Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يريد ترمب من غرينلاند؟

على وقع زيارة دونالد ترمب الابن للإقليم الدنماركي... ما تعني رغبة آل ترمب في توسيع رقعة الولايات المتحدة

الولايات المتحدة ترغب في شراء غرينلاند الذي يتمتع بحكم ذاتي واسع النطاق ضمن مملكة الدنمارك (غوغل إيرث/ اندبندنت عربية)

ملخص

ترمب يرغب بشراء غرينلاند لتوسيع أراضي أميركا ولمواردها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي، لكن الدنمارك وسكان غرينلاند يرفضون الفكرة... لكن هناك سوابق في اقتناء أراضي دول أخرى

يغادر دونالد ترمب الابن، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، ولاية فلوريدا المشمسة للقيام بزيارة "خاصة" إلى غرينلاند. لم يخف والده رغبته في شراء الولايات المتحدة الإقليم – الذي يتمتع بحكم ذاتي واسع النطاق لكنه لا يزال جزءاً من مملكة الدنمارك – وجعله جزءاً من الولايات المتحدة.

وفي تطور بدا رداً على ذلك، أعاد الملك الدنماركي هذا الأسبوع رسم شعار الملكية لإبراز غرينلاند وجزر فارو في شكل أكثر وضوحاً.

ويقول دون الابن إنه يقوم برحلته "لجعل غرينلاند عظيمة مرة أخرى". ويتساءل البعض عن مقدار المزاح الذي يتضمنه ذلك...

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هل يزور دونالد ترمب الابن غرينلاند بغرض شرائها؟

لو كتب أن تحصل لكانت صفقة متهورة وسريعة، حتى بمعايير ترمب. أما دونالد الابن فيقول إنه "لم يأت لشراء غرينلاند"، بل يقوم "برحلة شخصية تمتد ليوم طويل للغاية" على متن طائرة خاصة تملكها العائلة.

هل يرغب الرئيس المنتخب ترمب في غرينلاند؟

بالتأكيد. على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، كتب أخيراً: "لأغراض الأمن القومي والحرية في أنحاء العالم كله، تشعر الولايات المتحدة الأميركية بأن ملكية غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة". لقد حاول الحصول عليها خلال ولايته الأولى، ورد بغضب عندما تلقى رداً عنيفاً من كوبنهاغن.

لماذا يرغب ترمب في غرينلاند؟

يميل ترمب إلى رؤية العالم من منظوره كمطور عقاري، يبحث باستمرار عن مواقع واعدة في هذا الصدد. كذلك تجتذب كندا وقناة بنما انتباهه، إضافة إلى الوعد البعيد المنال ببناء ملعب للغولف على ساحل كوريا الشمالية الخلاب.

ومثلما يبدو من المنطقي في نظره هدم متجر تاريخي في مانهاتن لبناء ناطحة سحاب ضخمة تتسم بذائقة رديئة، كذلك تعرض براري غرينلاند القطبية الشمالية البكر إمكاناتها الخاصة من منظور وعده بجعل أميركا عظيمة مرة أخرى. وتشمل المزايا استخراج المعادن، بما في ذلك مصادر الطاقة والمعادن النادرة اللازمة لتصنيع منتجات التكنولوجيا الفائقة؛ وموقع غرينلاند الاستراتيجي الذي يتيح توسيع قائمة المطالب في ما يخص القطب الشمالي؛ وتحويل الجزيرة إلى قاعدة دفاعية رئيسة؛ ومصائد الأسماك المتاحة فيها؛ وقطاعها السياحي؛ وإمكانية فتح طرق تجارية جديدة فيها – ذلك كله يجعل المكان جذاباً للغاية. بالنسبة إلى رجل مغرور مثل ترمب، هو قد يود أن يذكره التاريخ باعتباره الرجل الذي وسع أراضي الولايات المتحدة أكثر من أي شخص آخر؛ لا تهمه الآثار التي قد تترتب على مشاريعه في بيئة بكر.

