ملخص
تطورات سوريا الميدانية المتسارعة ترافقت مع تساؤلات حول توقيت هذا الهجوم وتأثيره على مستقبل سوريا، وإلى أين قد يصل؟
لا يزال العالم والمنطقة تحديداً يعيشان صدمة ما يحدث في سوريا، حيث تبدل المشهد تماماً خلال أيام قليلة مع شن "هيئة تحرير الشام" هجوماً في شمال غربي البلاد سيطرت خلالها على مناطق واسعة ومن ضمنها مدينة حلب، ووصلت إلى أطراف حماة.
ترافق هذه التطورات كثير من التساؤلات حول توقيت هذا الهجوم وتأثيره على مستقبل سوريا، وإلى أين قد يصل؟
يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية"، إن الهيئة كانت أعدت لهذا الهجوم منذ سنة، وكان من المفترض أن تبدأ به في سبتمبر (أيلول) الماضي، وكان هناك حديث عن تدريب "هيئة تحرير الشام" من قبل ضباط من أوروبا الشرقية في ريف إدلب الجنوبي الغربي على استخدام المسيرات واستخدام العتاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف، "لكن بدء التوقيت قبل أيام يعود للجغرافيا السورية الآن التي تغيرت بشكل كبير جداً وبشكل متسارع، وهذا يتضمن الدخول إلى مدينة حلب وانسحاب الجيش السوري خلال ساعات من دون أي قتال والسيطرة على أحياء مدينة حلب حياً وحياً"، ويشير عبدالرحمن إلى أنه قد يكون هناك بعض عناصر النظام من أبناء المدينة متوارين داخل منازل وينفذون عمليات اغتيال بحق الهيئة وعناصرها وهو ما يحصل في بعض الأحياء، لكن الواقع أن السيطرة تمت الآن على المدينة الاستراتيجية وهي من أقدم مدن العالم وأكبر مدينة سورية من حيث الجغرافيا، وهذا ما قلب الموازين بشكل كبير، بعد ذلك السيطرة على كامل إدلب وريف حماة الشمالي والوصول إلى أطراف مدينة حماة.
النظام في حال غير صحي
يشدد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان على أن هذا الواقع سيجعل النظام في حال غير صحي خصوصاً أنه ليس لديه عديد كاف من أجل استعادة زمام المبادرة وشن هجمات مضادة حتى لو كان لديه دعم من الطائرات الروسية، فالدعم الجوي لا يكفي وحده من أجل حسم الميدان على الأرض.
ويقول، "الأمور العسكرية ستتوقف عند قدرة قوات النظام على إيقاف الزحف من قبل الهيئة والفصائل المقاتلة معها، ولن تتوقف العمليات طالما أن هناك إمكانية للتقدم، خصوصاً أن هناك نحو 20 ألف مقاتل مشاركون في هذه العملية قد يستمرون بالتقدم ويصلون إلى أقصى ريف حماة الشرقي وصولاً إلى البادية السورية التي فيها قرى متناثرة وحينها سنستطيع القول بالحرف الواحد، إن الجغرافيا السورية الآن تحولت إلى جغرافيا أخرى، وإنه إن لم يكن هناك حل سياسي شامل يفضي إلى انتقال ديمقراطي للسلطة أو تحقيق العدالة الاجتماعية في سوريا، فإن سوريا سائرة نحو التقسيم الحقيقي خصوصاً بعد أن شاهدنا عملية التهجير للكرد من ريف حلب الشمالي، وسابقاً من عفرين".
وفي السياق نفسه، يختم رامي عبدالرحمن كلامه بالتأكيد على أن التغيير الديمغرافي يطبق في سوريا وكذلك تغيير المعادلات، ويتابع، "الواضح أن هناك ما يرسم للجغرافيا في سوريا، إما حل سلمي انتقالي أو حل تقسيمي لسوريا يرضي الطوائف والأديان والأعراق الموجودة داخل الأراضي السورية".