Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في لبنان لأكثر من 60 يوما

تؤكد تل أبيب عزمها على منع أية عمليات إعادة بناء قوى يجريها "حزب الله"

دورية مشتركة من الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل في موقع توغل إسرائيلي في منطقتَي القنطرة والطيبة - مرجعيون بجنوب لبنان (قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه)

ملخص

عاد الجيش الإسرائيلي أخيراً إلى التدريب والاستعداد للبقاء فترة طويلة في لبنان، وأدخل إلى جنوب لبنان أخيراً إلى جانب الجيش المنتشر في جميع البلدات، التي لم يصلها بعد الجيش اللبناني، وحدة هندسة لتنفيذ أعمال في الميدان لكشف مواقع ومخازن "حزب الله".

وجه الجيش الإسرائيلي على مدار 48 ساعة متتالية هجمات عدة في لبنان مدعياً وجود مخازن أسلحة وعتاد عسكري لـ"حزب الله" فيها، بينما قصف سبع مرات متتالية الحدود الفاصلة بين سوريا ولبنان. وبحسب قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار فإن القصف جاء بعد كشف أجهزة الاستخبارات العسكرية محاولات لتهريب أسلحة ومقاتلين من سوريا إلى لبنان.

وقال بار خلال جلسة لبحث سبل التعامل مع لبنان واستعداد الجيش للبقاء فترة طويلة، إنه "إزاء محاولات تعزيز قدرات ’حزب الله‘ العسكرية وتهريب الأسلحة إلى لبنان، شن سلاح الجو هجوماً على سبعة معابر على الحدود السورية اللبنانية بعدما تبين لنا أنهم يحاولون فحص مدى مراقبتنا لهم، وهم يحاولون إدخال أسلحة ومعدات قتالية". وأضاف "إنهم يحاولون رفع رأسهم واختبارنا إلى أي مدى ننفذ الاتفاق بيننا. بالنسبة إلينا لن نقبل بأية محاولة تهريب وتعزيز قدرات".
وجاء قصف سبعة معابر بعد عقد جلسة تقييم حول الوضع تجاه الحوثيين والملف اللبناني، وفي ظل دعوات إسرائيلية لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع لبنان، ضمن استخلاصات دروس حرب 2006 وعدم تنفيذ القرار 1701 الذي اتُّخذ عند انتهاء الحرب، وفق تقرير أمني إسرائيلي.


نتنياهو يرفض

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي سيدخل المستشفى غداً الأحد لاستئصال البروستاتا بعد تشخيص إصابته بالتهاب في المسالك البولية ناجم عن تضخم حميد، رفض الالتزام بانسحاب جيشه بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً، وفق المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار الموقع بين لبنان وإسرائيل. وفي مقابلة مع "القناة 14" حاول من خلال حديثه عن الملف اللبناني طمأنة سكان الشمال إلى أن الجيش يعمل على ضمان أمنهم والهدوء، وتجنب الرد على مطلب إقامة منطقة عازلة، لكنه قال بصورة واضحة "إن انسحاب الجيش من لبنان سيكون منوطاً بمدى تنفيذ الاتفاق". وأضاف نتنياهو "لقد توصلنا إلى وقف إطلاق النار بعد تصفيتنا قيادة الحزب وقدراته العسكرية، ونحن بذلك غيرنا الواقع والوضع الذي كان عليه. وسيعود سكان الشمال عندما يشعرون أن بإمكانهم العودة. من جهتنا ما زلنا نعمل لضمان تدمير قدرات ’حزب الله‘ والقضاء على بناه التحتية كلياً".

