Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سقوط الأسد يمهد لإعادة أنبوب النفط العراقي – السوري

يعود تأسيس خط "كركوك- بانياس" إلى عام 1952 والحروب والصراعات أغلقته أكثر من مرة وله منافع عديدة للبلدين

خط "كركوك-بانياس" سيعود بمنافع كبيرة للموانئ السورية (رويترز)

ملخص

"إعادة إحياء هذه المنظومة سيؤدي إلى تعزيز التجارة البينية إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن هناك تحديات حالية تواجه المشروع بسبب حال الصراعات الأمنية والسياسية فضلاً عن الكلف الكبيرة للصيانة والتحديث كونها مخربة تماماً".

أعادت التطورات التي شهدتها سوريا خلال الفترة الماضية الحديث عن إحياء أنبوب تصدير النفط العراقي - السوري المعروف باسم خط أنابيب "كركوك - بانياس" من جديد إلى الواجهة، ليكون شرياناً حيوياً لاقتصادي بغداد ودمشق وأول منفذ لبلاد الرافدين لتصدير النفط إلى جميع دول العالم.

ويعد العراق ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة "أوبك" بمتوسط إنتاج يومي يبلغ أكثر من 3 ملايين برميل يومياً، ويشكل أكثر من 90 في المئة من إجمال الصادرات.

متى انطلق؟

يعود تاريخ تأسيس أنبوب تصدير النفط العراقي-السوري "كركوك-بانياس" إلى عام 1952 ونفذته شركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت لها استثمارات نفطية كبيرة في البلدين وشُغِّل لفترات متقطعة تاريخياً تبعاً للتطورات في المنطقة عموماً، والتغيرات الداخلية داخل البلدين الجارين.

العمل استمر بالأنبوب منذ تأسيسه بصورة متواصلة حتى عام 1980 وتوقف لحقبة طويلة منذ أوائل الثمانينيات مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، ليعود إلى العمل عام 1997 قبل أن يتوقف مجدداً بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

وعام 2010 أعيد الضخ عبر أنابيب "كركوك-بانياس" للمرة الثالثة إلا أن ذلك لم يدم طويلاً نتيجة التدمير الممنهج الذي طاله، تحت ضربات طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إبان فترة سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق مساراته في سوريا والعراق.

وعلى رغم توقفه منذ أكثر من 13 عاماً فإن أهميته توصف بالاستراتيجية سواء لسوريا أو للعراق، إذ سيخفف الخط من كلف نقل وتصدير النفط نظراً إلى كونه طريقاً مختصراً لحقول النفط العراقية الشمالية عبر البحر المتوسط، والتي تحوي احتياطاً نفطياً يقدر بـ13 مليار برميل، أي ما يشكل 12 في المئة من إجمال الاحتياط العراقي من النفط الخام.

ويتيح أنبوب "كركوك-بانياس" للعراق الاستفادة من مصافي النفط السورية لتكون بديلاً لمصافي التكرير التي تستهدفها الحكومة العراقية في دول بعيدة، وسيساعد العراق أيضاً على زيادة إنتاجه النفطي اليومي لأن الخط مصمم لطاقة تصديرية كبيرة، وبخاصة أن العراق يعمل على زيادة الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يومياً بحلول 2027.

وفي ما يتعلق بسوريا فيمكن لخط "كركوك-بانياس" أن يسهم في توفير المشتقات النفطية التي تحتاج إليها البلاد اليوم وسيكون مصدراً لتأمين الطاقة، وسيعود بمنافع كبيرة للموانئ السورية مما يعني أنه سيزيد من حركة الملاحة البحرية وينشط الحركة الاقتصادية.

رفع الفيتو الأميركي

يقترح الباحث الاقتصادي عبدالحسين هنين إعادة العمل بخط أنبوب النفط العراقي السوري بعد رفع الفيتو الأميركي. وقال هنين إن "أنبوب النفط العراقي–الأردني (بصرة–عقبة بطول 1700 كم) كان فكرة بديلة لخط أنبوب النفط العراقي السوري (كركوك–بانياس بطول 800 كم) بعد إيقاف تدفق النفط من قبل سوريا آنذاك كجزء من الحرب العراقية الإيرانية".

وتابع "حينما تم التفكير بإعادته بعد 2003 كان هناك فيتو أميركي بهدف محاصرة سوريا اقتصادياً، لكن بعد التطورات الأخيرة في دمشق، لم يعد هناك مانع من إعادته وهو أقصر وأفضل جدوى اقتصادياً ومهم لعلاقتنا مع سوريا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع "أنصح الحكومة العراقية أن تبدأ بطرح مناقصة عالمية لإعادة إنشاء هذا الخط قبل فوات الأوان فالفرص لن تكون متاحة دائماً". ورأى أن "شعارات الكراهية لا تنفع والاقتصاد هو محرك السياسة وليس العكس".

التوجه العراقي الحالي

كشف المتخصص في الشأن الاقتصادي الدولي نوار السعدي أن الخط المقترح لتصدير الطاقة من العراق إلى البحر المتوسط عبر سوريا يهدف إلى إحياء خط أنابيب قديم يربط حقول النفط العراقية بميناء بانياس السوري على البحر الأبيض المتوسط، معتبراً هذا المشروع "يعكس التوجه العراقي الحالي للبحث عن منافذ تصدير جديدة تقلل الاعتماد على خط الأنابيب الممتد إلى ميناء جيهان التركي، الذي يتعرض بصورة متكررة لأخطار أمنية وسياسية".

وتابع "تاريخياً، يعود هذا الخط إلى عقود مضت لكنه توقف عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة، والتوجه الحالي لإحيائه يعتمد على كيف ستكون العلاقات العراقية-السورية، وبخاصة في ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي وتطوير البنية التحتية المشتركة، هذا الخط ممكن أن يكون بديلاً عن خط جيهان التركي وبخاصة إذا كانت هناك توترات إقليمية مع تركيا، لكونه يوفر منفذاً بحرياً مباشراً إلى الأسواق الأوروبية ودول المتوسط".

واستدرك "على رغم توفير المشروع فرصاً اقتصادية كبيرة للعراق بما في ذلك تعزيز موقعه كمصدر رئيس للطاقة في المنطقة، فإنه يواجه تحديات عديدة أبرزها الوضع الأمني غير المستقر في سوريا، ولا نعرف حتى الآن ملامح الحكومة الجديدة في سوريا وتوجهاتها، وأيضاً يحتاج كلف إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة إضافة إلى العقوبات الدولية المفروضة على سوريا حتى الآن".

تنويع مصادر التصدير

في المقابل، يكشف الباحث الاقتصادي بسام رعد أن "كلفة النقل عبر هذه المنظومة هي أقل من مشروع العقبة على سبيل الافتراض، باعتبار أن المسافة بين كركوك وبانياس تقدر بنحو 800 كم إضافة إلى تزويد الأسواق الأوروبية بالنفط الخام العراقي مباشرة عكس مشروع العقبة الذي يمر النفط من خلاله عبر قناة السويس وما ينتج منه من كلفة إضافية وتأخير في زمن النقل".

وشدد على أن "إعادة إحياء هذه المنظومة سيؤدي إلى تعزيز التجارة البينية إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن هناك تحديات حالية تواجه المشروع بسبب حال الصراعات الأمنية والسياسية فضلاً عن الكلف الكبيرة للصيانة والتحديث كونها مخربة تماماً".

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز