Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اليوم التالي للحرب في غزة "غائم" داخليا وخارجيا

إسرائيل تعمل على تجهيز حكومة جديدة للقطاع و"حماس" تحاول إقناع "فتح" بـ"لجنة مشتركة" وبلينكن يلوّح بـ"عهد ترمب"

فتاتان تشاهدان غروب الشمس فوق خزان مياه خرساني يطل على مجمع مدينة حمد السكنية شمال خان يونس (أ ف ب)

ملخص

تزامناً مع مفاوضات التهدئة في غزة تجري الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية محادثات في شأن بديل "حماس"، وتؤكد تل أبيب أنها بصدد تجهيز سلطة جديدة لإدارة القطاع.

مع تصاعد الإشارات الإيجابية في شأن اتفاق حركة "حماس" وإسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة، تستعد تل أبيب والولايات المتحدة لتنفيذ خطة اليوم التالي للحرب، التي لن تشارك الفصائل الفلسطينية فيها، ولن يكون لها دور في حكم القطاع.

وفور استئناف محادثات الوسطاء مع طرفي الحرب، عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي اجتماعاً خاصاً لبحث مستقبل غزة بعد وقف القتال، ومناقشة آليات إدخال بديل "حماس" إلى القطاع وتسليمه الحكم من دون أي توتر أمني.

غموض إسرائيلي

ويعد اجتماع الحكومة الإسرائيلية الذي ترأسه وزير الدفاع يسرائيل كاتس الأول من نوعه الذي يجري فيه مناقشة اليوم التالي للحرب في غزة، إذ كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يؤجل طرح هذا الملف على طاولة أعضاء ائتلافه.

وعقب لقاء الوزراء الإسرائيليين، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بصورة رسمية انتهاء واشنطن وتل أبيب من تجهيز خطة اليوم التالي في غزة، وأن جميع الأطراف المعنية بالأمر تستعد لوقف إطلاق النار لتنفيذها.

 

وفي إسرائيل، يحاول الوزراء وقادة المؤسسة الأمنية عدم الإفصاح عن أية أفكار في شأن اليوم التالي لغزة، وذلك بناء على تعليمات رسمية بعدم الحديث عن تفاصيل هذا الملف إلى أية وسيلة إعلامية، وعلى رغم مناقشة هذا الملف لإقراره وتنفيذه فإن الغموض في شأنه لا يزال سيد الموقف.

لكن وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية غيلا غماليل كشفت عن بعض ملامح خطة اليوم التالي للحرب، موضحة "يؤيد الجميع إبرام صفقة مع ’حماس‘، والآن نعمل على تجهيز حكومة جديدة لتولي إدارة القطاع".

وأضافت "قريباً ستُنشأ بنية تحتية سلطوية جديدة في غزة، هذه الهيكلية ستكون بديل لحركة ’حماس‘ في القطاع، لا أفضل الخوض في تفاصيل هذه الجهة ولكنني أرغب في الإشارة إلى أن هناك حجماً مهولاً من التحديات، ومن المقرر إيجاد حلول لها".

وفي الواقع، ما أفصحت عنه غماليل هو محور كل شيء يتعلق بغزة إذ تنوي إسرائيل تسليم القطاع إلى جهة حكومية جديدة بديلة عن "حماس"، وهذا يعني أن تل أبيب لن تدير غزة مدنياً ولا تزال تصر على رحيل الفصائل عن مشهد الحكم، وأن السلطة الجديدة في غزة ستتولى جميع مهام القطاع بما في ذلك إدارة الحياة وفرض القانون وإعادة الإعمار وإنهاء المعاناة الإنسانية.

ساعر في الإمارات

وفي ما تتحفظ إسرائيل على نشر المعلومات فإن تصرفات وزرائها تكشف ملامح اليوم التالي في القطاع، إذ عقب اجتماع الحكومة سافر وزير خارجية تل أبيب جدعون ساعر إلى الإمارات، والتقى في أبوظبي نظيره عبدالله بن زايد وناقشا سبل التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة.

وبحسب بن زايد فإنه أكد للجانب الإسرائيلي أهمية الدفع نحو إيجاد أفق سياسي جاد لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس حل الدولتين، وأن بلاده مستعدة للعب دور في اليوم التالي للحرب إذا جرى إصلاح السلطة الفلسطينية لتولي مهمة إدارة القطاع لاحقاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الإطار نفسه، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" أن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات ودول عربية أخرى تناقش تزامناً مع مفاوضات التهدئة في قطر، آليات تنفيذ إدارة موقتة لقطاع غزة بعد الحرب.

وأكد بلينكن ذلك قائلاً "خطة اليوم التالي لغزة جاهزة، لقد أمضينا شهوراً في العمل عليها مع الشركاء العرب، ونحاول تنفيذها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار المترقب إذا جرى خلال فترة رئاسة جو بايدن وإذا لم ننجح في ذلك فسنسلمه إلى إدارة دونالد ترمب، ولها حرية القرار إذا كانت ستمضي قدماً في هذا الاتفاق أم لا".

ويضيف بلينكن "الخطة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في غزة والمنطقة وتضمن منع تجدد الصراع لكنها تتطلب وقف إطلاق النار كخطوة أساس للبدء بتنفيذها، وهناك محادثات مع عدد من الشركاء ومنهم الإمارات في شأن خيارات الحكم والأمن وإعادة الإعمار".

ماذا عن "حماس"؟

بحسب معلومات "اندبندنت عربية" حول خطة اليوم التالي للحرب، فإن إسرائيل والولايات المتحدة ترى أنه يمكن إرسال بعثة دولية عربية إلى غزة تشارك فيها حكومات من الاتحاد الأوروبي لإدارة القطاع من ناحية الأمن والقانون وإدارة شؤون الحياة وتحسين الأوضاع الإنسانية، مع غياب كامل للفصائل الفلسطينية ومشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية.

لكن "حماس" ترفض هذه الأفكار وإن كانت السلطة الفلسطينية تؤيد جزء منها وفق تعديلات معينة، إذ قدم رئيسها محمود عباس إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة رؤيته لليوم التالي لنهاية القتال في غزة.

 

وتتضمن خطة السلطة الفلسطينية وقفاً للحرب وإدخال المساعدات وانسحاب إسرائيل من غزة وتولي الحكومة مسؤولياتها في القطاع، والمهم هو الموافقة على دخول قوات حفظ سلام دولية بقرار من مجلس الأمن للأراضي الفلسطينية، لكن عباس يريد هذه القوات على الحدود مع إسرائيل لضمان أمن الدولتين وليس لإدارة القطاع.

ليست إسرائيل وحدها التي تناقش مستقبل غزة بل يفعل الفلسطينيون ذلك أيضاً، إذ تجتمع حركتا "فتح" و"حماس" في العاصمة المصرية القاهرة من أجل التوافق حول إدارة القطاع، بعد تعثر التوصل إلى لجنة لإدارة غزة في إطار الفكرة التي طرحتها مصر، ليصبح اليوم التالي للحرب فلسطينياً وليس على أهواء تل أبيب.

في القاهرة مجدداً

بحسب المعلومات، فإن وفداً حمساوياً سافر إلى القاهرة للقاء ممثلي حركة "فتح" من أجل مناقشة اليوم التالي للحرب بعيداً من فكرة لجنة إدارة غزة، لكن هذه اللقاءات قد لا تنجح مجدداً حيث يصعب التوصل إلى اتفاق في شأنها.

وتريد "حماس" تنفيذ الفكرة، إذ يقول القيادي فيها أسامة حمدان "وجد مقترح لجنة إدارة غزة تأييداً عربياً ودولياً ونحن نؤيده كلياً وندعو السلطة الفلسطينية لقبوله، ونعتقد أن مصر تبذل جهوداً إضافية باعتبار الفكرة قائمة بالأساس لمنع أية ذرائع من إسرائيل في اليوم التالي للحرب".

لكن متحدث "فتح" منذر الحايك يقول إن "تشكيل أية لجنة لا توحد الجغرافيا أو الديموغرافيا الفلسطينية أمر خاطئ، وعلى ’حماس‘ أن تفهم أن هناك مؤامرة ضد غزة وأن تدرك تماماً خطورة الموقف وتسلم زمام الأمور للسلطة الفلسطينية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات