقة مع عائلته في لبنان.

ويرتبط بولس بصداقة مع سليمان فرنجية زعيم تيار المردة وحليف "حزب الله" اللبناني وهو مؤيد علنى للرئيس السوري بشار الأسد، كما كان فرنجية المرشح المفضل للرئاسة في لبنان من قبل "حزب الله". وكان والد بولس وجده من الشخصيات السياسية اللبنانية، وكان والد زوجته ممولاً رئيساً للتيار الوطني الحر، وهو حزب مسيحي متحالف مع "حزب الله."وفي الوقت نفسه يرتبط بولس باتصالات قوية مع حزب القوات اللبنانية، وهو فصيل مسيحي مناهض بشدة لـ"حزب الله"، كما تقول المصادر، وله علاقات مع مشرعين مستقلين، كما نفى سابقاً أنه يتفق مع آراء فرنجية. 

إدارة مختلفة

هذه الروابط من شأنها أن تمنح واشنطن إدارة سياسية مختلفة داخل لبنان وفي ما يتعلق بالميليشيات المدعومة من طهران. وفي حين ليس من الواضح ما إذا كان بولس لعب دوراً في اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الشهر الماضي، إذ أدارت الاتفاق إدارة بايدن، فإن مصادر تحدثت لصحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية، أفادت بأن بولس كان على اتصال بالفاعلين السياسيين من الاتجاهات المختلفة في لبنان، وهو إنجاز نادر في لبنان، حيث تتعمق الخصومات التي استمرت عقوداً بين التيارات السياسية، مما يعني أن واشنطن سيكون لها دور رفيع في المجال السياسي اللبناني، حيث تتجه البلاد بالفعل نحو انتخاب رئيس بعد شغور المنصب طوال عامين. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأخيراً، سافر بولس إلى واشنطن للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين ودبلوماسيين آخرين وممثلين أميركيين، إذ كان مرجحاً على نطاق واسع أنه سيكون الشخص التالي الذي يشرف على العلاقات بين إسرائيل ولبنان، ويتولى الملف من كبير مستشاري الرئيس بايدن آموس هوكشتاين. وقال شخص مطلع للصحافة الأميركية، إن هوكشتاين أطلع أشخاصاً عدة مقربين من ترمب على جهود وقف إطلاق النار، وأضاف أن هوكشتاين كان على اتصال مع مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف ومستشار ترمب للأمن القومي مايك والتز وجاريد كوشنر.

ويحدد اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل و"حزب الله" الانسحاب التدرجي للقوات الإسرائيلية و"حزب الله" من جنوب لبنان على مدى 60 يوماً. ومن المقرر أن ينتشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل على نطاق واسع في المنطقة، وسيُفرض ذلك من خلال آلية مراقبة بقيادة الولايات المتحدة.

صانع الصفقات

وصف ترمب مسعد بولس في منشور على منصة "تروث ميديا" بأنه صانع صفقات، وقال إن "مسعد صانع صفقات، ومؤيد ثابت للسلام في الشرق الأوسط. سيكون مدافعاً قوياً عن الولايات المتحدة ومصالحها، وأنا سعيد لوجوده في فريقنا!" وعمل بولس سابقاً كوسيط بين ترمب والرئيس الفلسطيني محمود عباس، حين التقى مع عباس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الاجتماع الذي وصفه بولس لصحيفة "نيويورك تايمز" بأنه "شخصي بحت". وخلال الاجتماع ورد أنه نقل رغبة ترمب في إنهاء الحروب، بما في ذلك بين إسرائيل و"حماس".

في حين لم يقدم بولس سوى القليل من التفاصيل حول كيفية تعامله مع مثل هذا الدور الواسع في البيت الأبيض، يقول المراقبون في واشنطن إن المنصب قد يكون مؤثراً، فإدارة ترمب المقبلة ستكون بحاجة إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وإدارة الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن أكثر من عام من الحرب بين إسرائيل و"حماس"، والتعامل مع عدم الاستقرار المفاجئ في سوريا بعد أن حققت الفصائل المسلحة مكاسب كبيرة خلال الأسبوع الماضي.

وخلال إدارته الأولى بين 2016 و2020 طرح ترمب عدداً من السياسات المثيرة لمصلحة إسرائيل التي غالباً ما أدت إلى تنفير زعماء آخرين في الشرق الأوسط، إذ اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى هناك، وقطع المساعدات لوكالة الأمم المتحدة التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين واقترح عدداً من الاتفاقات بين إسرائيل والدول العربية التي أغفلت شروطاً تهدف إلى تأمين اتفاق ينطوي على إنشاء الدولة الفلسطينية.

يضم فريق ترمب في الشرق الأوسط مطور العقارات ستيف ويتكوف، الذي عينه ترمب مبعوثاً خاصاً إلى المنطقة، ومرشحه لمنصب السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي. ولا يتمتع أي من هؤلاء الذين سُموا بخلفيات دبلوماسية تقليدية، بل يعكسون ميل ترمب إلى تعيين الأصدقاء المقربين والعائلة في مناصب رئيسة.

المزيد من تقارير