Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغزيون وشعور متزايد بتخلي الأمم المتحدة عنهم

يخاف سكان القطاع على مستقبلهم بعد الحرب وقلق متنام في شأن توفير الطعام لهم

أحد الفصول في غزة بعد قصف إسرائيل دمر المدرسة (أ ف ب)

ملخص

لا يعتقد سكان غزة أن الأمم المتحدة قادرة على تطبيق قراراتها في شأن وقف الحرب والمساعدات، على رغم أنه مهم جداً في الوقت الحالي بخاصة في ما يتعلق ببند إدخال المساعدات الإنسانية.

لا يبالي النازح الفلسطيني رأفت كثيراً في اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً في شأن وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل في قطاع غزة، لكنه بعد سماعه للخبر ضرب كفاً بكف قائلاً "هذه دعوة رمزية، منذ أشهر الحرب الأولى تخلت الأمم المتحدة عنا".

بدا رأفت غير متحمس كثيراً لمتابعة بقية تفاصيل القرار الأممي بل، ويعتقد أن لا شيء سيحدث على أرض الواقع، يدير ظهره ويسير ببطء شديد ويقف عند بوابة خيمته، يفتح إسدالاً قماشياً حوله إلى باب لها، ويضيف "لا يوجد هنا أي نوع طعام، لو أن الأمم المتحدة لم تتخل عنا لوجدت مساعدات إنسانية في إيوائي".

خذلان متعدد الأوجه

ينادي رأفت على أطفاله ويسألهم "متى توقفتم عن الدراسة؟ والمفروض في أي صف أنتم؟"، يحاول النازح المصاب باليأس أن يثبت تخلي الأمم المتحدة عن النازحين في غزة، بسرعة يجيبه طفله "لم أتعلم منذ جائحة كورونا، لقد توقفت عن الدراسة والحرب حرمتني منها".

يضحك رأفت ويقول "بحسب فهمي البسيط فإنه مطلوب من وكالات الأمم المتحدة في غزة أن تقدم في أوقات الحرب المساعدات الإنسانية والغذاء والتعليم، لكن للأسف لا شيء من ذلك يحدث على أرض الواقع".

ذهب رأفت، بحسب حديثه، قبل يومين إلى عيادة تابعة لمنظمة الصحة العالمية لتلقي علاجاً مناسباً للرشح والسعال، لكنه لم يجد أصناف الدواء المناسبة لوعكته الصحية، وغادر وهو متيقن من أن الأمم المتحدة تخلت عن غزة فعلياً.

عجز عن وقف الحرب

شعور تخلي الأمم المتحدة عن غزة منتشر لدى جميع النازحين في المنطقة الإنسانية التي خصصها الجيش الإسرائيلي لإيواء المشردين من بيوتهم، وتنامى هذا الشعور أخيراً بعدما عجزت الهيئة الدولية عن فعل أي شيء للقطاع.

تقول رندا "حاولت الأمم المتحدة كثيراً العمل على وقف إطلاق النار في غزة، وعجز مجلس الأمن والجمعية العامة عن تنفيذ قراراتهم، هذا أكبر تخل عن القطاع وبعد ذلك لحق كثير من التخلي عنا".

 

 

من وجهة نظر رندا فإن عجز الأمم المتحدة عن إدخال المساعدات المنقذة للحياة لغزة، سواء كانت الغذاء أم الدواء أم المياه، وفشلها في مساعدة العالقين تحت النار في النصف الشمالي للقطاع، يعد التخلي الثاني.

تضيف رندا "لا تستطيع الأمم المتحدة تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني ولا حماية الأطفال والنساء ولا توفير مأوى، فإن هذا خذلان كبير، وجميع النازحين العاجزين عن شراء طعامهم يؤكدون أن المنظمة خذلتهم".

تعليق الخدمات

أخيراً صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط في قطاع غزة، لكن هذا القرار يبقى رمزياً على رغم أنه يتضمن "الإفراج الفوري وغير المشروط على كل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في القطاع"، كما يدعو القرار الأممي إلى وصول آمن وبلا عوائق للمساعدات الإنسانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا يعتقد سكان غزة أن الأمم المتحدة قادرة على تطبيق قرارها، على رغم أنه مهم جداً في الوقت الحالي بخاصة في ما يتعلق ببند إدخال المساعدات الإنسانية، إذ يعتمد النازحون على الخدمات التي تقدمها الأمم المتحدة، خصوصاً المساعدات الغذائية التي باتت تنقذ حياتهم من الموت جوعاً.

يقول هشام "بعد كل قرار أممي تزيد إسرائيل من قيودها على غزة ومن حدة القتال، وبعد ذلك تضطر الأمم المتحدة إلى تعليق خدامتها. أكثر من مرة علقت وكالات الإغاثة الأممية عملها في غزة، هذا هو التخلي عنا بعينه".

لطمة

من جانب رسمي يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، "يشعر سكان غزة على مدار الوقت بأنهم تلقوا لطمة على خدهم من الأمم المتحدة، جميع وكالاتها لا تقوم بالدور المطلوب منها، إذا لم تساعد تلك المنظمات النازحين فمن يقدم لهم الخدمات".

ويقول رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، "رصدنا حالة من الشعور بالخذلان للمدنيين الذين ليس لديهم ملجأ يتوجهون إليه داخل غزة، وهؤلاء يحملون الأمم المتحدة المسؤولية عن ذلك".

 

 

ويضيف "هناك مشاعر لدى سكان القطاع بأن الأمم المتحدة تتخلى عن دورها طوعاً من دون أن تمارس ضغوطاً حقيقية على الجيش الإسرائيلي، وهناك اعتقاد بأن هذه المنظمة لا تتبع الآليات المطلوبة لفضح الانتهاكات الإسرائيلية أو محاسبة حكومة بنيامين نتنياهو على ما تقوم به من تضييق الخناق على عمل المؤسسات الأممية".

محاولة لتخفيف التوتر

تدرك الأمم المتحدة ما يشعر به سكان غزة، وتقول منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ "في القطاع يشعرون بأننا تخلينا عنهم، سألني النازحون هناك أين المجتمع الدولي متى سيكون هناك وقف لإطلاق النار، وما أخبار المساعدات الإنسانية".

وتضيف "عبر لي سكان غزة عن قلقهم وخوفهم من أن يكون العالم نسيهم، هنا يعيش الناس حالة من اليأس المطلق، كثير من الأهالي يشعرون بالقلق على مستقبل أولادهم، شعرت بحالة من القلق العميق لديهم في ما يخص عمليات الأونروا".

تحاول الأمم المتحدة تخفيف توتر سكان غزة، إذ يؤكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن فرق المساعدات الإنسانية التابعة للمنظمة ملتزمة بشدة تقديم المساعدات المنقذة للحياة.

ويقول "لن نتخلى عن غزة مهما كان الأمر، مستمرون في التفاوض مع السلطات الإسرائيلية لإيجاد الظروف المناسبة للسماح بتسليم المساعدات الإنسانية بصورة آمنة، المعونات يمكن أن تحدث فارقاً وقد تهدئ قلق السكان في القطاع".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات