ملخص
يسعى حزب "ريفورم" ليكون بديلاً قوياً لحزب "المحافظين" في بريطانيا من خلال التركيز على جذب شخصيات بارزة من الحزب، لكن أياً من الانشقاقات الكبرى لم تتحقق بعد.
مر أكثر من قرن منذ أن تمكن حزب سياسي ناشئ من الإطاحة بنجاح بحزب سياسي راسخ، وذلك عندما أزاح حزب العمال الحزب الليبرالي عن موقعه.
يتبوأ حزب إصلاح المملكة المتحدة Reform UK "ريفورم" مكانته كقوة سياسية قادرة على تشكيل تهديد لـ"المحافظين" – حتى بوجود خمسة نواب له فقط في مجلس العموم، على رغم حصته البالغة 15 في المئة من أصوات الناخبين – ويؤكد هذه المكانة الخلاف بين نايجل فاراج وكيمي بادينوك [زعيمة حزب المحافظين] حول أي منهما يملك حزبه قاعدة شعبية أكبر.
ومع ذلك، إذا قيض لحزب الإصلاح أن يحل محل حزب المحافظين، فسيحتاج إلى أكثر من مجرد موقع إلكتروني يتباهى فيه بعدد مؤيديه، سيحتاج إلى انشقاقات على جميع المستويات، من الناخبين العاديين (22 في المئة ممن صوتوا لـ"المحافظين" في انتخابات يوليو [تموز] 2024 يقولون إنهم سيصوتون الآن لحزب الإصلاح) إلى أعضاء المجالس المحلية والمانحين والنواب.
استقطب حزب الإصلاح بالفعل محافظين بمن فيهم رجل الأعمال ضياء يوسف، الذي يشغل الآن منصب رئيس الحزب، والملياردير نيك كاندي أمين صندوق الحزب الجديد، والنائبان السابقان أندريا جينكينز وأيدان بيرلي، ومؤسس موقع "البيت المحافظ" الإخباري تيم مونتغمري. لكنه يحتاج إلى مزيد من الأسماء البارزة.
تزعم شخصيات بارزة في الحزب أن عديداً من نواب حزب المحافظين السابقين وحتى الحاليين يستعدون للانضمام إليه، لكن لا أسماء كبيرة رشحت حتى الآن.
قد يتمثل جزء من المشكلة في أن كبار الشخصيات في حزب الإصلاح يحملون أفكاراً مختلفة تماماً حول هويات أفضل الأشخاص الذين يمكن جذبهم. لكن إذا كان عام 2025 هو العام الذي يدفع الحزب نحو انتصارات أكبر، فيجب أن يأتي بعض الأسماء وفق الرغبات المختلفة لكبار الشخصيات في الحزب (اعتماداً على الشخصيات التي يتحدث إليها المرء). في ما يلي بعض الشخصيات المستهدفة.
القائد المفقود
تبدو فكرة انشقاق بوريس جونسون عن حزب المحافظين وانضمامه إلى حزب "ريفورم" خيالية تماماً، فهو قال سابقاً إنه لن يتخلى عن "المحافظين". لكن "اندبندنت" علمت من شخصيات في حزب فاراج أن بعضهم يرغب في رؤية ذلك يحدث، ولا يعتقدون بأنه مستحيل تماماً.
انضمام الملياردير المتبرع كاندي يضيف بعض الجدية إلى هذه التكهنات. فهو لا يجلب المال إلى الحزب وحسب، لكنه يملك أيضاً صداقات قديمة مع كل من فاراج وجونسون وكذلك مع دونالد ترمب، الذي قد يصبح حلقة وصل مهمة في هذا السياق. ووفقاً لأحد المصادر، فإن كاندي هو من النوع الذي يمكن أن يجمع بين فاراج وجونسون، ومن ثم إقناع الأخير بالانضمام إلى "ريفورم".
علاوة على ذلك، يغلق انتخاب كيمي بادينوك على رأس حزب المحافظين الباب أمام عودة جونسون كنائب عن حزب المحافظين، وبخاصة أنها كانت من بين المساهمين في سقوطه.
قد لا تكون فكرة حلول جونسون في حزب "ريفورم" جذابة لفاراج، فالتاريخ يقول إنه لا مكان أبداً لشخصيتين بارزتين في الأحزاب التي ترأسها [فاراج]. لكن إذا تحقق ذلك، فقد يعني نهاية حزب المحافظين وإعادة تشكيل المشهد السياسي لليمين.
في الحقيقة، هذا السيناريو لن يتحقق إلا إذا كان حزب المحافظين انهار بالكامل بالفعل، مما يترك جونسون بلا خيارات تذكر.
محبوبو اليمين
سويلا برافرمان اسم يتكرر كثيراً عند الحديث عن المنشقين المحتملين. وزيرة الداخلية السابقة تمتلك بلا شك المؤهلات اليمينية التي تناسب حزب "ريفورم"، وبخاصة أن زوجها، راؤول، انضم أخيراً إلى الحزب.
لكنها قالت بوضوح لـ"اندبندنت" إنها لا تخطط للانضمام إلى زوجها في الحزب. ويفهم أنها تشعر بالولاء لحزبها في دائرتها الانتخابية، ولا تزال تطمح إلى قيادة حزب المحافظين.
ومع ذلك، لم يتوقف حزب "ريفورم" عن ملاحقتها. فبرافرمان يمكن أن تقدم للحزب حضوراً نسائياً قوياً وكاريزمياً يفتقر إليه بشدة خلال الوقت الحالي، كما أن انضمامها سيكون بمثابة إشارة لليمين المحافظ بأن اللعبة انتهت.
كذلك جرى الترويج لروبرت جينريك مراراً كمنشق محتمل عن حزب المحافظين منذ خسارته في انتخابات قيادة الحزب الأخيرة لمصلحة بادينوك. لكن ثمة قليلاً من الأدلة على إرادته الانشقاق، على رغم أنه تحول إلى مناهض متشدد للهجرة وكثيراً ما يعكس خطابه خطاب حزب "ريفورم".
في الواقع، إذا قرر نواب "المحافظين" الانشقاق، فمن المرجح أن يكونوا من قائمة الأشخاص الذين دعموا جينريك.
أنصار "بريكست"
من المؤكد أن مارك فرنسوا رئيس مجموعة البحوث الأوروبية والذي يعد من نواح كثيرة نائباً مثالياً مؤيداً لـ"بريكست"، محور محادثات داخل حزب "ريفورم".
ومع ذلك، يفهم أنه لا يزال غاضباً من الطريقة التي قام بها حزب "ريفورم" بتقاسم الأصوات مع عديد من أصدقائه في حزب المحافظين الذين فقدوا مقاعدهم لاحقاً. ويجد صعوبة في مسامحة نايجل فاراج أو ريتشارد تايس، على رغم أنه يتفق معهم أيديولوجياً.
فرنسوا يؤكد دائماً أنه متجذر في عائلة حزب المحافظين لدرجة تمنعه من تغيير الحزب. وإضافة إلى ذلك، قامت بادينوك بحكمة بمنحه منصب وزير الدفاع في حكومة الظل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المؤكد أن جاكوب ريس موغ سيكون اسماً بارزاً إذا قرر الانشقاق عن حزب المحافظين. هو صديق لفاراج وآخرين في حزب "ريفورم"، إضافة إلى كونه مضيف برامج مثله في محطة "جي بي نيوز"، ناهيك بأن أخته أنونزياتا كانت عضواً في البرلمان الأوروبي عن حزب بريكست. ومع ذلك، فإن روابطه المتينة مع حزب المحافظين تجعل هذه الخطوة تبدو غير مرجحة (على رغم أنها ليست مستحيلة).
النواب الخاسرون في الانتخابات
إلى جانب ماركو لونجي - الذي كان اسمه ظهر منذ وقت طويل ضمن قائمة المحتملين للانشقاق بعد محاولات مكثفة لاستقطابه قبل الانتخابات العامة - تم ذكر أسماء نواب سابقين آخرين مما يسمى "الجدار الأحمر" في حزب المحافظين. ومن بين هؤلاء بريندان كلارك سميث (نائب عن باسيتلو سابقاً) وتوم هانت (نائب عن إبسويتش سابقاً). ومع ذلك، أوضح كلاهما أنهما يرغبان في الترشح مجدداً باسم حزب المحافظين.
المفكر
اسم فيليب بلوند – مدير مركز "ريس بوبليكا" البحثي، وصاحب الرؤية المحافظة، والمستشار السابق لديفيد كاميرون، ومبتكر مفهومي "المحافظة الحمراء" و"المجتمع الكبير" – اسم يجب متابعته. من بعض النواحي، هو من بين الأكثر ميلاً إلى الانشقاق عن حزب المحافظين.
لقد منع المحافظون بلوند من الترشح للبرلمان – ربما لأنه مستقل أكثر من اللازم وصريح تماماً. لكنه أحد المثقفين المحافظين الحقيقيين القلائل، وسيكون صيداً ثميناً لحزب "ريفورم". ربما كل ما يحتاج إليه الحزب لاستقطابه هو منحه مقعداً يمكن الفوز به ليترشح إليه.
إن انشقاق بلوند سيكون بمثابة مغادرة تيم مونتغومري، مؤسس "البيت المحافظ" [موقع إلكتروني يعنى بالشؤون السياسية البريطانية، ويعد من المنصات البارزة التي تمثل الفكر المحافظ في المملكة المتحدة]، والتي كانت صدمة نوعاً ما، إذ سيعني ذلك أن المال لا يغادر فقط حزب المحافظين، بل أيضاً أولئك الذين يحملون الأفكار.
© The Independent