ملخص
يرى التجار في ارتفاعات مصنعية الذهب في السوق المصرية عبئاً إضافياً على المستهلكين وسط دعوات بمراعاة التوازن بين أسعار الذهب والمصنعية ضماناً لاستقرار السوق.
تدخل رسوم مصنعية الذهب الثالثة خلال عام 2024 حيز التنفيذ بدءاً من اليوم الإثنين، وسط انقسامات بين مصنعين يرونها انعكاساً طبيعياً لتحركات سعر صرف الجنيه في مصر وارتفاع كلفة التشغيل، وتجار يعدونها غير مبررة ولا تتناسب مع التراجع الأخير في أسعار المعدن الأصفر.
المصنعية التي كانت عنواناً جديداً لصراع التجار والمصنعين في مصر أعادت التذكير بالخلافات التي شهدتها السوق المصرية، على خلفية الشكوك التي أحاطت تسعير المعدن، في وقت توقفت منصات تسعير الذهب على الإنترنت عن تحديث الخدمة أكثر من مرة خلال العام الحالي، بدعوى وجود تلاعب في السوق في ظل غياب آليات موثوقة لتسعير المعدن.
الزيادة في رسوم المصنعية
وتراوح الزيادة في رسوم المصنعية على الغرام الواحد من المعدن النفيس ما بين 15 و20 جنيهاً (0.29 و0.39 دولار)، وتمثل كلفة التشغيل التي يجنيها صناع الذهب على مبيعاتهم من المشغولات والسبائك للتجار، في وقت زادت خلاله المصنعية في وقت سابق من العام الحالي 50 جنيهاً (0.98 دولار)، لترتفع بذلك كلفة المصنعية ما بين 130 و250 جنيهاً (2.56 و4.92 دولار) للغرام الواحد من عيار 21، مقابل ما يراوح ما بين 400 و600 جنيه (7.87 و11.80 دولار) مصنعية للغرام الواحد من المشغولات الذهبية المستوردة.
ويرى التجار في ارتفاعات مصنعية الذهب في السوق المصرية عبئاً إضافياً على المستهلكين وسط دعوات بمراعاة التوازن بين أسعار الذهب والمصنعية ضماناً لاستقرار السوق، من دون أن يغفل ذلك حق الصناع في جني هامش ربح مناسب للتشغيل، مما يحقق بدوره مصلحة جميع أطراف السوق.
تراجع مشتريات المصريين
وينظر عضو شعبة الذهب في الأقصر مصطفى السنوسي إلى وتيرة الزيادة في رسوم مصنعية الذهب في بلاده بوصفها أمراً لا يتناسب وحركة الأسعار خلال الآونة الأخيرة، ويقول إن هذه الزيادة الثالثة لا تراعي مصلحة أطراف سوق المعدن النفيس، خصوصاً المستهلك بما تضيفه من عبء غير مبرر عند شراء الذهب.
وبحسب أحدث تقارير (اتجاه الذهب) الصادرة عن مجلس الذهب العالمي تراجعت مشتريات المصريين من المعدن الأصفر خلال الربع الثالث من العام الحالي إلى 10.4 طن، بتراجع قدره 17 في المئة عن الربع المماثل من العام الماضي، والذي سجل 12.6 طن، وبتراجع 38.5 في المئة عن الربع الثاني من العام الحالي حين سجل 14.4 طن.
ويقول السنوسي إن أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعت منذ بلغت ذروتها خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأن التراجع الأخير لا يوفر مبرراً منطقياً لزيادة رسوم التصنيع، داعياً إلى مراعاة التوازن بين الأسعار ورسوم المصنعية، بما يحفظ للسوق حال الاستقرار في ضوء الشفافية في معادلات تحديد الكلفة النهائية للمعدن.
عشوائية تسعير الذهب
ووفق بيانات مجلس الذهب العالمي، تراجعت مشتريات المصريين من المشغولات والمصوغات خلال الربع الثالث بنحو 19 في المئة لتسجل 5.1 طن خلال الربع الثالث من العام الحالي، مقارنة بالربع المناظر من العام الماضي حين سجل 6.3 طن، فيما تراجعت مشترياتهم من السبائك والعملات الذهبية أيضاً بنحو 16 في المئة إلى 5.3 طن مقارنة بـ6.3 طن خلال الربع الثالث من 2023.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولا يزال الذهب أداة مثالية للاستثمار وتجنيب المدخرات تآكل القيمة بحسب ما يقول المتخصص في أسواق المعادن النفيسة أسامة زرعي، لكن أكثر ما يقلق زرعي عشوائية تسعير الذهب التي تحكم السوق في بلاده نتيجة غياب الآليات الكافية، موضحاً أن سعر الذهب يتحدد وفق ثلاثة عوامل تتمثل في سعر صرف الدولار والسعر العالمي للأونصة، إلى جانب العرض والطلب في السوق المصرية.
وأمام دعوات تجار المعدن في مصر إلى تبني آليات وضوابط موثوقة لتسعير الذهب، يظل المعدن فرصة واعدة لتنمية عوائد ومدخرات المصريين خلال عام 2025، إذ يتوقع المتخصص في أسواق الذهب محمد العش ارتفاع سعر الغرام من عيار 24 الأكثر نقاء إلى 5 آلاف جنيه (98.31 دولار) من 4248 جنيه (83.53 دولار) خلال الوقت الراهن، وهو ما يجعل من الشراء حالياً فرصة للراغبين في جني أرباح مجزية ومضمونة العائد.
سعر الذهب اليوم في مصر
وسجل سعر الذهب اليوم في مصر 4248 جنيهاً (83.53 دولار) للغرام من عيار 24 الأكثر نقاء، و3718 جنيهاً (73.11 دولار) للعيار 21 من المعدن، في حين بلغ 3186 جنيهاً (62.65 دولار) عيار 18، وجاء سعر العيار الأقل نقاء 14 بـ2477 جنيهاً (48.70 دولار)، في حين سجل سعر الجنيه الذهب (8 غرامات من عيار 21) 29814 جنيهاً (586.22 دولار).
ويلفت العش إلى أن تحركات الجنيه المصري الأخيرة هبوطاً أمام الدولار بوصفها فرصة لارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية، إذ يحمل ارتفاع جنيه واحد في سعر الدولار صعوداً في سعر غرام الذهب 50 جنيهاً (0.98 دولار) كما يقول، معززاً توقعاته بصعود المعدن باستشراف بنوك عالمية مستقبل الأونصة عام 2025، وآخرها "غولدمان ساكس" الذي يرجح زيادتها إلى 3 آلاف دولار خلال الأشهر المقبلة، وسط ارتفاع طلب البنوك المركزية على المعدن لتنويع الاحتياطات.
وفي حوار خاص سابق مع "اندبندنت عربية"، توقع رئيس قسم الأبحاث العالمية في مجلس الذهب العالمي خوان كارلوس أرتيغاس، صعود أسعار الذهب بقوة خلال عام 2025، استناداً على عديد من العوامل في مقدمها التوترات الجيوسياسية ومشتريات البنوك المركزية، واتجاه "الفيدرالي الأميركي" صوب خفض أسعار الفائدة خلال عام 2025، داعياً المستهلكين إلى تحويل 15 في المئة في الأقل من مدخراتهم إلى سبائك لحمايتها من التضخم وتآكل القيمة.