وتطرق نتنياهو إلى كمية الأسلحة والعتاد العسكري والقتالي الهائلة التي أحضرها الجيش الإسرائيلي من لبنان، وادعى وجود 85 ألف قطعة كان يعد "حزب الله" لاستخدامها لاحتلال الجليل، وقال نتنياهو إنه "لم يعد بإمكان ’حزب الله‘ تهديد سكان الشمال والجليل بعدما قضينا على قيادته ومقاتليه ودمرنا مخازن أسلحته وصادرنا كمية هائلة من الأسلحة، كانت تشكل الخطر الأكبر على سكان الشمال من خلال التسلل عبر الحدود. واليوم لا يمكنهم بتاتاً تشكيل هذا الخطر". وقال رداً على تبقي مهلة شهر لوجود الجيش الإسرائيلي في لبنان، "إذا كنا سننسحب عند انتهاء الـ60 يوماً، علينا أولاً أن نرى إذا كان سيُنفذ هذا الاتفاق".

منطقة عازلة يُمنع الدخول أو الخروج منها

في هذه الأيام، عاد الجيش الإسرائيلي للتدريب والاستعداد للبقاء فترة طويلة في لبنان. وأدخل إلى جنوب لبنان أخيراً، إلى جانب الجيش المنتشر في جميع البلدات التي لم يصلها بعد الجيش اللبناني، وحدة هندسة لتنفيذ أعمال في الميدان لكشف مواقع ومخازن "حزب الله".
وادعى الجيش الإسرائيلي أن قصفه على مناطق لبنانية جنوبية جاء بعد كشفه مخازن أسلحة في مبان مدنية فيها. وادعى أنه صادر من هناك عبوات ناسفة وصواريخ "آر بي جي" وبنادق كلاشينكوف، وصواريخ بركان وقذائف هاون وأسلحة جاهزة للاستخدام. وفي عملية أخرى عثر على قاذفات وشاحنة عليها 40 قاذفة صواريخ موجهة نحو إسرائيل. وتمت مصادرة جميع الوسائل وتدميرها، وفق تقرير للجيش الإسرائيلي.
وإزاء هذه التطورات، أعلن أكثر من مسؤول أمني إسرائيلي عدم تحملهم مسؤولية دعوة سكان الشمال إلى العودة إلى بيوتهم إزاء تقديرات بعدم استقرار المنطقة وضمان أمن الحدود. ودعا أمنيون وعسكريون إلى فحص إمكانية إقامة منطقة عازلة يمنع الدخول أو الخروج منها، وبحسب القائد السابق لسلاح الجو جنرال احتياط يفتاح رون طال، فإن "الحكومة الإسرائيلية والكابينت سيتخذان قراراً حكيماً في إيجاد طريقة للبقاء في جنوب لبنان، فهذه المنطقة ضرورية ومهمة لضمان الأمن لإسرائيل ولسكان الشمال". وأضاف "لا أرى إمكانية أن ينسحب الجيش ويخلي المنطقة اللبنانية الحدودية المهمة. الجيش الإسرائيلي لن ينسحب وسيُبقي منطقة تحت سيطرتنا بحيث يمنع دخول أو خروج أي شخص منها، وبتقديري هذا سيحصل قريباً".

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن عدم تنفيذ الجيش اللبناني ما اتفق عليه في المناطق التي يفترض أن يخليها داخل لبنان، فإن الجيش الإسرائيلي سيبقى أو سيعود من جديد، فيما أعلنت قيادة منطقة الشمال في الجيش أن لديها القدرات العملياتية على الدخول إلى كل منطقة في جنوب لبنان تخليها، إذا ما حدثت فيها خروقات للاتفاق وانعدام لتنفيذ الاتفاق من جانب الجيش اللبناني.

تنسيق وتعاون بين تل أبيب وواشنطن

في الموازاة، جاء في تقرير عرض في جلسة الكابينت الأخيرة أن "الجيش الإسرائيلي يعمل بتنسيق كامل مع القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)"، وأن تنفيذ الاتفاق تحت قيادة جنرال أميركي يجعل التنسيق مكثفاً مع الطرف الإسرائيلي "في عديد من الهجمات الإسرائيلية. وعمليات القصف التي نفذت تمت بالتنسيق مع الطرف الأميركي، بل أبلغت تل أبيب واشنطن بنيتها تنفيذ سلسلة من عمليات القصف"، وفق ما جاء في التقرير حول جلسة الكابينت.
وادعى تقرير للجيش الإسرائيلي أنه لا تزال هناك انتهاكات بمختلف أنواعها. وقال مسؤول عسكري إن "إسرائيل تعطي فرصة لآلية تتطور للتعامل معها، لكنها تستمر أيضاً في الهجوم عندما تكتشف تهديداً مباشراً. لهذا السبب نعمل مباشرة مع الجنرال الأميركي، لكن من ناحية أخرى، في هذه المرحلة ما زلنا نفرض أنفسنا". وأضاف "من المؤكد أن الوضع اليوم يبدو أفضل في هذه المرحلة مما كان عليه حتى الآن، ولكن هنا أيضاً، كما هو الحال في سوريا، تُبقي إسرائيل عينيها مفتوحتين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


