Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير: اليابان وكوريا الجنوبية في مرمى حرب روسية محتملة

يقول مراقبون إن موسكو أدركت التهديد الذي يمكن أن يشكله حلفاء الغرب في آسيا حال نشوب حرب أوسع

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

ملخص

 بينما ظل الجيش الياباني، وبخاصة القوات الجوية، قلقاً في شأن روسيا لفترة طويلة، أشار تسوروكا إلى أن المواطنين اليابانيين العاديين لا يعتبرون روسيا تهديداً أمنياً كبيراً، ولم توقع روسيا واليابان معاهدة سلام رسمية لإنهاء الحرب العالمية الثانية نتيجة الخلاف المستمر حول جزر الكوريل.

أفادت وثائق سرية مزعومة أن الجيش الروسي أعد قوائم أهداف مُفصلة لحرب محتملة تستهدف المدنيين في اليابان وكوريا الجنوبية، في حال اندلاع حرب واسعة مع حلف شمال الأطلسي وتعرض جناحه الشرقي لهجوم من الأصول الأميركية والحلفاء الإقليميين على هذا الجانب. 

ونشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم الأربعاء مضمون مجموعة من الوثائق السرية المزعومة قالت إنها ملفات عسكرية روسية سرية تعود لعامي 2013 و2014، وتتضمن قوائم أهداف مفصلة داخل اليابان وكوريا الجنوبية تغطي 160 موقعاً، بما في ذلك محطات الطاقة النووية والبنية التحتية المدنية مثل الطرق والجسور والمصانع، جرى اختيارها كأهداف لوقف "إعادة تجميع القوات في مناطق الغرض العملياتي".

الجناح الشرقي لروسيا

وتقول الصحيفة إن الوثائق تبرز القلق الشديد الذي تشعر به موسكو في شأن جناحها الشرقي، ويظهر خشية المخططين العسكريين الروس من أن تتعرض الحدود الشرقية للبلاد للخطر في أي حرب مع حلف شمال الأطلسي، وأن تكون عرضة للهجوم من الأصول الأميركية والحلفاء الإقليميين.

ووفق زعم الصحيفة فإنه جرى استخلاص الوثائق من مجموعة تشمل 29 ملفاً عسكرياً روسياً سرياً، تركز إلى حد كبير على تدريب الضباط على الصراع المحتمل على الحدود الشرقية للبلاد من عام 2008 إلى عام 2014، ولا تزال تعتبر ذات صلة بالإستراتيجية الروسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووردت قائمة الأهداف في اليابان وكوريا الجنوبية ضمن عرض تقديمي يهدف إلى شرح قدرات صاروخ كروز غير نووي من طراز "كيه أتش-101"، وقال الخبراء الذين راجعوا الوثيقة لصحيفة "فايننشال تايمز" إن المحتوى يشير إلى أنه جرى تداوله عام 2013 أو 2014، وتحمل الوثيقة شارة أكاديمية الأسلحة المشتركة، وهي كلية تدريب لكبار الضباط.

وتحتفظ الولايات المتحدة بقوات كبيرة في كوريا الجنوبية واليابان، ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 انضمت الدولتان إلى تحالف مراقبة الصادرات بقيادة واشنطن للضغط على آلة الحرب التابعة للكرملين.

وقال المسؤول السابق عن ضبط الأسلحة لدى حلف شمال الأطلسي والذي يعمل الآن في "مركز ستيمسون للأبحاث" ويليام ألبرك إن الوثائق أظهرت كيف أدركت روسيا التهديد من حلفاء الغرب في آسيا، والذين يخشى الكرملين أن يساعدوا في شن هجوم بقيادة الولايات المتحدة على قواته العسكرية في المنطقة، بما في ذلك ألوية الصواريخ، مضيفاً أنه "في حال قيام روسيا بمهاجمة إستونيا بصورة مفاجئة، فسيتعين عليها ضرب القوات الأميركية في اليابان وكوريا أيضاً".

أهداف مدنية وعسكرية

ووفق الصحيفة فإن أول 82 موقعاً في قائمة الأهداف الروسية الواردة في الوثائق المزعومة كانت ذات طبيعة عسكرية، مثل مقر القيادة المركزية والإقليمية للقوات المسلحة اليابانية والكورية الجنوبية ومنشآت الرادار والقواعد الجوية والمنشآت البحرية، بينما باقي الأهداف هى مواقع للبنية التحتية المدنية بما في ذلك أنفاق الطرق والسكك الحديد في اليابان مثل نفق كانمون الذي يربط جزيرتي هونشو وكيوشو، والبنية التحتية للطاقة حيث تتضمن القائمة 13 محطة طاقة مثل المجمعات النووية في توكاي، إضافة إلى مصافي الوقود.

وفي كوريا الجنوبية تمثل الأهداف المدنية الرئيسة في الجسور، لكن القائمة تشمل أيضا مواقع صناعية مثل مصانع الصلب في بوهانغ والمصانع الكيماوية في بوسان، ويتعلق جزء كبير من العرض بكيفية تطور ضربة افتراضية باستخدام وابل غير نووي من طراز "كيه أتش-101"، بينما المثال المشار له في الوثائق هو أوكوشيريتو، وهي قاعدة رادار يابانية على جزيرة ساحلية جبلية، وتشتمل إحدى الشرائح التي تناقش مثل هذا الهجوم صورة متحركة لانفجار كبير.

وأشار الأستاذ المشارك في جامعة كيو والباحث السابق في وزارة الدفاع اليابانية ميتشيتو تسوروكا إلى أن الصراع مع روسيا يشكل تحدياً خاصاً بالنسبة إلى طوكيو إذا كان نتيجة لانتشار الصراع من أوروبا أو ما يسمى بالتصعيد الأفقي، وقال إنه "في حال حدوث صراع مع كوريا الشمالية أو الصين فستكون لدينا تحذيرات باكرة، وقد يكون لدينا الوقت للاستعداد ومحاولة اتخاذ الإجراءات، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتصعيد الأفقي من أوروبا فسيكون وقت التحذير أقصر بالنسبة إلى طوكيو، وستكون لدى اليابان خيارات أقل بمفردها لمنع الصراع".

جزر الكوريل

بينما ظل الجيش الياباني، وبخاصة القوات الجوية، قلقاً في شأن روسيا لفترة طويلة، أشار تسوروكا إلى أن المواطنين اليابانيين العاديين لا يعتبرون روسيا تهديداً أمنياً كبيراً، ولم توقع روسيا واليابان معاهدة سلام رسمية لإنهاء الحرب العالمية الثانية نتيجة الخلاف المستمر حول جزر الكوريل، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية استولى الجيش السوفياتي على جزر الكوريل وطرد السكان اليابانيين من الجزر التي أصبحت الآن موطنا لنحو 20 ألف روسي، والعام الماضي صرح رئيس وزراء اليابان آنذاك، فومو كيشيدا، أن حكومته ملتزمة تماماً بالمفاوضات في شأن هذه القضية، فيما رد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف عبر حسابه بمنصة "إكس" قائلاً "نحن لا نكترث بمشاعر اليابانيين وهذه ليست أراض متنازع عليها بل هي تابعة لروسيا".

ويقول مراقبون غربيون إن آسيا أصبحت مركزاً لإستراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمتابعة الغزو الكامل لأوكرانيا وموقفه الأوسع ضد حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وإضافة إلى اعتمادها الاقتصادي المتزايد على الصين فقد جندت موسكو 12 ألف جندي من كوريا الشمالية للقتال في أوكرانيا في حين دعمت بيونغ يانغ اقتصادياً وعسكرياً في المقابل، وبعد إطلاق صاروخ باليستي تجريبي على أوكرانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قال بوتين "إن الصراع الإقليمي في أوكرانيا اتخذ عناصر ذات طبيعة عالمية".

ويرى ألبرك أن "الوثائق المسربة والانتشار الكوري الشمالي في مناطق الصراع بأوكرانيا أثبتا مرة واحدة وإلى الأبد أن مسارح الحرب الأوروبية والآسيوية مرتبطة بصورة مباشرة ولا تنفصل"، مضيفاً أنه "لا يمكن لآسيا أن تجلس بعيداً من الصراع في أوروبا ولا يمكن لأوروبا أن تجلس مكتوفة الأيدي إذا اندلعت حرب في آسيا".

عملية استكشافية

وتوافر الوثائق المزعومة نظرة نادرة إلى عادة روسيا في استكشاف الدفاعات الجوية لجيرانها بانتظام، إذ تكشف عن مهمة قاذفتين ثقيلتين من طراز "تي يو-95" أُرسلتا لاختبار الدفاعات الجوية لليابان وكوريا الجنوبية في الـ 24 من فبراير 2014، وتزامنت العملية مع ضم روسيا شبه جزيرة القرم ومناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية "فويل إيجل- 2014". 

ووفقاً للوثائق فقد غادرت القاذفتان الروسيتان قاعدة الطيران بعيد المدى في أوكراينكا أقصى شرق روسيا خلال رحلة استغرقت 17 ساعة حول كوريا الجنوبية واليابان لتسجيل الاستجابات، وتشير إلى أنه كان هناك 18 عملية اعتراض شملت 39 طائرة، وسجلت أطول عملية مرافقة 70 دقيقة وجرت من قبل طائرتين يابانيتين من طراز "إف4- فانتوم" والتي كانت، وفقاً للطيارين الروس، "غير مسلحة"، وُسجلت سبع عمليات اعتراض فقط من قبل طائرات مقاتلة تحمل صواريخ "جو-جو".

ويتطابق المسار بصورة شبه كاملة مع المسار الذي اتخذته طائرتان من طراز "توبوليف-142" للدورية البحرية في وقت سابق من هذا العام عندما حلقت حول اليابان خلال تدريبات إستراتيجية في المحيط الهادئ خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، بما في ذلك رحلة فوق المنطقة المتنازع عليها قرب جزر الكوريل.

المزيد من تقارير