ملخص
تعمل شركات مثل "أدفانسد مايكرو" و"غوغل" و"مايكروسوفت" و"ميتا" على تطوير شرائح خاصة لتقليل الكلفة وتسريع الحوسبة
في جنوب مدينة أوستن بولاية تكساس، صمم مهندسون في شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" شريحة ذكاء اصطناعي جديدة تعرف باسم MI300، التي أصدرت قبل عام، ومن المتوقع أن تحقق مبيعات تتجاوز 5 مليارات دولار في عامها الأول.
وعلى الجانب الشمالي من أوستن، في ناطحة سحاب، طور مصممو شركة "أمازون" نسخة جديدة وأسرع من شريحة ذكاء اصطناعي تسمى "ترينيوم"، اختبرت في مجموعة متنوعة من الأجهزة، من لوحات دوائر صغيرة إلى حواسيب معقدة بحجم ثلاجتين.
وتظهر هاتان المبادرتان في أوستن تحولاً كبيراً في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح الأهم والأكثر طلباً حالياً. وعلى رغم هيمنة شركة "إن فيديا" على هذه الصناعة، إذ نجحت في تحويل رقائق الذكاء الاصطناعي إلى مصدر قوة هائل جعلها شركة بقيمة 3 تريليونات دولار، فإن منافسيها مثل "أدفانسد مايكرو ديفايسز" و"أمازون" بدأوا في تقديم بدائل قوية.
منافسة متزايدة
بدأت رقائق "أدفانسد مايكرو ديفايسز" و"أمازون"، إلى جانب ردود فعل العملاء، تشير إلى ظهور بدائل ذات أداء قوي وسرعات أعلى بأسعار أقل، وفقاً للمحلل في مجموعة" فوتوريوم"، دانييل نيومان، مضيفاً "ما كنا نعرف أنه ممكن بدأ الآن يتحقق".
واليوم تركز الشركات المنافسة على مرحلة حاسمة من تطوير الذكاء الاصطناعي تعرف بــ"الاستدلال" (Inferencing)، وهي برامج تسمح لأجهزة الحاسوب بالتفكير تماماً وهي المرحلة التي تنفذ فيها النماذج المدربة مهامها، مثل تشغيل "روبوتات" الدردشة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "كوالكوم"، لصحيفة "نيويورك تايمز"، "القيمة التجارية الحقيقية تأتي مع الاستدلال، ونحن نشهد الآن توسعاً في هذه المرحلة".
التحول في استراتيجيات التصنيع
ولم يقتصر المنافسون على تصنيع الشرائح فحسب، بل اتبعوا استراتيجية "إن فيديا" بإنشاء أنظمة حاسوبية متكاملة تضمن أقصى استفادة من الشرائح، فعلى سبيل المثال، أعلنت "أمازون" هذا الأسبوع عن خدمات حوسبة جديدة تعتمد على شريحة "ترانيوم 2"، مع أنظمة مخصصة تضم 16 إلى 64 شريحة، مصممة لتعزيز أداء الاستدلال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشفت "أمازون" عن خطط لإنشاء "مصنع ذكاء اصطناعي" لمصلحة شركة "إنثروبك" الناشئة، التي طورت روبوت الدردشة "كلاودي"، مشيرة إلى أن هذه المنشأة ستستخدم مئات الآلاف من رقائق "ترينيوم" وستكون أقوى بخمس مرات من أي نظام استخدمته الشركة الناشئة سابقاً.
وعلى رغم هذه التطورات، لا تزال "إن فيديا" تحتفظ بتفوقها، إذ أوضح رئيسها التنفيذي جينسن هوانغ أن الشركة تمتلك مزايا هائلة في البرمجيات وأداء الاستدلال، مضيفاً أن الطلب على رقائقها الجديدة "لاك ويل" مرتفع للغاية، على رغم كلفتها الكبيرة.
ومع تزايد المنافسة، تظهر شركات ناشئة مثل "سامبانوفا سيستيمز" و"سيريبراس" و"غروكيو"، التي تقدم تقنيات أسرع وأقل استهلاكاً للطاقة. وفي الوقت ذاته، تعمل شركات مثل "أدفانسد مايكرو ديفايسز"، و"غوغل"، و"مايكروسوفت"، و"ميتا" على تطوير شرائح خاصة بها لتقليل الكلفة وتسريع عمليات الحوسبة.
أما "أمازون"، فتبدو مصممة على اللحاق بالركب، إذ خصصت 75 مليار دولار هذا العام لتطوير شرائح الذكاء الاصطناعي وغيرها من تقنيات الحوسبة، وتركز بصورة خاصة على تعزيز أداء شريحة "ترينيوم2" وتطوير نسخة أكثر قوة تسمى "ترينيوم 3".
ومع تزايد البدائل، يبدو أن سوق رقائق الذكاء الاصطناعي ستشهد مزيداً من المنافسة، مما يفتح المجال لتقنيات جديدة تعزز الأداء وتخفض الكلفة.