ملخص
تتراجع القوات الأوكرانية، الأقل عتاداً وعديداً، منذ بداية الخريف، تدريجاً في وجه الجنود الروس الذين باتوا عند تخوم بوكروفسك، المدينة المنجمية الكبيرة والمركز اللوجستي في شرق أوكرانيا الذي يحاولون السيطرة عليه منذ أشهر
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الاثنين أنه سيتحدث مع نظيريه الروسي والأوكراني في إطار مساعيه لإنهاء الحرب.
وقال ترامب في مؤتمر صحافي قبل نحو شهر من عودته إلى البيت الأبيض "سنتحدث إلى الرئيس (فلاديمير) بوتين، وسنتحدث إلى الممثلين... (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي وممثلين من أوكرانيا. يتعين علينا وقف الأمر، إنها مذبحة". وأضاف الرئيس الأميركي المنتخب أن الحرب دمرت العديد من المدن التي "لم يعد هناك مبنى واحد قائم" فيها.
وقال ترمب "إنها مجرد أنقاض. تماماً كما حدث عندما هدمت مبنى في مانهاتن، وهو في الواقع أسوأ من ذلك، لأننا قمنا بذلك خطوة بخطوة".
كلمة بوتين
وأوجز بوتين اليوم الإثنين حصيلة عام 2024 للنزاع الدائر في أوكرانيا، مشيداً بوتيرة تقدم جنوده و"تحكمهم بالمجريات على طول خط المواجهة" في ختام هذه "السنة المحورية".
وقال بوتين في خطاب ألقاه أمام كبار المسؤولين في وزارة الدفاع إن "القوات الروسية تتحكم بالمجريات على طول خط المواجهة" في أوكرانيا، معلناً "تحرير 189 بلدة" في خلال عام 2024، وفق المصطلح المتداول في شأن السيطرة على أراض أوكرانية.
وصرح الرئيس الروسي "أريد أن أشير إلى أن العام الماضي كان محورياً في ما يتعلق بتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة"، مستخدماً المسمى المتداول في روسيا للهجوم على أوكرانيا.
وتتراجع القوات الأوكرانية، الأقل عتاداً وعديداً، منذ بداية الخريف، تدريجاً في وجه الجنود الروس الذين باتوا عند تخوم بوكروفسك، المدينة المنجمية الكبيرة والمركز اللوجستي في شرق أوكرانيا الذي يحاولون السيطرة عليه منذ أشهر.
"30 كيلومتراً مربعاً في اليوم"
وقال وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف الذي تناول الكلمة بعد بوتين إن روسيا استولت على 4500 كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية وهي تتقدم حالياً بوتيرة "30 كيلومتراً مربعاً في اليوم".
وخلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تقدم الجيش الروسي على امتداد 725 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية، في أكبر تقدم ميداني له في شهر منذ مارس (آذار) 2022، والأسابيع الأولى من الهجوم الواسع النطاق، بحسب تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات من المعهد الأميركي لدراسات الحرب (ISW)، بينما الرقم القياسي السابق الذي يعود لأكتوبر (تشرين الأول) بلغ 478 كيلومتراً مربعاً.
وتمتد أوكرانيا على مساحة تتخطى 600 ألف كيلومتر مربع تسيطر روسيا على 20 في المئة منها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
بلدة جديدة في قبضة روسيا
وأعلن الجيش الروسي اليوم الإثنين الاستيلاء على بلدة جديدة هي يليزافتيفكا الواقعة على نحو 10 كيلومترات من جنوب كوراخوفي، المدينة الصناعية الكبيرة في الشرق الأوكراني. وكان الجيش الروسي أعلن أمس الأحد سيطرته على بلدتي "فيسيلي غاي" في جنوب كوراخوفي وبوشكيني في جنوب بوكروفسك.
وأفاد تجمع القوات الأوكرانية في خورتيتسيا الأحد، بـ"مواجهات مضنية" في محيط مدينة كوراخوفي وفي تشاسيف يار.
وتسعى كييف إلى احتواء تقدم الجيش الروسي، مطالبة بدعم متزايد من حلفائها الغربيين.
غير أن استدامة هذه المساعدة الحيوية منذ بدء الهجوم قبل نحو ثلاث سنوات ليست مضمونة مع عودة دونالد ترمب في يناير (كانون الثاني) المقبل للسلطة في الولايات المتحدة التي هي أكبر داعمي أوكرانيا، ويحاول كل من موسكو وكييف التأثير في موقف الرئيس الجمهوري المنتخب، على خلفية مفاوضات محتملة بين الطرفين قد تبدأ العام المقبل.
وسبق لترمب أن دعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" و"مفاوضات"، بحيث يخشى الأوروبيون والأوكرانيون على السواء أن يدفع كييف إلى تقديم تنازلات كبيرة ويمنح الكرملين نصراً عسكرياً وجيوسياسياً.
الجنود الكوريون الشماليون
وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها اليوم الإثنين، من أن الدعم "المباشر" الذي تقدمه كوريا الشمالية لروسيا في أوكرانيا يشكل "توسعاً خطراً" للنزاع.
وجاء في بيان موقع من وزراء خارجية أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، "ندعو كوريا الشمالية إلى أن توقف فوراً أية مساعدة إلى روسيا في حربها الهجومية على أوكرانيا، بما في ذلك سحب جنودها".
وفي فترة سابقة من صباح اليوم الإثنين، أفادت كييف بأن "30 جندياً في الأقل" من كوريا الشمالية يقاتلون إلى جانب الجيش الروسي جرحوا أو قتلوا السبت والأحد الماضيين، في منطقة كورسك الروسية التي تسيطر القوات الأوكرانية على جزء منها.
وبحسب الغرب، أوفدت كوريا الشمالية نحو 11 ألفاً من جنودها للقتال في صفوف القوات الروسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خسائر الحرب
ولم يأت وزير الدفاع الروسي على ذكر الخسائر الروسية، وهي مسألة حساسة تبقى طي الكتمان، لكنه كشف عن إحصاء 560 ألف جندي بين قتيل وجريح في عام 2024، ومليون منذ بداية الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، وهي أرقام يتعذر التأكد من صحتها.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن الأسبوع الماضي مقتل 43 ألف جندي وإصابة 370 ألفاً، مقدراً الخسائر الروسية بـ198 ألف قتيل و550 ألف جريح.
واتهم بوتين مجدداً دول "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) الحليفة لأوكرانيا بأنها بمثابة تهديد لروسيا.
وصرح أن "بلدان الناتو تزيد إنفاقها العسكري"، مضيفاً أن "مجموعات تدخل من الحلف دربت وحشدت بالقرب من الحدود مع روسيا".
مساعدات نرويجية
وأعلنت الحكومة النرويجية اليوم الإثنين تقديم مساعدة بنحو 230 مليون يورو للبحرية الأوكرانية لتعزيز دفاعاتها في منطقة البحر الأسود، وستستخدم هذه الأموال أيضاً لتدريب جنود أوكرانيين ودعم عمليات إزالة الألغام.
واعتبر وزير الدفاع أندري بيلوسوف أنه ينبغي للجيش الروسي الاستعداد "لكل السيناريوهات المحتملة لتطور الوضع، بما في ذلك احتمال اندلاع نزاع مسلح مع الناتو في أوروبا في العقود المقبلة".
وتدحض روسيا فكرة غزوها أوكرانيا، معتبرة أن هجومها يهدف إلى إبعاد الناتو الذي تسعى كييف إلى الانضمام إليه واحتواء تهديد وجودي.
وأشاد بوتين بالازدياد الملحوظ لإنتاج الأسلحة في بلده، داعياً إلى المواصلة على هذا المنوال.
وصرح بأنه "لا بد من حل كل المسائل المتعلقة بالإنتاج الواسع النطاق ونشر أنظمة وطنية لشن ضربات، بما فيها أنظمة فوق صوتية".
وأشار الرئيس الروسي أيضاً إلى أن قواته بدأت باستخدام أنظمة روبوتية بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وقال إن "الجنود يتلقون أنظمة روبوتية متطورة يستخدم بعضها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي".
الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى
واتهم الرئيس الروسي في اجتماع لمسؤولي الدفاع بأن روسيا تراقب بقلق تطوير الولايات المتحدة ونشرها المحتمل لصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وأضاف أن روسيا سترفع جميع القيود التي فرضتها طوعاً على نشرها للصواريخ إذا مضت الولايات المتحدة قدماً ونشرت هذه الصواريخ.