ملخص
منذ انتخابه اضطلع ترمب بدور الحكم، مبدياً حرصه على مخاطبة النواب غير المنضبطين ومكثفاً المشاورات الداخلية في مقر إقامته داخل فلوريدا
منذ فوزه الساحق بدا دونالد ترمب في وضع مريح جداً، لكن قبل أسبوعين فقط من تنصيبه سيتعين أولاً على الرئيس الأميركي المنتخب أن يوحد الصفوف، في ظل غالبية جمهورية ضئيلة تعاني انقسامات.
وفي مواجهة معسكر ديمقراطي لا يزال مصدوماً بهزيمة كامالا هاريس خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 يبدو وضع الجمهوريين أفضل، لكن الخلافات الداخلية تهدد بإحباط الطموحات الكبرى للرئيس المقبل، من السياسة المتشددة لمكافحة الهجرة إلى الخفوض الضريبية الجذرية.
وفي حين باشر كبار رؤساء شركات قطاع التكنولوجيا يعربون عن تأييدهم لترمب، فإن معسكره السياسي بدأ يشهد خلافات.
لكن زعيم الجمهوريين في مجلس النواب مايك جونسون أكد هذا الأسبوع أن نواب الحزب "مستعدون للبدء بالعمل". وقال في تصريح للصحافيين "لقد حققنا بداية رائعة، كما وعدنا".
ومعلوم أن النقاش مع أعضاء مجلس الشيوخ يتخذ بعداً أكثر توتراً حول الاستراتيجية التشريعية. فهل ينبغي تبني برنامج دونالد ترمب ضمن رزمة واحدة من القوانين أم توزيعه على سلسلة من التدابير المنفصلة؟
تحظى المقاربة الثانية باهتمام شخصيات بارزة مؤيدة لترمب تعدها الوسيلة الأسرع لتحقيق أول انتصار في قضية مراقبة الحدود، العنوان المحوري لحملة ترمب التي اتسمت بخطاب عنيف مناهض للهجرة.
ولكن مع غالبية محدودة في مجلس النواب، يفضل الجمهوريون استراتيجية "كل شيء أو لا شيء" خشية الفشل في إمرار الخفوض الضريبية الموعودة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما ترمب المعني الأول فأعلن أنه يفضل "مشروع قانون كبيراً"، مضيفاً "هذا ما فضلته وسأفضله دائماً".
لكنه تدارك أيضاً "إذا كان وجود مشروعين يوفر أماناً أكبر، فستسير الأمور في صورة أسرع قليلاً لأننا سنتمكن من الاهتمام بالهجرة خلال وقت مبكر".
وعلى فريق ترمب أن يكون سريعاً لأن انتخابات منتصف الولاية ستجري بعد أقل من عامين، مع خطر فقدان السيطرة على الكونغرس أو أحد مجلسيه خصوصاً أن قائمة المعارك التي ينبغي خوضها طويلة، بدءاً بإلغاء القيود التي فرضها الرئيس جو بايدن في موضوع التنقيب البحري وصولاً إلى الطموح بالاستحواذ على غرينلاند وقناة بنما.
من هنا، فإن قاعدة جمهورية غير موحدة قد تكون أكبر نقطة ضعف لترمب خلال ولايته الثانية، كما أقر أحد أنصاره السيناتور عن ولاية أوكلاهوما ماركواين مولين، مضيفاً عبر قناة "فوكس نيوز" القريبة من المحافظين "الجميع يسيرون في اتجاهات مختلفة".
ومنذ انتخابه، اضطلع ترمب بدور الحكم مبدياً حرصه على مخاطبة النواب غير المنضبطين ومكثفاً المشاورات الداخلية بمقر إقامته في فلوريدا.
هنا أيضاً في مارالاغو، نجح إلى حد كبير في أن يجمع عمالقة التكنولوجيا حوله، بعدما وجه إليه معظمهم انتقادات شديدة خلال ولايته الأولى قبل أن يلتفتوا إليه مجدداً منذ حملته الرئاسية الأخيرة.
ويستضيف ترمب في مقره اليوم الخميس حكام ولايات جمهورية يعدون الأكثر استقلالاً، فضلاً عن نواب آخرين ينتظر أن يجتمع بهم بعد غد السبت. وذكرت وسائل إعلام أميركية أنه يعتزم إقامة حفل كبير لجمهوريي مجلس الشيوخ خلال الأسابيع المقبلة.
من جانبهم، تعهد زعماء الكتلة الديمقراطية في الكونغرس العمل مع الجمهوريين على الإصلاحات التي يوافقون عليها، من دون أن يسهلوا لهم المهمة في ما يتصل ببقية الإصلاحات.
وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر خلال كلمة ألقاها بالمجلس "لقد باتوا الغالبية وتقع عليهم الآن المسؤولية"، مؤكداً "أننا سنرصدهم نحن والشعب الأميركي".