منذ وقف إطلاق النار

ووفقاً لمعطيات الجيش الإسرائيلي، فقتل 44 عنصراً من "حزب الله" منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ونفذ 25 هجوماً في الأراضي اللبنانية، علماً أن تقارير لبنانية وأخرى لـ"يونيفيل" تشير إلى مقتل مدنيين لبنانيين، وإلى أن عمليات إطلاق النار تجاوزت الـ25 مرة، كما أن إسرائيل انتهكت الاتفاق عشرات المرات، فيما معطيات الجيش الإسرائيلي تدعي انتهاك الطرف اللبناني الاتفاق 120 مرة.
من جهته، أكد جنرال احتياط أمير أفيفي رئيس حركة "الأمنيين" التي تضم جنرالات وضباطاً إسرائيليين ضرورة الاستمرار بنشاط الجيش في لبنان، بل تكثيفه لضمان استمرار الأمن والحفاظ على ما حققه من إنجازات تجاه لبنان خلال الحرب. وقال "قبل أي شيء آخر، الجيش الإسرائيلي هو من يفرض ما يريده على الأرض في لبنان، ومهم جداً استمرار عمله بهذه الصورة وعدم الثقة بأي طرف لا الجيش اللبناني ولا ’يونيفيل‘، وأن ينفذ ما يراه مناسباً لضمان الأمن. عليه متابعة العمل في لبنان بحرية كما يعمل الآن في سوريا، وفي كل وضع يكشف فيه تحركات من الشمال إلى الجنوب عليه توجيه ضرباته، فإذا استمررنا في ضرب كل محاولة وتعزيز للقدرات ونبقى في هذه المنطقة، حتماً سنضمن تحقيق الأمن والحفاظ على إنجازاتنا". وأضاف أفيفي "إيران اليوم غير موجودة هناك وسوريا في وضع خاص، في هذا الجانب علينا الانتظار أيضاً لنرى إذا سينعكس ما يحدث في سوريا على الداخل اللبناني وإذا ستكون هناك تحركات مثيرة للاهتمام في لبنان أيضاً تجاه ’حزب الله‘ من قبل المحور السني فهذا سيضعف المحور الشيعي والحزب".

ميقاتي يدفع نحو تسريع الانسحاب

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي حض في الـ23 من ديسمبر الجاري باريس وواشنطن على "الضغط" على إسرائيل، من أجل "الإسراع" في سحب جيشها من جنوب لبنان، بعد نحو شهر من سريان وقف إطلاق النار الهش.

والولايات المتحدة وفرنسا عضوان في اللجنة الخماسية التي تضم أيضاً لبنان وإسرائيل وقوة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) والتي من المفترض أن تحافظ على الحوار بين الأطراف مع تسجيل انتهاكات وقف إطلاق النار ومعالجتها.

وخلال جولة قام بها في جنوب لبنان، قال ميقاتي من بلدة الخيام "لكي يقوم الجيش بمهامه كاملة على لجنة المراقبة أن تقوم بدورها الكامل والضغط على العدو الإسرائيلي لوقف كل الخروق".

وأكد ميقاتي "يجب أن نراجع أطراف اتفاق وقف إطلاق النار، وهم الفرنسيون والأميركيون لوضع حد لتلك المماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً" المنصوص عليها.

وصرح بأن "التأخير والمماطلة في تنفيذ القرار الدولي لم تأت من جهة الجيش، بل المعضلة هي في الجانب الإسرائيلي".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير