ملخص
التقى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع أمس الإثنين دبلوماسيين عرباً قدموا تباعاً دعماً للشعب السوري وناقش معهم الجهود المركزة في الفترة المقبلة.
عبر أكثر من 25 ألف لاجئ سوري الحدود التركية إلى بلدهم خلال الأيام الـ15 الأخيرة، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الثلاثاء.
وقال يرلي كايا لوكالة أنباء الأناضول الرسمية، "تجاوز عدد العائدين إلى سوريا في الأيام الـ15 الأخيرة، الـ25 ألف شخص". وكانت أرقام سابقة نشرتها السلطات التركية أشارت إلى عودة 7620 شخصاً من تركيا إلى سوريا بين 9 و13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أي بعد أربعة أيام من سقوط حكم بشار الأسد.
أعلن مستشار الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، أمس الإثنين، أن روسيا على اتصال مع الإدارة السورية الجديدة على المستويين الدبلوماسي والعسكري.
ومنحت روسيا رئيس النظام السابق بشار الأسد وعائلته اللجوء هذا الشهر بعد أن سيطرت فصائل المعارضة على دمشق في أعقاب تقدم مباغت لم يواجه أي مقاومة تذكر من الجيش السوري.
وقالت موسكو في وقت سابق، إنها تجري محادثات في شأن مصير المنشأة البحرية التي تديرها في ميناء طرطوس وقاعدة حميميم الجوية التي تديرها في محافظة اللاذقية.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، إن كييف ستدعم الجهود اللازمة لتحقيق الاستقرار في سوريا، مشيراً إلى أن بلاده اتخذت بالفعل قرارات لدعم الأمن الغذائي لدمشق. وأضاف، "نعتقد أنه من المهم لأمن الشعب السوري والمنطقة ككل التخلص من أي وجود روسي في سوريا".
وفود دبلوماسية في دمشق
والتقى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع الإثنين، وفوداً دبلوماسية عربية قدموا تباعاً دعماً للشعب السوري وناقش معهم الجهود المركزة في الفترة المقبلة.
والأحد، التقى وفد سعودي برئاسة مستشار في الديوان الملكي السعودي مع الشرع في قصر الشعب بدمشق، وفق ما ذكرته قناة "العربية".
واجتمع الشرع الإثنين، بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في أول زيارة لمسؤول أردني رفيع المستوى إلى سوريا بعد الإطاحة بالأسد. وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عقب لقائه الشرع استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي الأردني.
واستضاف الأردن في 14 ديسمبر اجتماعاً حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثل الأمم المتحدة.
والإثنين، وصل إلى دمشق وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي على رأس وفد دبلوماسي لإجراء مباحثات مع مسؤولين سوريين، وفق ما أعلن المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري. ونشر الأنصاري على منصة "إكس" "وصل الخليفي إلى دمشق (...) على متن أول طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية تهبط في مطار سوري منذ سقوط نظام بشار الأسد"، مضيفاً أن الوفد سيجري لقاءات مع مسؤولين سوريين "تجسيداً لموقف قطر الثابت في تقديم كل الدعم للشعب السوري".
وجاء في بيان لوزارة الخارجية القطرية، "تعد هذه الزيارة تأكيداً جديداً على متانة العلاقات الأخوية الوثيقة بين دولة قطر والجمهورية العربية السورية الشقيقة، وحرص قطر التام (...) من أجل النهوض بسوريا والمحافظة على سيادتها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مسؤول قطري لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "فريقاً فنياً للطيران" رافق الوفد من أجل "تقييم جاهزية مطار دمشق الدولي لاستئناف الرحلات" بين البلدين. وأضاف المسؤول، أن "قطر عرضت تقديم الدعم الفني لاستئناف الرحلات التجارية والشحن، فضلاً عن صيانة المطار خلال المرحلة الانتقالية".
وفي ختام اللقاء مع الوفد القطري، قال القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع للصحافيين، "أبدى الجانب القطري استعداده للبدء في استثمارات واسعة داخل الأراضي السورية وفي شتى المجالات، والمهم مجال الطاقة لدينا".
الصراع في شمال شرقي سوريا
من جانب آخر، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن لـ"رويترز" أمس، إنه يجب إيجاد حل سياسي للتوتر في شمال شرقي سوريا بين السلطات التي يقودها الأكراد والجماعات المدعومة من تركيا وإلا ستكون هناك "عواقب وخيمة" على سوريا بأكملها.
وتصاعد القتال بين جماعات سورية مدعومة من أنقرة و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرقي البلاد منذ الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر. وانتزعت جماعات مسلحة سورية السيطرة على مدينة منبج من "قوات سوريا الديمقراطية" في التاسع من ديسمبر، وربما تستعد لمهاجمة مدينة كوباني، عين العرب، على الحدود الشمالية مع تركيا.
وقال بيدرسن عبر الهاتف، "إذا لم يتسن التعامل مع الوضع في الشمال الشرقي تعاملاً صحيحاً، فقد يكون ذلك نذر سوء كبيرة بالنسبة لسوريا بأكملها"، مضيفاً أنه "إذا فشلنا هنا، فسيكون لذلك عواقب وخيمة عندما يتعلق الأمر بنزوح جديد".
واقترحت "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، سحب قواتها من المنطقة مقابل هدنة كاملة. لكن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قال في مؤتمر صحافي بدمشق مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، أول من أمس الأحد، إن وحدات حماية الشعب يجب أن تنحل بالكامل.
وتعد تركيا وحدات حماية الشعب امتداداً لمسلحي حزب "العمال الكردستاني" الذين يخوضون تمرداً ضد الدولة التركية وتصنفهم أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي "جماعة إرهابية".
وقال بيدرسن، إن الحل السياسي "سيتطلب تنازلات جادة للغاية"، ويجب أن يكون جزءاً من "المرحلة الانتقالية" التي تقودها السلطات السورية الجديدة في دمشق.
وقال فيدان، إنه ناقش وجود وحدات حماية الشعب مع الإدارة السورية الجديدة، ويعتقد أن دمشق ستتخذ خطوات لضمان وحدة أراضي سوريا وسيادتها. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين، إن بلاده ستُبقي على اتصال وثيق مع قائد الإدارة السورية الجديدة.
احترام حقوق المرأة
وتتمتع الجماعات الكردية بالحكم الذاتي في معظم أنحاء شمال شرقي سوريا منذ بدء الحرب الأهلية في 2011، لكنها تخشى الآن أن تقضي عليها القيادة الجديدة في البلاد.
وتظاهر آلاف النساء في مدينة القامشلي بشمال شرقي سوريا الإثنين لمطالبة الحكام الجدد باحترام حقوق المرأة وللتنديد بالحملات العسكرية المدعومة من تركيا في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال البلاد.
وقال بيدرسن، إن الشرع أبلغه خلال اجتماعات في دمشق، الأسبوع الماضي، بأن الإدارة الجديدة ملتزمة "بالترتيبات الانتقالية التي ستكون شاملة للجميع".
لكنه قال، إن تهدئة التوتر في شمال شرقي سوريا ستكون اختباراً لسوريا الجديدة بعد حكم عائلة الأسد الذي دام لما يربو على خمسة عقود.
وأضاف، "مسألة تأسيس سوريا جديدة وحرة برمتها ستكون، بتعبير دبلوماسي،... صعبة جداً".