ما هي السوابق؟

لا شك في أن ترمب سيستمتع بإجراء عملية استحواذ أكبر وأكثر ربحية مقارنة بالتوسعين الإقليميين الرئيسيين السابقين في تاريخ الولايات المتحدة: شراء ألاسكا من روسيا عام 1867، في عهد الرئيس أندرو جونسون؛ وشراء ولاية لويزيانا، وهي في الأساس الغرب الأوسط الحديث الواصل إلى خليج المكسيك، من قبل الرئيس توماس جيفرسون عام 1803. كلفت الصفقتان 7.2 مليون دولار و15 مليون دولار على التوالي، أو نحو 135 مليوناً و380 مليوناً بدولار يومنا هذا. كانتا صفقتين رابحتين.

أضافت ألاسكا مليوناً و518 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الجديدة، في مقابل مليونين و141 ألف كيلومتر مربع أضافتهم لويزيانا. أما مساحة غرينلاند فتبلغ مليونين و166 ألفاً و86 كيلومتراً مربعاً، وتبدو الجزيرة كبيرة في شكل مخادع وفق إسقاط مركاتور [إحدى طرق الإسقاط الأسطواني المستخدمة في رسم الخرائط].

هل الضم عملي؟

يمكن لغرينلاند أن تصبح ولاية من دون صعوبة كبيرة. ومن السهل استيعاب مجموع السكان البالغ 56 ألف نسمة، وكذلك تكاليف دعم الاقتصاد المحلي. ستكون كبرى ولايات الاتحاد، وأقلها سكاناً.

هل توافق الدنمارك على البيع؟

هي ترفض ذلك، لكن محادثات حول الاستحواذ على الجزيرة جرت في عدد من المناسبات، أبرزها عقب الحرب العالمية الثانية عندما أنشأت الولايات المتحدة قاعدة رئيسة هناك بموافقة حكومة الدنمارك في المنفى. وعندما أرادت الدنمارك، المملكة المحايدة، بعد التحرر من الحكم النازي، طرد الأميركيين من مستعمرتها، واجهت مقاومة وعرضاً مضاداً للاستحواذ على الجزيرة. وبدلاً من ذلك، انضم الدنماركيون إلى حلف شمال الأطلسي.

في الواقع، وافقت الولايات المتحدة على شراء جزر الهند الغربية الدنماركية عام 1917 في ضوء مخاوف مماثلة من وقوع الإقليم القائم في حوض البحر الكاريبي تحت احتلال ألماني. لذلك بيعت جزر الهند الغربية الدنماركية في مقابل 25 مليون دولار، أو 700 مليون بدولار عام 2024، وباتت تُعرَف منذ ذلك الحين باسم جزر العذراء الأميركية – وهي "إقليم" أميركي.

ماذا عن بورتوريكو؟

يتوق كومنولث بورتوريكو، وهو إقليم أميركي منذ عام 1898، إلى أن يصبح ولاية كاملة الأوصاف، لكن الإدارات الأميركية المتعاقبة ترفض ذلك. ولسبب ما يبدو الإقليم محتقراً في نظر كثر من أعضاء حركة "ماغا" بقيادة ترمب، كما رأينا عندما نعتها ناطق باسم الحركة بـ"جزيرة القمامة العائمة" في أحد تجمعات حملة ترمب الانتخابية.

هل ستسيطر الولايات المتحدة على غرينلاند؟

كلا. يستبعد الدنماركيون ذلك باستمرار، والأهم من ذلك، أن سكان غرينلاند لا يحبذون الفكرة بالتأكيد، ويفضلون الاستقلال وروابط وثيقة مع كندا والولايات المتحدة بشروطهم الخاصة.

يقول رئيس وزراء غرينلاند موتي إيغيدي: "لسنا للبيع ولن نكون للبيع. يجب ألا نضيع كفاحنا الطويل من أجل الحرية. ومع ذلك، يجب أن نستمر في الانفتاح على التعاون والتجارة مع العالم بأسره، ولا سيما مع جيراننا".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل