ملخص
يقطن نحو 1100 مسيحي غزة، عاشوا ويلات الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر العام الماضي بين "حماس" وإسرائيل.
تجمع مئات المسيحيين في كنيسة في مدينة غزة عشية عيد الميلاد أمس الثلاثاء، في أجواء من الحزن، إذ اقتصرت الفعاليات على الصلوات والدعاء لأجل وقف الحرب المستمرة منذ نحو 15 شهراً.
وغابت كلياً مظاهر البهجة وأضواء الزينة وشجرة الميلاد الضخمة التي اعتادت بلدية غزة على تزيين المدينة فيها كل عام منذ عقود.
وبدت ساحة الجندي المجهول غرب غزة التي كانت تتوسطها شجرة الميلاد الضخمة سنوياً، كومة ركام محاطة بآلاف المنازل والمحال التجارية التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال حملته العسكرية.
وقررت كنائس غزة الثلاث وجميعها في البلدة القديمة في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة الذي أصيب بأضرار نتيجة للقصف الجوي أو المدفعي المباشر أو في محيطه، تقليص الاحتفالات لتقتصر على الصلوات.
رائحة الموت والدمار
ومنذ بداية الحرب اضطر غالبية مسيحيي غزة للجوء إلى كنيستي "القديس برفيريوس" الأرثوذكسية الشرقية و"العائلة المقدسة" الكاثوليكية للاتين.
ويقول جورج الصايغ (49 سنة) الذي نزح إلى كنيسة القديس برفيريوس العائدة إلى القرن الثاني عشر "هذا العيد مكسو بالحزن ورائحة الموت والدمار والخراب، لا أجواء ولا بهجة. لا نعرف.. من سيبقى حياً للعيد القادم".
وأشار إلى أنه "في مثل هذا الوقت كنا نتوجه مع أطفالنا ونسائنا إلى بيت لحم.. كانت احتفالاتنا مليئة بالفرح والسعادة وفي غزة تضاء شجرة الميلاد. لن نفقد الأمل بالصلاة لأجل وقف الحرب".
ودمرت غارة إسرائيلية جزءاً من هذه الكنيسة في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي حيث قتل 18 فلسطينياً مسيحياً، بحسب وزارة الصحة التابعة للقطاع.
ويقطن نحو 1100 مسيحي غزة، عاشوا ويلات الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر العام الماضي بين "حماس" وإسرائيل. وكان نحو 7 آلاف مسيحي فلسطيني يعيشون في غزة قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في نهاية عام 2000، لكن غالبيتهم انتقلوا إلى الضفة الغربية أو إلى دول أوروبية خصوصاً بعد سيطرة "حماس" على القطاع في عام 2007.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
انتقادات البابا فرنسيس
قوبلت الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت إحداها عن مقتل عدد من الأطفال بحسب الدفاع المدني في غزة، بانتقادات شديدة من البابا فرنسيس.
وقال البابا بعد صلاة التبشير الأحد الماضي، "بألم أفكر في غزة، في كل هذه القسوة، في الأطفال الذين يتعرضون لإطلاق النار، في قصف المدارس والمستشفيات. يا لها من قسوة".
وندد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بتصريحات البابا التي عد أنها تنم عن "ازدواجية في المعايير".
"نتمنى السلام"
لكن الألم واضح في غزة. وبالنسبة لكمال جميل قيصر أنطون (75 سنة) فإن عيد الميلاد يذكره بالحزن العميق الذي يعيشه.
قال أنطون، إن زوجته ناهدة وابنته سمر قتلتا بـ"رصاص قناص إسرائيلي وهما في حرم" كنيسة العائلة المقدسة في غزة في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي. وأضاف، "نتمنى السلام وإنهاء الحرب وأن يعيش الناس هنا بأمان".
يعيش رامز الصوري (47 سنة) مأساة مشابهة ويقول، إن عيد الميلاد يذكره بفقدان أطفاله الثلاثة في الغارة الإسرائيلية على كنيسة "القديس برفيريوس".
ويقول، "لا زلنا نعاني من القصف المباشر على أحياء غزة. لم نحتفل العام الماضي لأن الوضع سيئ، وهذا العيد الثاني. كان لدينا تطلع أن تنتهي الحرب، كل يوم نفقد أحباء لنا".
من جانبه، أعرب جورج أنطون (50 سنة) وهو رئيس لجنة الطوارئ التابعة للكنيسة الكاثوليكية في غزة عن أمله بانتهاء الحرب قريباً. وقال، "ندعو جميع الأطراف أن تنهي الحرب لنصل لطريق السلام الحقيقي. نتمنى أن يعيش الشعبان بسلام وأمان".