ملخص
تغيرت مواقف الأوكرانيين جذرياً بعد الغزو الروسي لبلادهم، حيث عززت الحرب الشعور بالوطنية والتلاحم الاجتماعي، وأضعفت الانقسامات الإقليمية والإثنية، رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.
تحدث الحرب تحولات عميقة في البلدان. فالغزو الروسي الشامل لأوكرانيا الذي بدأ عام 2022، لم يؤدِّ إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين وتدمير المدن والمجتمعات وشل الاقتصاد الأوكراني فحسب، بل غيّر أيضاً الطريقة التي يرى بها الأوكرانيون العالم من حولهم. منذ عام 2022، طرأت تغييرات على الرأي العام الأوكراني في شأن قضايا رئيسة متعددة، بما في ذلك نظرة الأوكرانيين إلى هويتهم الوطنية وكيف يتصورون علاقتهم بالعالم الأوسع ومدى استعدادهم لمقاومة العدوان الأجنبي.
يجري "معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع" (KIIS)، وهو المنظمة البحثية التي نعمل فيها، استطلاعات للرأي العام منذ استقلال أوكرانيا عام 1991. قبل الحرب الشاملة، أجرى المعهد نحو 100 إلى 150 دراسة سنوياً حول مجموعة متنوعة من القضايا. وحتى بعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، واصل المعهد إجراء مثل هذه الاستطلاعات وأعاد عملياته ونشاطاته تدريجاً إلى مستويات قريبة مما كانت عليه قبل الحرب. ولكن لا يمكن للمعهد العمل إلا في المناطق التي تخضع للسيطرة الأوكرانية، ولا تشمل استطلاعاته اللاجئين في الخارج أو أولئك في المناطق المحتلة.
منذ بداية الحرب، يقدر الأوكرانيون دولتهم وسيادتهم وحقوقهم الديمقراطية بصورة أكبر. وأدت قرابة ثلاثة أعوام من القتال إلى تقليص الاختلاف في المواقف بين المناطق وشجعت على تحقيق مزيد من الوحدة بين المجموعات العرقية واللغوية. وهذا التماسك المتزايد والدعم الأكبر للدولة بين الأوكرانيين يعزز الجهود المبذولة لمقاومة روسيا، بيد أن الحرب تنتج في الوقت نفسه انقسامات جديدة، مثل تلك التي بين العسكريين وأولئك الذين لم يلتحقوا بالجيش، وبين النازحين داخلياً وأولئك الذين ظلوا يعيشون في الأراضي المحتلة، مما قد يسبب احتكاكات وتوترات اجتماعية.
وفي الحقيقة، يدرك الأوكرانيون صعوبة ما ينتظرهم. فبعد الهجوم المضاد الفاشل العام الماضي، هم يتوقعون أن تستمر الحرب لفترة أطول مما كانوا يعتقدون سابقاً، وأصبحوا أقل تفاؤلاً بالمستقبل. فانخفضت نسبة أولئك الذين يعتقدون بأن أوكرانيا ستكون دولة مزدهرة ضمن الاتحاد الأوروبي في غضون 10 سنوات من 88 في المئة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 إلى 73 في المئة في ديسمبر (كانون الأول) 2023، لا بل حتى انخفضت أكثر إلى 55 في المئة في ديسمبر عام 2024. ولكن يمكن تفسير هذا التراجع على أنه إدراك عملي واقعي لصعوبة صد قوة غازية. ومع ذلك، فإن الحرب عززت شعور الأوكرانيين بالوطنية، وزادت من عزيمتهم على النضال من أجل حريتهم، وعمقت رغبتهم في الابتعاد من دائرة نفوذ روسيا لتصبح أوكرانيا دولة آمنة ومزدهرة ضمن الاتحاد الأوروبي.
التلاحم الوطني
تظهر استطلاعات الرأي التي أجريت عام 2022 بعد بدء الغزو الروسي التأثيرات المألوفة لزمن الحرب في مواقف الشعب. فقد أصبح الأوكرانيون أكثر تسامحاً مع إخفاقات الدولة، وركزت البلاد على مقاومة روسيا. وبعد بدء الحرب، انخفضت مستويات المعيشة في أوكرانيا، وارتفعت معدلات الفقر والبطالة بصورة حادة، ومع ذلك، زادت نسبة الرضا الشعبي عن الدولة. قبل الحرب بفترة لا تتجاوز الشهرين، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2021، كان خمسة في المئة فحسب من الناس يعتقدون بأن الحكومة المركزية تتعامل مع مسؤولياتها [تؤدي واجباتها] بصورة جيدة، بينما رأى 44 في المئة أنها لا تفعل ذلك. وبحلول ديسمبر 2022، بعد ثمانية أشهر من الحرب، انقلبت هذه التقديرات تقريباً رأساً على عقب، فأعرب 41 في المئة عن رضاهم عن الحكومة، في حين بلغت نسبة الذين لم يؤيدوها تسعة في المئة فحسب.
ومن بين مؤسسات الدولة، تتمتع القوات المسلحة بأعلى مستوى من الثقة. فخلال السنة الأولى من الحرب، ارتفعت الثقة بالجيش من 72 إلى 96 في المئة. وكان هذا الارتفاع واضحاً أيضاً في نظرة الناس إلى الرئاسة. فقبل الحرب، في ديسمبر 2021، كان 27 في المئة فقط من الأوكرانيين يثقون فالرئيس فولوديمير زيلينسكي. وبحلول ديسمبر 2022، وبعد 10 أشهر من القتال، ارتفعت هذه النسبة بصورة كبيرة إلى 84 في المئة، وهو مستوى غير مسبوق من الثقة بالرئيس لم تشهده السياسة الأوكرانية من قبل. كذلك زادت الثقة بالبرلمان خلال الفترة نفسها، من 11 إلى 35 في المئة. وتؤكد هذه النتائج تأثير الالتفاف حول العلم الذي خلفته الحرب: فقد اتحد الأوكرانيون والتفوا إلى حد كبير خلف قادتهم ومؤسسات الدولة أثناء نضالهم من أجل مستقبل بلادهم.
لقد كان هذا الشعور بالوحدة الوطنية أضعف بصورة ملحوظة في الماضي. ففي الواقع، تقع أوكرانيا بين روسيا وأوروبا، وشكّل هذا الموقع الجغرافي عاملاً حاسماً في تحديد خياراتها الجيوسياسية خلال فترة استقلالها. وفي غالبية الانتخابات البرلمانية والرئاسية، كانت المواقف تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي من بين القضايا الأكثر أهمية. في الماضي تناوبت على الرئاسة شخصيات أقرب إلى روسيا وأخرى أقرب إلى أوروبا. وكان الرئيس فيكتور يوشينكو الذي حكم من عام 2005 إلى عام 2010، يريد دفع أوكرانيا غرباً نحو أوروبا، في حين سعى خليفته الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي حكم من عام 2010 حتى الإطاحة به بصورة دراماتيكية عام 2014، إلى اتباع سياسة موالية لروسيا.
وقبل عام 2014، كانت المواقف العامة تتماشى تقريباً مع هذه التقلبات. فنحو 50 إلى 65 في المئة من الأوكرانيين فضلوا التحالف مع روسيا، في حين فضل 35 إلى 50 في المئة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، كان الأوكرانيون في جميع المناطق، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس وغيرهما من المناطق الخاضعة حالياً للاحتلال الروسي، يتصورون دائماً بلادهم دولة مستقلة، ولم يسعوا إلى إعادة الاندماج مع روسيا. ومن المثير للاهتمام أن التوجه المؤيد لأوروبا لم يكُن يعني بالضرورة مشاعر معادية لروسيا. فمن بين أولئك الذين أيدوا العضوية في الاتحاد الأوروبي، تبنت الغالبية العظمى موقفاً إيجابياً تجاه روسيا وحاولت إقامة علاقات ودية معها.
لقد اختار الشعب الأوكراني بصورة قاطعة التحالف مع الغرب
وحتى بدء العدوان الروسي الأخير، لم يكُن لدى الأوكرانيين اهتمام خاص بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). ففي الفترة ما بين عامي 2009 و2013، لم يكُن سوى 16 إلى 19 في المئة من السكان يرغبون في انضمام أوكرانيا إلى "ناتو". ولم يدرج معظم الساسة هذه النقطة حتى في برامجهم الانتخابية لأنها لم تكن تحظى بشعبية. وخلال ثورة الكرامة عام 2014، عندما أطاح الأوكرانيون بالرئيس يانوكوفيتش المتحالف مع روسيا، لم يطالب المحتجون بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
في الحقيقة، وفقاً لإحصاءات تعتبر مثيرة للاستغراب عند قراءتها اليوم، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمتع بشعبية كبيرة في أوكرانيا قبل عام 2014، بنسبة تأييد بلغت نحو 60 في المئة. وكان الساسة الأوكرانيون في ذلك الوقت ليشعروا بسعادة غامرة لو حصلوا على نسبة دعم مماثلة، إذ إن معدل تأييد أكثرهم شعبية قبل الانتخابات الرئاسية عام 2010 لم يتجاوز نسبة 30 في المئة. وبصورة عامة، أعرب 80 إلى 90 في المئة من الأوكرانيين عن موقف إيجابي تجاه روسيا.
لقد تغير الوضع بصورة جذرية بعد أن استولت روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014، إذ أدى هذا العمل العدواني إلى زيادة كبيرة في الدعم الشعبي لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، فوصلت النسبة إلى 48 في المئة عام 2015. وأشار بعض المحللين إلى أن روسيا هاجمت أوكرانيا لمنعها من الانضمام إلى "ناتو". ولكن في الواقع، أصبحت رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الحلف أقوى كرد فعل على العدوان الروسي. ومن المؤكد أنه حتى بعد عام 2014، ظهر تفاوت كبير بين المناطق في المواقف تجاه الانضمام إلى "ناتو". في الواقع، رغب معظم الأوكرانيين في الانضمام إلى الحلف، لكن كثيرين في شرق أوكرانيا وجنوبها عارضوا ذلك. وعام 2019، أدرج البرلمان الأوكراني في الدستور تفضيل أوكرانيا الجيوسياسي للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، لكن أقلية لا يستهان بها من المواطنين الأوكرانيين، ومعظمهم في الشرق والجنوب، ظلت غير مهتمة بمزيد من التكامل مع الغرب. وعام 2021، أراد 70 في المئة من السكان في المناطق الغربية و58 في المئة في المناطق الوسطى، بما في ذلك العاصمة كييف، الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن في المناطق الجنوبية، أيد أقل من نصف المشاركين هذه الفكرة، وفي المناطق الشرقية، لم تتجاوز النسبة الثلث. ولم تشمل هذه الاستطلاعات شبه جزيرة القرم والمناطق التي استولت عليها روسيا في دونباس عام 2014.
بعد الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا عام 2022 بدأت غالبية الأوكرانيين، في جميع المناطق وبغض النظر عما إذا كانوا يتحدثون الروسية أو الأوكرانية، في دعم عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وبحلول يوليو (تموز) 2022، أراد 81 في المئة من الأوكرانيين الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فيما رغبت نسبة 71 في المئة في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. أما بالنسبة إلى المواقف تجاه روسيا والروس، فقد انخفضت نسبة أولئك الذين لديهم نظرة إيجابية إلى اثنين في المئة. ويرجع هذا جزئياً إلى حقيقة مفادها بأن "معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع" لم يتمكن خلال استطلاعات يوليو 2022 من إجراء مقابلات مع سكان الأراضي التي احتلتها روسيا، بما في ذلك المناطق الشرقية والجنوبية حيث كان الدعم لروسيا أعلى تاريخياً. ولكن من بين هؤلاء الأوكرانيين الذين كانوا يحملون آراء إيجابية عن روسيا عام 2021، فإن 80 في المئة أصبحوا ينظرون إليها بصورة سلبية بعد الغزو عام 2022. ويشير هذا التحول الكبير إلى أن الشعب الأوكراني اختار بصورة قاطعة ولا رجعة فيها التحالف مع أوروبا والغرب، وعدم ربط مستقبله بروسيا.
الوحدة في التنوع
لا شك في أن الحرب ألحقت خسائر فادحة بالأوكرانيين وهم يدركون تمام الإدراك أن النصر ليس مضموناً. وبعدما فشل الهجوم المضاد المتوقع عام 2023 في تحقيق مكاسب كبيرة، تدهورت المؤشرات إلى حد ما. فعلى سبيل المثال، في مايو (أيار) 2023، كان 10 في المئة فحسب من الأوكرانيين على استعداد لتأجيل تحرير بعض الأراضي إلى المستقبل، وبحلول نهاية عام 2024، ارتفعت هذه النسبة إلى 38 في المئة. وعلى رغم أن الأوكرانيين ظلوا متفائلين إلى حد كبير بمستقبل بلادهم، فإن نسبة المتشائمين ارتفعت أيضاً من 19 في المئة في ديسمبر 2023 إلى 28 في المئة بنهاية 2024.
ومع ذلك، يبقى الأوكرانيون صامدين. فحال السكان المعنوية والنفسية تُعدّ عاملاً حاسماً في سياق أي صراع عسكري، بخاصة أثناء الحرب. فهي تؤثر في استعداد البلاد للدفاع عن النفس وإرادتها لتحقيق النصر وقدرتها على التحمل والاستمرار تحت الضغوط وفي ظل الظروف الاستثنائية. وكان مستوى التماسك الاجتماعي في أوكرانيا مرتفعاً جداً بين عامي 2022 و2024. فعلى سبيل المثال، في المجتمعات التي استضافت كثيراً من النازحين داخلياً في أوكرانيا، أبدى 78 في المئة من المشاركين رأياً إيجابياً تجاه أبناء وطنهم النازحين (في حين بلغت نسبة أولئك الذين كانت لديهم آراء محايدة 19 في المئة). ووسط دمار الحرب، يشعر معظم الأوكرانيين بإحساس قوي بالهوية الأوكرانية والانتماء إلى بلدهم، والثقة بمؤسسات الدولة. وبين عامي 2022 و2024، أظهر الاستطلاع أن ما معدله 80 في المئة من المشاركين عرفوا عن أنفسهم بأنهم "مواطنون أوكرانيون" بالدرجة الأولى، وليس سكاناً محليين في منطقة معينة، أو ممثلين عن مجموعة عرقية، أو مواطنين عالميين.
علاوة على ذلك، ارتفع أيضاً مستوى المشاركة العامة في المساعدات المتبادلة والثقة بالمتطوعين المدنيين بصورة ملحوظة، فأكد أكثر من 90 في المئة من المشاركين مساهمتهم في الدفاع عن البلاد إلى حد ما، بخاصة من خلال التبرعات المالية والعمل التطوعي. وإلى جانب الجيش، يتمتع المتطوعون المدنيون بمستوى عالٍ من الثقة العامة: بحلول ديسمبر 2024، أظهر 81 في المئة من الأوكرانيين ثقتهم بالمتطوعين المدنيين الذين يدعمون المجهود الحربي.
واستطراداً، كان للحرب تأثير في تقليص الاختلافات الإقليمية والإثنية التي كانت قائمة منذ فترة طويلة. فكثيراً ما تميزت مناطق كثيرة في أوكرانيا بتنوعها الثقافي. وقبل الحرب العالمية الأولى، كان الجزء الغربي من البلاد يشكل جزءاً من الإمبراطورية النمسوية- المجرية. وخلال فترة ما بين الحربين العالميتين، خضع الجزء الغربي للسيطرة البولندية. ومعظم سكان هذا الجزء من البلاد يتحدثون اللغة الأوكرانية وهم أكثر ميلاً إلى الغرب. في المقابل، فإن الجزءين الشرقي والجنوبي من أوكرانيا يضمان نسبة كبيرة من الناطقين باللغة الروسية.
ظل الأوكرانيون متفائلين إلى حد كبير بمستقبلهم
من غير المستغرب أن استطلاعات الرأي العام قبل 2014 أظهرت فروقاً كبيرة بين الشرق والجنوب من جهة، والغرب والوسط من جهة أخرى، في ما يتعلق بالمواقف تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي و"ناتو" وبعض الشخصيات السياسية والأعياد الرسمية والشخصيات التاريخية. وكانت هذه الاختلافات واضحة أيضاً بين المجموعات اللغوية، إذ كان الناطقون بالأوكرانية يفضلون تعميق العلاقات مع الغرب، بينما فضل الناطقون بالروسية تعزيز العلاقات مع روسيا.
ولكن بعد اندلاع الحرب الشاملة عام 2022، تضاءلت الفروق الإقليمية واللغوية الإثنية بصورة كبيرة. ولو أُجريَ استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي عام 2021 على سبيل المثال، لصوّت 70 في المئة من سكان الغرب لمصلحة الانضمام إلى الاتحاد، مقابل نحو 29 في المئة فقط في الشرق. وبحلول منتصف عام 2022 كانت هذه النسبة لترتفع إلى 88 في المئة في الغرب، مقابل نسبة 71 في المئة في الشرق.
واتبعت المؤشرات الأخرى نمطاً مشابهاً، ففي أكتوبر2022، شعر معظم الأوكرانيين، أي 60 في المئة منهم، بأنهم بالفعل جزء من المقاومة الوطنية، في حين شعر 32 في المئة آخرون بأنهم مشاركون جزئياً في الأقل في مقاومة العدو. في المقابل، فإن نسبة أولئك الذين لم يشعروا بأنهم جزء من المقاومة لم تبلغ سوى أربعة في المئة. وأفاد 84 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع بأنهم يستخدمون اللغة الأوكرانية أكثر، وارتدى 55 في المئة من بينهم رموزاً وألواناً وطنية بصورة أكثر تواتراً. إضافة إلى ذلك، ارتفع الدعم للقوات المسلحة، فأشار 81 في المئة إلى أنهم تبرعوا بالمال للقوات المسلحة، بينما انضم 21 في المئة إلى الجيش الأوكراني.
وعلى رغم أن الأوكرانيين تمكنوا من اجتياز تقلبات الحرب، فإنهم ظلوا متفائلين إلى حد كبير بمستقبلهم. فنسبة الذين يعتقدون بأنه بعد 10 أعوام من الآن سيكون اقتصاد أوكرانيا مدمراً ويتوقعون فرار كثير من مواطنيها، لا تتخطى 19 في المئة. في المقابل، لا يزال معظم الأوكرانيين يؤمنون بأنه بعد 10 سنوات ستكون أوكرانيا دولة مزدهرة ضمن الاتحاد الأوروبي. وربما تكون الحرب خفضت بصورة طفيفة من تفاؤل الأوكرانيين بالمستقبل، لكنها، خلافاً لأهداف موسكو، جعلت البلاد أكثر وحدةً وأكثر تصميماً على الابتعاد من روسيا والتوجه نحو الغرب.
مترجم عن "فورين أفيرز" 30 ديسمبر (كانون الأول) 2024
أنطون غروشيتسكي هو المدير التنفيذي لمعهد كييف الدولي لعلم الاجتماع.
فولوديمير بانييوتو هو رئيس معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع.
وهما مؤلفا كتاب "الحرب وتحول المجتمع الأوكراني (2022–2023)"