Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المخرجة آفا دوفيرناي لـ"اندبندنت عربية": التغيير الحقيقي في المجتمع يستغرق وقتا

تتحدث المخرجة الأميركية صاحبة الأفلام العديدة حول حقوق الإنسان والعدالة وعن الوصفة الناجحة للإصلاح والتقدم وتثبيت الديمقراطيات

ملخص

المخرجة الأميركية آفا دوفيرناي تؤكد أن التغيير الحقيقي في المجتمع يتطلب وقتاً وجهوداً مستمرة عبر الأجيال، وتدعو إلى الإصرار على العدالة الاجتماعية من خلال الفن والعمل الجماعي

حققت آفا دوفيرناي مسيرة حافلة مليئة بالإنجازات على غرار فيلم "سيلما" Selma (2014) الذي شارك في إنتاجه كل من براد بيت وأوبرا وينفري، والذي يتمحور حول مسيرة عام 1965 من أجل الحقوق المدنية للأشخاص ذوي البشرة السوداء في الولايات المتحدة، وفيلمها الوثائقي "الـ13" The 13th (2016) الذي يغوص في عالم السجن الجماعي الأميركي الذي يضع السجناء تحت العبودية القانونية، مروراً بالمسلسل الناجح "عندما يروننا" When they see us التي بث على "نتفليكس" عام 2019 ويدور حول القصة الحقيقية التي تنطلق من الشارع الخامس في مانهاتن إلى العالم، ويروي قصة مجموعة من المراهقين الملونين الذين اتهموا ظلماً بالاغتصاب عام 1989. أما فيلمها الروائي الأخير "الأصل" Origin الذي من المتوقع صدوره قريباً في أنحاء العالم كافة، فهو مقتبس من رواية "كاست" Caste الخيالية الحائزة جائزة "بوليتزر" للكاتبة إيزابيل ويلكرسون، والذي يرقى إلى مستوى تحقيق في أصول العنصرية عبر المكان والزمان.

على هامش دعوتها ومشاركتها في مهرجان مراكش السينمائي الـ21، كان للمخرجة الأميركية المرشحة لجائزة "غولدن غلوب" والحاصلة على جائزة مهرجان "صندانس" Sundance السينمائي آفا دوفيرناي حديث مع "اندبندنت عربية"، ناقشت خلاله مسائل عديدة في إطار العدالة الاجتماعية وتطرقت إلى كونها رائدة للأجيال القادمة.

وتتحدث أفلام دوفيرناي عن الظلم والعدالة والتغيير والديمقراطية، وهي لا ترى مشكلة أن عملية الإصلاح قد تستغرق أجيالاً عديدة، وتقول عن حال الأمور "يمكنني القول إنني غير راضية لأنه عبر الأعوام الـ10 الماضية لم يكن هناك ما يكفي من التغيير والتقدم، لكنني لا أشعر بذلك ولا أنظر إلى ذلك من ناحية سلبية. أشعر أن كل خطوة نقوم بها هي خطوة نحو هدف سيستغرق أجيالاً عديدة لتحقيقه وهذا أمر جيد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبرز دوفيرناي دور الأجيال السابقة من النساء اللاتي ناضلن من أجل الحقوق والتغيير، وترى أن إنجازات النساء في الأفلام والإعلام اليوم "ما كانت لتكون ممكنة لولا جهود النساء اللاتي سبقننا، لذلك لا أشعر بالإحباط لأنني أعلم أن هذه رحلة طويلة ومسيرة طويلة، والشعلة نقلت إلينا. وفي حياتنا قد نتقدم نصف خطوة فقط ولكن الجيل التالي والذي يليه سيتقدمون بالطريقة نفسها، وهذا لا بأس به".

خلال المهرجان، عُرضت مقاطع من بعض أفلام آفا التي تتضمن مشاهد مؤثرة وخصوصاً في مسلسل "عندما يروننا"، ولكنها مع ذلك ما زالت تتمسك بالإيجابية والعزم حيال عملها فسألناها عن سرها للحفاظ على تلك السعادة والحافز خلال أعمالها كافة، "أشعر أن إحقاق العدالة أمر ضروري للغاية. العدالة أمر ملح، وهذه مسألة ملحة" تقول المخرجة الأميركية.

وشرحت بأن الخطوات التي نتخذها لا يجب أن تكون مترفة، لأنه من أجل تحقيق خطوة ما لا بد من وجود ضغوط شديدة حتى نتمكن من إنجاز بعض التقدم. وأردفت قائلة "نحتاج إلى أن نشعر بالرضا مع أننا قد لا نلمس النتيجة على الفور. وعلينا أن نقتنع بأن التغيير الحقيقي يستغرق وقتاً وأننا سنخطو خطوتين إلى الأمام ونتراجع خطوة إلى الوراء أو العكس. إنها الطريقة التي نحتاج بها إلى التعامل مع هذه المشكلات حتى لا نتعب وننهك وتخور قوانا".

وسلطت الضوء على نصيحة تتبعها، عندما يحصل أمر جيد سيحصل أمران سيئان بموازاته، ولهذا علينا أن نستمر في الدفع قدماً رويداً رويداً و"عليك أن تستمر في الدفع والمضي قدماً، لأن الأمر ملح وضروري وعندها ستتحرك العجلة شيئاً فشيئاً".

وعن الوضع في الولايات المتحدة، تقول دوفيرناي "أشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه المشهد السياسي، وبالحزن الشديد إزاء تصرفات الإدارة الحالية والإدارة القادمة، لذلك من الضروري أن يرفع الناس أصواتهم. ويجب أن نبذل قصارى جهدنا ونفعل ما بوسعنا، كلٌّ من موقعه لدعم الأشخاص الذين يعانون اضطرابات ويعيشون أوضاعاً مأسوية وصدمات في جميع أنحاء العالم، وفي وطننا أيضاً".

وتشرح دوفيرناي أن مساحتها الفنية "آراي" Array في لوس أنجليس تعد بمثابة واحة لمحبي الفنون ومركز دعم لكل من يرغب في خلق وإنتاج أعمال فنية، وتوضح "نحرص على أن تكون الأبواب مفتوحة لأي شخص يقصدنا ويريد أن ينخرط في مجموعة حول السينما بشتى الطرق التي يمكن أن تغير الأشياء من خلال سرد القصص".

وتؤمن دوفيرناي بأن مسيرة التغيير تتطلب تكاتفاً وأفعالاً من كل واحد منا، وتوجهت بالسؤال "ماذا يمكنك أن تفعل؟ ماذا الذي تمتلكه تحت تصرفك؟ هل هو مقدرتك أن تكون لطيفاً مع شخص ما في محطة القطار؟ هل هي مشاركتك للمعلومات؟ هل هو من خلال تقديم كتاب لشخص يحتاج إلى التعليم؟ هل ستكون ذلك الشخص الذي يرفع الصوت أثناء حديث عنصري أو متحيز، فيقول ’لا، هذا ليس صائباً!‘ ويتحدث بصراحة وجرأة؟ هذه الأشياء مهمة، ليس مهماً أن تكون صانع أفلام لإحداث التغيير ولا أن تكون سياسياً للقيام بذلك أيضاً".

المزيد من سينما