ملخص
سعت الجماعة المحسوبة على إيران إلى تصوير أن جثة القتيل محتجزة لدى التحالف ليأتي النفي محرجاً لها.
يحيط مقتل قيادي حوثي أخيراً شيء من الغموض والخفايا، وسط محاولات حثيثة من الجماعة إرجاع سبب الوفاة للحرب الداخلية المتوقفة بفعل الهدنة غير المعلنة منذ أكثر من عامين.
وكان القيادي حامل صفة "نائب وزير الخارجية السابق" في حكومة الجماعة غير المعترف بها دولياً، نشر عبر حسابه على منصة "إكس" بياناً ينعى فيه أخاه، وادعى أنه "لا يوجد عزاء بسبب اهتمامه بعدم إلهاء أنصار الجماعة عن الحرب ضد إسرائيل" حد تفسيره.
وسعت قيادات الجماعة لتقديم القتيل بأنه "شهيد" كانت جثته محتجزة لدى التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية، ليأتي النفي سريعاً من المتحدث باسم التحالف تركي المالكي بعدم معرفتهم وعدم تسليمهم لأية جثة للحوثيين، وهو ما وضع الجماعة في موقف محرج وسط اتهامات بمقتله في صفوف الجيش التابع للنظام السوري في المعارك التي تجري هذه الأيام في عدد من المناطق السورية.
في سوريا
وفي تغريدة له أكد القيادي الموالي للجماعة حامل صفة "وزير التعليم العالي السابق" في حكومتهم حسين حازب مقتل العزي، معزياً إياه في تغريدة نشرها أمس.
وقال حازب إنه كان بجوار شقيقه حسين، عندما جاءه اتصال يحمل نبأ مقتله.
تأكيد حازب يرجح الرواية التي تتحدث عن مقتله أخيراً فعلاً، ولكن في مكان غير اليمن حيث الجبهات صامتة، خصوصاً وحازب يروي أن العزي رفض ذهابهم معه لتعزيته واستقبال الجثمان، مرفقاً رده بقوله إنه "لا داعي، هناك ما يجب متابعته من دون أي تفاصيل أخرى".
هذا ونشرت الجماعة صورة القتيل "فارس حمود العزي" دون الإشارة لمكان مقتله كما جرت العادة مع باقي صور قتلاها.
من جانبه قال المحامي محمد المسوري إن "شقيق حسين العزي قتل في سوريا، ويخاف (الحوثيون) أن يظهروا أمام الآخرين بأنهم يقاتلون مع قوات النظام السوري"، وأضاف في تغريدة "هكذا يزعمون أن هناك قتلى منهم قتلوا في اليمن".
ويشارك الحوثيون في الحرب الجارية في فلسطين ولبنان كذراع تابعة "لمحور إيران" الذي يرفع شعار "تحرير" فلسطين، في حين يحاصر القرى والمدن ويقصف الأهالي بالصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة ويستعد للعودة للحرب ويرفض صرف المرتبات في المناطق الخاضعة لسيطرته، كما يرفض الدعوات الإقليمية والأممية والدولية إلى الدخول الجاد في مشاورات السلام والتوقيع على خريطة طريق تؤسس لإنهاء الحرب الدامية التي يكابدها اليمنيون منذ 10 أعوام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهو ما يفسر مشاركة عناصره مع القوات التابعة لإيران في سوريا إذا ما ثبت ذلك، إذ لم نتمكن من الحصول على تعليق حوثي حول التهم المقدمة إليهم ونلتزم بنشرها في حال ورودها.
صراعات أخرى ومحاولات حوثية
ورد القيادي في الميليشيات حسين العزي على نفي المتحدث باسم التحالف بالقول إن "ناطق التحالف لم ينف تبادل الجثامين، وإنما انتقد كلمة (مؤخراً)، مع أنها التعبير الأدق لعودة جثة (شقيقه)، بعد سنوات من (مقتله)، فهل كان علي أن أقول (مقدماً) بدلاً عن (مؤخراً)؟".
وأضاف "مع ذلك هذا النوع من التراشق ليس مهماً، والأهم من كل ذلك هو مواصلة تعزيز العمل المشترك لإغلاق ملف الأسرى وبقية ملفات الخلاف".
وأمس الثلاثاء نفى المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي ما زعمه القيادي الحوثي العزي في شأن تسلم جثة أخيه فارس العزي "أخيراً"، واصفاً تلك التصريحات بأنها مضللة.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن المالكي قوله إن ما جاء في تصريحات العزي "غير دقيق ويفتقر إلى الصدقية"، مؤكداً أن عملية استعادة وتسليم الجثامين تمت في شهر يونيو (حزيران) 2023، إذ استعيدت جثامين تسع من الشهداء السعوديين و20 من شهداء الجيش اليمني، إضافة إلى 57 جثماناً لمقاتلين حوثيين قتلوا على الحدود.
وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن مقتل قيادات حوثية أخيراً في المعارك التي تدور حول مدينة حلب السورية على يد قوات المعارضة، بينهم شقيق القيادي الحوثي حسين العزي.
في شأن توقيت إعلان التصريحات الحوثية وفحواها، قال المالكي إن مثل هذه التصريحات قد تكون لأسباب داخلية تخص الحوثيين، مؤكداً أن الاسم المذكور في تصريح العزي لم يكن من بين الأسماء المقدمة خلال مفاوضات استعادة الجثامين، وأضاف أن هذا الاسم قد يكون مرتبطاً بصراعات إقليمية أخرى.
وبدأ الحوثيون مهاجمة السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وأجبروا حركة الشحن التجارية على إعادة تنظيم المسارات التجارية العالمية بين أوروبا وآسيا وإضافة كلف إليها.